يمن ايكو
تقارير

📃 النزاع في أوكرانيا.. حرب اقتصادية عالمية تشعل أسعار الوقود في أمريكا وأوروبا

تقرير خاص –  يمن إيكو

لم يعد الاقتصاد العالمي أمام جائحة كورونا التي ضربت الطلب العالمي على النفط الخام وما تزال تداعياتها مثبطة لمعظم أنشطة قطاعاته، بل أصبح أمام جائحة الحرب الأوكرانية الروسية، التي بدأت تدور رحاها في الـ 24من فبراير الماضي، لتشعل أسعار الطاقة على المستوى العالمي، وتهدد سلاسل الإمداد الدولية، ورفعت أسعار الحبوب خاصة القمح، ولم تقف عند ذلك فقد وصل لهيب الأسعار إلى أسواق التجزئة التي تمس المواطنين الغربيين بما في ذلك الأمريكيون.

وفيما يحذر خبراء الاقتصاد من أن الإجراءات العقابية الأمريكية الأوروبية على الغاز والنفط الروسيين، قد تكرر مشاهد طوابير المركبات في سوريا واليمن وغيرهما من الدول النامية، في المدن الغربية الأوروبية والأمريكية التي تحتل صدارة الاقتصادات الأقوى في العالم.. توقعت بنوك عالمية بتراجع نمو الاقتصاد العالمي في 2022، بنحو 3% على الأقل، كاستتباع حتمي لتطورات الحرب الروسية الأوكرانية.

وسجلت أسعار النفط الإثنين 116.00 دولار للبرميل لعقود خام برنت الآجلة، فيما رست عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي الآجلة 108.69 دولار للبرميل.. وحققت أسعار النفط بالأسواق العالمية ارتفاعاً أسبوعياً لها منذ ثلاثة أسابيع، بنهاية جلسات التداول، الجمعة، حيث ارتفع خام القياس العالمي برنت بمقدار 11.5% وخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي” بمقدار 8.8%. وارتفعت عقود الغاز الطبيعي تسليم أبريل والمتداولة في هولندا “تي تي إف” 4.67% إلى 106 يوروهات لكل ميجاوات، وفقاً لبيانات شركة “إنتركونتيننتال إكستشينج”.

هذا التداعي الحر للتأثيرات الأولية لتحولات نزاع الروس والأوكرانيين، أخرج حرب الأسعار الشرسة، من مربع القصران الدائم في أسواق البلدان النامية، التي يمارس فيها الغرب، وخاصة أمريكا، سياسات الحروب والدمار وافتعال الأزمات الاقتصادية والمعيشية، إلى السوق الأمريكية، ليعاني مواطنوها ما يعانيه مواطنو تلك البلدان.

وواصلت أسعار البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية صعودها اليوم الإثنين، ليصل سعر الجالون إلى 6 دولارات (الجالون = 3.78 لتر) ما يعني أن سعر الـ 20 لتراً 31 دولاراً تقريباً، قرابة 20 ألف ريال يمني بأسعار صرف صنعاء، ونحو 40 ألف ريال بأسعار صرف اليوم الإثنين في مناطق سيطرة التحالف.
ويتوقع مراقبو سوق الطاقة في أمريكا مزيداً من الارتفاعات

في أسعار الوقود، مع اقتراب ما يسمى بالموسم الصيفي للقيادة، بسبب ارتفاع الضرائب الأمريكية وتأثر السوق بالحظر الأمريكي لواردات النفط الروسي.. مؤكدين أن واشنطن تواجه تحديات كبيرة في تمرير هذه العقوبات، وسط تراجع إنتاج السعودية بسبب الضربات الصاروخية لقوات صنعاء، رداً على الحصار المضروب على البلاد منذ سبع سنوات، وفق ناطق القوات المسلحة التابعة لحكومة صنعاء.

وفي أسواق أوروبا ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي ستة أضعاف، مما كانت عليه قبل عام، وزادت كلفة الكهرباء خمس مرات تقريباً، ما يجعل الشركات والأسر تواجه تحديات معيشية كبيرة في الوفاء بكل أنواع الإنفاق.. فيما خفّضت المملكة المتحدة توقعاتها الاقتصادية إلى 3.8% من 6%، إذ يواجه المستهلكون أسوأ ضغوط على مستويات المعيشة منذ 6 عقود على الأقل.

ويرفض المشترون الغربيون بشدة ارتفاع أسعار الوقود والأغذية والمعادن، ويهددون بالعودة إلى الركود، في وقت زادت أسعار بعض المنتجات الأكثر أهمية في العالم مثل الأطعمة والوقود والبلاستيك والمعادن بما يتجاوز قدرات المواطنين الشرائية.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً