يمن إيكو | اخبار
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، الجمعة، أن الولايات المتحدة لم تنجح في مسعاها للاستعانة بإيران من أجل وقف هجمات قوات صنعاء المساندة لغزة في البحر الأحمر، لأن إيران أكدت أنها لا تمتلك تأثيراً على قرار الحوثيين.
ونشرت الصحيفة تقريراً، رصده موقع “يمن إيكو”، حول مفاوضات غير مباشرة عقدها مسؤولون أمريكيون وإيرانيون في يناير الماضي، طلبت خلالها الولايات المتحدة من إيران أن تضغط على حكومة صنعاء لوقف الهجمات في البحر الأحمر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولَين إيرانيين اثنين، أحدهما من وزارة الخارجية، قولهما إن “إيران أكدت خلال المحادثات أنها لا تسيطر على نشاط الحوثيين”.
وأضافا أن إيران أكدت أنها تستطيع التواصل مع الحوثيين “لضمان وقف الهجمات في حال تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة ولكن ليس قبل ذلك”.
ويعني ذلك التزام إيران بالموقف الذي أعلنته حكومة صنعاء، والذي يؤكد أن الهجمات ستستمر وتتوسع حتى وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات للشعب الفلسطيني.
وكان الأمريكيون عقدوا لقاء سرياً، في العاشر من يناير الماضي، مع الجانب الإيراني بغية أن يلعب الإيرانيون دور الوسيط الضاغط على الحوثيين لوقف الهجمات على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، غير أن تأكيد إيران بأن لا نفوذ لها ولا سلطة على موقف جماعة الحوثي اليمنية، دفع بأمريكا وإلى جانبها بريطانيا (الداعمين الرئيسيين) لإسرائيل نحو التصعيد في البحر الأحمر، عبر بدء الهجمات المشتركة على أهداف يمنية.
وفي الـ12 من يناير 2024م، وتحت شعار إضعاف “قدرات الحوثيين”، بدأت أمريكا وبريطانيا، هجوماً واسعاً على عدد من المحافظات اليمنية، رداً على هجمات قوات حكومة صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر، غير أنها أخفقت في تحقيق هدفها، والدليل على ذلك أن هجمات قوات صنعاء (الحوثيين) تصاعدت في البحر الأحمر، بل امتد قرار حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، ليشمل خليج عدن والبحر العربي، قبل أن يمتد إلى المحيط الهندي وجنوب إفريقيا، أو ما يعرف بطريق رأس الرجاء الصالح.
وهذه هي المرة الثانية التي تفشل فيها الولايات المتحدة في مساعي اللجوء إلى وساطات خارجية لإقناع قوات صنعاء بوقف الهجمات في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، حيث كانت صحيفة “فايننشال تايمز” قد كشفت في يناير الماضي أن الولايات المتحدة طلبت من الصين أن تحث إيران على ممارسة ضغوط لوقف هجمات قوات صنعاء، لكن الصين “لم تبدِ أي بادرة للمساعدة”، بحسب ما ذكرته الصحيفة آنذاك، بل قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في تصريحات لاحقة حول الموضوع إن ما يجري في البحر الأحمر مرتبط بالوضع في غزة، وإن الحل يكمن في وقف إطلاق النار بغزة.
وفي نهاية يناير الماضي أيضاً زار وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون سلطنة عمان لمناقشة الوضع في البحر الأحمر، وهو ما كشفت عن محاولة بريطانية للجوء إلى مسقط التي تحتفظ بعلاقات دبلوماسية جيدة مع صنعاء، من أجل التوسط لوقف الهجمات، لكن هذا المسعى لم ينجح أيضاً.
وتأتي هذه المساعي الأمريكية البريطانية على وقع اعترافات رسمية متواصلة بأن الضربات الجوية على اليمن لم تنجح في ردع قوات صنعاء والتأثير على عملياتها البحرية، والتي اتسع نطاقها مؤخراً ليصل إلى المحيط الهندي، وفق ما أعلنه قائد جماعة أنصار الله اليمنية، عبد الملك الحوثي، الخميس الفائت.
وقال عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة التابعة للجماعة، وتابعه “يمن إيكو”: “نحن نعلن المنع للسفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور ولو عبر المحيط الهندي بالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا، باتجاه العدو الإسرائيلي”.