يمن إيكو|متابعات:
فيما أكدت تقديرات الإحصاءات السعودية بلوغ إيرادات موسم الحج للعام الحالي ١٤٤٥هـ نحو 15 مليار دولار، أبلغت عدة دول عن وفيات في صفوف حجاجها فاق مجموعهم 1,000 شخص هذا العام، إثر تعرض غالبيتهم لضربات شمس. وفق ما أكدته وسائل الإعلام الدولية، ورصده موقع “يمن إيكو”.
ووفقاً لتقرير نشرته وكالة فرانس برس، كانت وفيات مصر الأعلى بـ 658 حاجاً على الأقل، بينهم 630 لا يحملون تصاريح للحج، فيما أعلن الأردن، الجمعة، ارتفاع عدد وفيات الحجاج من خارج بعثته الرسمية إلى 75، كما أعلنت تونس ارتفاع عدد الوفيات بصفوف الحجاج التونسيين إلى 49، في حين أعلنت دول أخرى وجود وفيات بين حجاجها مثل إيران وباكستان وماليزيا والهند والسودان والعراق والسنغال وإندونيسيا.
وقالت الوكالة الفرنسية- استناداً إلى أعداد وفّرتها حوالي عشر دول عبر بيانات رسمية أو دبلوماسيين منخرطين في عمليات البحث عن الضحايا-: إن عدد الوفيات في موسم الحجّ هذا العام بلغ 1.096، معظم تلك الحالات لم تحدد أسباب وفاتها.
وإلى جانب ارتفاع درجة الحرارة، والزحام الشديد، أرجعت شبكة هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” حوادث هذا العام إلى مشكلات تتعلق بالمرافق الصحية والنقل، حيث اضطر الكثير من الحجاج إلى قطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام تحت وطأة الحرّ الشديد، وحرمان الكثير من الحجاج غير النظاميين من الخدمات الصحية والحماية من الحر، بعد أن أدت التكاليف الباهظة للحج إلى زيادة أعدادهم، وكذلك تزايد من كبار السن أو العجَزة أو المرضى.
في مقابل تلك المشكلات، توقعت مصادر إعلامية سعودية أن يحقق موسم الحج هذا العام 1445هـ عائدات تتجاوز 15 مليار دولار، وسط تجاوز عدد الحجاج 1.8 مليون حاج مسجل بطرق رسمية ينتمون إلى ما يزيد عن 200 دولة، فضلاً عن الحجاج غير النظاميين الذين دفعت بهم السلطات السعودية بنظام رفع تكاليف الحج إلى التحايل والدخول غير المصرح لأداء مناسك الحج.
وتأتي سياسات رفع رسوم أداء مناسك الحج، في إطار برامج رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تحقيق عائدات من فريضة الحج تصل إلى مستويات 50 مليار دولار سنوياً. وفق ما أكده تحليل أصدرته شركة “أوشن إكس” السعودية المختصة بنشر التقارير والمعلومات بمختلف المجالات للقطاع الحكومي والخاص.
ووفق التحليل- الذي نشرته مجلة ” الاقتصاد اليوم” السعودية ورصده موقع “يمن إيكو”- فإن موسم الحج يُعد ثاني أكبر مصدر دخل للمملكة بعد النفط، وتوقعت الشركة أن تنمو الإيرادات المتوقعة من الحج لأكثر من 150 مليار دولار أمريكي، وأن يوفر أكثر من 100 ألف وظيفة دائمة خلال 5 سنوات. فيما رجح بيان صادر عن جمعية المحاسبين القانونيين المعتمدين العالمية أن يحقق موسم الحج 25 إلى 30% من دخل القطاع الخاص في مكة المكرمة والمدينة المنورة، خلال 5 سنوات.
حوادث الأعوام الماضية
وشهدت مواسم الحج عدداً من الكوارث المميتة خلال العقود الماضية اختلفت أسبابها بين التدافع والحرائق، فخلال موسم الحج العام الماضي أبلغت دول مختلفة عن وفاة أكثر من 300 شخص كان معظمهم من الإندونيسيين. وتوفي حجاجٌ العام الماضي أيضاً بسبب الإجهاد الحراري، حيث وصلت الحرارة إلى 48 درجة مئوية.
وحصلت أكبر كوارث مراسم الحج على الإطلاق، عام 2015، حين أدى التدافع أثناء شعيرة رمي الجمرات في مشعر مِنى بالقرب من مكة إلى مقتل ما يصل إلى 2,300 من الحجاج في 24 سبتمبر، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.
وأعلنت دول كثيرة عن وفاة حجاج من مواطنيها، من بينها مصر وإيران والجزائر وكينيا وبنغلادش ونيجيريا والنيجر وتشاد والسنغال، وجاءت تلك الإعلانات بعد أسبوعين من وفاة أكثر من 100 شخص وإصابة مئات آخرين، بينهم الكثير من الأجانب، عندما سقطت رافعة ضخمة في المسجد الحرام كانت تستخدم في أعمال التوسعة، بسبب الطقس العاصف في مكة.
وفي عام 2006، توفي نحو 364 حاجاً إثر تدافع حصل يوم 12 يناير أثناء شعيرة رمي الجمرات. وكان من بينهم حجاج من الصين وإيران والجزائر والأردن، وأتى ذلك أيضاً بعد كارثة أخرى حصلت قبل أسبوع حينها، بعدما انهار فندق في وسط المدينة، مما أدى إلى وفاة 76 شخصاً.
وفي عام 2005، سحق ثلاثة حجاج حتى الموت في تدافع يوم 22 يناير أثناء شعيرة رمي الجمرات، كما توفي 251 حاجاً عام 2004، بعد تدافع كبير قرب جسر رمي الجمرات في الأول من فبراير/شباط.
وفي عام 1998، قتل أكثر من 118 شخصاً وأصيب 180 آخرين في حادث تدافع في مِنى يوم 9 أبريل وقبل ذلك بأربع سنوات وفي المكان نفسه، أدى تدافع آخر إلى مقتل 270 شخصاً يوم 24 مايو 1994. وأشارت السلطات حينها إلى أن “الأعداد القياسية” من الحجاج كانت السبب وراء الحادث.
وفي عام 1990، حصل تدافع كبير داخل نفق المعيصم بحسب وكالة رويترز، إثر تدافع حاد يوم 2 يوليو، وأدى إلى وفاة 1426 حاجاً وكان معظمهم من إندونيسيا وتركيا.