يمن ايكو
أخبار

لأول مرة في تاريخ أمريكا.. عزل رئيس مجلس النواب على خلفية معركة الإنفاق (القصة كاملة)

يمن إيكو | وكالات:

أعلن الكونجرس الأميركي، لأول مرة في تاريخ البلاد، عن الإطاحة برئيس مجلس النواب، بحجة تفادي حدوث إغلاق حكومي جديد، وسط تفاقم أزمة الإنفاق بين أعضاء المجلس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وفق ما أكدته وكالة بلومبرج.

وحسب “بلومبرج” فإن مكارثي فقد منصبه القيادي بعدما ثار المتشددون من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ضده، على إثر تنازلات قدمها للديمقراطيين لتفادي إغلاق الحكومة نهاية الأسبوع الماضي. وصرح بأنه لن يترشح مرة ثانية للمنصب ولم يفكر في الاستقالة من الكونغرس الأميركي.

وتولى النائب باتريك ماكهنري منصب القائم بأعمال رئيس مجلس النواب بعد تصويت بنسبة 216 مقابل 210، وينتظر مجلس النواب إجراء انتخابات رسمية لاختيار بديل دائم. ويتوقع أن يجري انتخابات لاختيار رئيس مجلس النواب الجديد في 11 أكتوبر الجاري.

انقسام جمهوري

وكشفت معركة الإنفاق عن وجود انقسامات حادة بين الجمهوريين الموالين للرئيس السابق دونالد ترمب والأعضاء الأكثر اعتدالاً، وهي معركة تسببت في معاناة لمكارثي كما فعلت مع بول رايان، سلفه الجمهوري بهذا المنصب. أسفرت هذه الانقسامات أيضاً عن نتائج مخيبة للآمال للحزب الجمهوري في انتخابات أعوام 2018 و2020 و2022.

وقال مكارثي- الذي يعد عزله إجراء هو الأول في تاريخ أمريكا-: “لم أندم على التفاوض، ولا جهودي لبناء تحالفات والتوصل لحلول”. حسب تعبيره.

مخاوف المستثمرين

وحذرت وكالة “موديز إنفيستورز سيرفيس”، وهي مؤسسة التصنيف الائتماني الكبرى الوحيدة المتبقية التي منحت أميركا التصنيف الأعلى، في أواخر سبتمبر من اهتزاز ثقتها في الولايات المتحدة جراء مخاوف تتعلق بـ”الحوكمة”. لتعزز بتلك التحذيرات مخاوف بين المستثمرين والزعماء السياسيين عبر كافة أنحاء العالم إزاء تفاقم القصور الوظيفي في واشنطن.

تفادي الإغلاق الحكومي

وقال مصرف “غولدمان ساكس” في تحليل للعملاء: إن عملية العزل تفاقم خطر حدوث إغلاق حكومي الشهر المقبل. وأكد “غولدمان” أن خليفة مكارثي سيتعرض غالباً “لضغوط إضافية” لتفادي إقرار حزمة تمويل مؤقتة، أو منح تمويل أكثر لأوكرانيا.

ونقل تلفزيون بلومبرغ عن النائب هنري كويلار، وهو عضو ديمقراطي عن ولاية تكساس قوله: “نسعى لتخصيص الاعتمادات. ولدينا أزمة أوكرانيا ومشكلات حدودية أخرى، وفي الوقت نفسه ينشغل الحزب الجمهوري بحرب داخلية بين أعضائه، وفي كل مشكلة، لا سيما الحدودية منها، لا يمكننا اتخاذ أي إجراء حتى ينتهوا من هذا الجدل”.

ومنح قرار التمويل المؤقت الذي تجنب الإغلاق الحكومي المشرعين مهلة حتى 17 نوفمبر فقط للتوصل إلى بديل أكثر استمرارية.

وعلق السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس، جون كورنين، بعد التصويت على قرار العزل، قائلاً: “يقوض هذا القرار الهدف الرئيسي للكونغرس، لأنهم سيغرقون حالياً في عملية انتخاب رئيس مجلس النواب ولا أحد يعلم متى سينتهي ذلك؟”.

انتخاب بديل

أما بالنسبة لمن سيترشح ليحل محل مكارثي، فإن ستيف سكاليس العضو عن لويزيانا، الذي كان الجمهوري رقم 2 في مجلس النواب بوصفه زعيماً للأغلبية، أجرى اتصالات مع بعض الأعضاء الذين يجسون النبض، بحسب شخصين على دراية بتحركاته. كما طرح مشرعون جمهوريون النائبين توم إمر العضو عن مينيسوتا، والسيدة إليز ستيفانيك، العضو عن ولاية نيويورك، وهما المسؤولان المنتخبان رقم 3 و4 على الترتيب، باعتبارهما مرشحين محتملين.

وطُرحت أسماء أخرى من بينها رئيس السلطة القضائية بمجلس النواب، جيم جوردان، العضو عن ولاية أوهايو، ورئيس لجنة القواعد، توم كول، ورئيس لجنة الدراسة الجمهورية كيفين هيرن، وكلاهما عضوان عن أوكلاهوما؛ والنائب بايرون دونالدز العضو عن فلوريدا. فيما أوضح النائب تروي نيلز، العضو عن ولاية تكساس، أنه يعتزم ترشيح ترمب لمنصب رئيس مجلس النواب.

أحدث حلقة في سلسلة الفوضى

ويرى المراقبون الدوليون أن هذه الاضطرابات تعد أحدث حلقة في سلسلة الفوضى السياسية للجمهوريين، حيث يواجه المرشح الحالي لرئاسة الحزب، ترمب، قضية احتيال مدني أمام واحدة من محاكم نيويورك.

وخلال الأسبوع الماضي، كادت المناظرة بين منافسيه على الترشح أن تتحول إلى فوضى عارمة في بعض اللحظات.

تأييد محدود

وظفر مكارثي بمنصب رئيس مجلس النواب في يناير الماضي بشق الأنفس، وتحمل 15 جولة تاريخية من التصويت قبل أن يفوز بالمنصب، وذلك فقط بشرط السماح لأي عضو منفرد بالتقدم باقتراح لإقالته من منصبه في أي توقيت. واستمر النائب مات غايتس العضو عن فلوريدا في تهديد مكارثي بذلك طوال مدة ولايته القصيرة، ثم أطلق عملية التصويت أمس.

حتى عندما رفض مكارثي الاستسلام للعناصر الأكثر تشدداً في حزبه، فقد حافظ على حزبيته المناوئة للطرف الآخر.

وانتقد علانية الديمقراطيين نهاية الأسبوع الماضي بسبب مطالب الإنفاق التي يقدمونها، بينما كان باستطاعته الاستفادة من إظهار أي نوايا حسنة عبر تفادي الإغلاق وإنقاذ وظيفته.

كما أثار غضب الديمقراطيين عندما سمح بالمضي قدماً في تحقيق لعزل الرئيس الأميركي جو بايدن. وبالتالي؛ لم يصوت أي ديمقراطي لإنقاذه أمس.

انتصارات لا جدوى منها

حقق مكارثي خلال مدة ولايته على مدى 9 شهور بعض الانتصارات المهمة، حيث صاغ حزمة سقف ديون بموافقة الحزبين لدرء التخلف التاريخي عن السداد، على عكس رغبات نفس المتشددين الذين أطاحوا به أمس. كما تمكن من تفادي الإغلاق الحكومي الذي كان حتمياً حتى أبرم صفقة مع الديمقراطيين لتمريرها دون منح تمويل لأوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.

وحسب المحللين، كان من المفترض لهذه الانتصارات أن تضمن تأمين الوظيفة لأي رئيس لمجلس النواب الأميركي في الماضي. لكن بسبب الصفقة التي أبرمها مكارثي للفوز بالمنصب القيادي، لم يتطلب الأمر سوى تقديم غايتس، مساعد ترمب الذي عارض بشدة كلتا الصفقتين، طلباً للتصويت أسفر عن رحيله.

على الجانب الآخر، حث ترامب أنصاره في الكونغرس الأميركي على السماح بالتخلف عن سداد الديون الأميركية، مع عدم وقف إغلاق الحكومة إذا لم يحصلوا على كل ما يريدونه من خلال الصفقة، وتساءل في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أمس عن سبب اقتتال الجمهوريين فيما بينهم، عوضاً عن استهداف المعارضة.

وتجاوز الدين القومي الأمريكي 33 تريليون دولار لأول مرة في تاريخ البلاد، وفقا لبيانات وزارة الخزانة ‏الأمريكية.‏

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، في تصريحات إعلامية لها، في سبتمبر الماضي، إن الدين الوطني الأمريكي يبلغ حاليا قرابة 33.04 تريليون دولار، مؤكدة أنها تشعر بالارتياح للمسار الاقتصادي لأمريكا، على الرغم من ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً