يمن إيكو| أخبار
توقع خبراء دوليون أن تشهد أسواق الطاقة العالمية في العام 2024م تقلبات سلبية، رابطين التقلبات بأربعة عوامل سياسية تتمثل في استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والانتخابات الأمريكية والحرب الروسية والأوكرانية، والتنافس الصيني الأمريكي في التكنولوجيا.
وتوقع خبراء بنك يو بي إس السويسري -في تقرير حديث صدر عنه اليوم الأحد، وجاء تحت عنوان “العام المقبل 2024 عالم جديد”- أن تلعب السياسة دوراً كبيراً في إحداث تقلبات سلبية بالأسواق العالمية، موضحين أنه يجب على المستثمرين الاستعداد لنوبات من التقلبات ذات الدوافع السياسية، وأن يفكروا في التحوط.
ومع استمرار مؤشرات الحرب في فلسطين المحتلة، بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، وتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، توقع خبراء تقرير يو بي إس أن تتجه المخاطر نحو السيناريو السلبي الأكثر صلة بالتأثير على أسواق النفط.
وتوقع الخبراء أن يتم تداول سعر خام برنت في نطاق 90 – 100 دولار للبرميل، في حال استمرت الحرب بين حماس وإسرائيل، أما في حال انخفضت صادرات النفط الإيراني بحوالي 500 ألف برميل، فقد يدفع ذلك الأسعار إلى نطاق 100 – 110 دولارات للبرميل، وتوسيع النزاع عبر المنطقة، بمشاركة منتجين آخرين للنفط، الأمر الذي قد يدفع أسعار النفط إلى ما فوق 120 دولاراً للبرميل.
وحيال مسار التنافس بين الرئيس الأميركي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب في سعيهما للحصول على الترشيح من حزبيهما السياسيين (الجمهوري والديمقراطي)، ذكر التقرير أن أسواق الرهان فرصة بنسبة 70% لأن يصبح بايدن المرشح الديمقراطي، وهي نسبة قليلة بشكل غير عادل لشاغل المنصب الذي يسعى لإعادة انتخابه.
ورجح الخبراء في التقرير أن يحدث انقسام في الكونغرس وهو السيناريو الأكثر حضور في مسار الاحتمالات بعد انتخابات 2024، حيث يتوقع الخبراء أن يتولى الجمهوريون السيطرة على مجلس الشيوخ لأن لديهم عدداً أقل من المقاعد للدفاع عنها، في حين أن الديمقراطيين لديهم فرصة أكبر لاستعادة السيطرة على مجلس النواب.
وأشاروا إلى أن انقسام الكونغرس يعني أنه يجب أن يتم إقرار التشريع على أساس الحزبين، وهو ما قد يقلل من احتمالية تطبيق إصلاحات محلية شاملة، مثل التغييرات في السياسة الضريبية أو الصحية، والتراجع عن الإنفاق المناخي.
وتوقع الخبراء احتفاظ الرئيس الحالي (بايدن) بسلطة تقديرية بشأن السياسة الخارجية، بما في ذلك مجالات مثل العلاقة التجارية مع الصين والولايات المتحدة، والموقف من حرب روسيا وأوكرانيا، وحرب إسرائيل وحماس.
ويرى الخبراء أن التشديد في أسواق النفط العالمية، جعل العالم أكثر ضعفاً تجاه صدمات الإمدادات الأخرى، مؤكدين أنه حتى وقت كتابة تقرير يو بي إس كان تأثير الحرب الروسية الأوكرانية محدود نسبياً على الأسواق المالية العالمية بشكل يومي.
وحسب خبراء تقرير البنك السويسري، فإنه في حال نجح بايدن في الانتخابات المقبلة، فسيستمر الوضع الحالي الذي تقدم فيه الولايات المتحدة الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، أما إذا فاز ترامب فيتوقع الخبراء تراجع الدعم المالي والعسكري الأميركي لأوكرانيا بشكل كبير، وتبعا لذلك سيتعين على حكومات أوروبا زيادة الإنفاق بشكل ملموس، ما قد يشكل مخاطر مالية، أو قبول المكاسب العسكرية الروسية المحتملة.
وفي مسار تنافس الولايات المتحدة والصين (التجارة والتكنولوجيا)، أوضح الخبراء أن البيت الأبيض يحاول جاهداً منع الصين من الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي الأساسية وتكنولوجيا صناعة الرقائق الإلكترونية، مؤكدين في الوقت نفسه أن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين خلقت توازناً جديداً غير مستقر في عام 2023، إلا أن جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الرقائق الإلكترونية تختبر هذا التوازن.
وتابع الخبراء: “في حين نتوقع أن يستمر الاهتمام المتبادل في التعاون عبر مضيق تايوان والتعاون الأميركي التايواني، يمكن أن تكون التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين- فيما يتعلق بتايوان- لها تأثيرات ملموسة على سلاسل الإمداد العالمية، مما يؤدي إلى تأثيرات ثانوية على الأسواق العالمية والعلاقات الدبلوماسية”.