يمن إيكو|متابعات:
امتدت أيادي لصوص المنصات الوهمية التي تملأ الشبكة العنكبوتية، إلى مدخرات مالية جمعها مسلمون من مختلف دول العالم، ولسنوات طوال طمعاً في أداء مناسك الحج، ليجدوا أنفسهم خارج أحلامهم بإتمام فروض دينهم، بعد أن دفعوا كامل أموالهم لمحتالين وهميين لا مكان لوجودهم، حسب وسائل الإعلام الدولية.
واستغلت المحتالون الافتراضيون، تدافع ملايين من المسلمين للتنسيق المسبق عبر روابط ومنصات وجدوها على مواقع التواصل الاجتماعي، للحصول على تصاريح الحج، ليكتشف الآلاف أنهم دفعوا أموالهم لشركات لا وجود لها أساساً، فمنهم اكتشف أنه وقع ضحية لجريمة احتيال عابرة للقارات، لحظة وصوله الديار المقدسة، فحاول الدخول بطريقة غير مصرحة ليلقى حتفه وسط حر الشمس اللاهبة، ومنهم من اكتشف وهو لا يزال في بلاده، بعد أن فقد كل مدخراته.
صحيفة “نيويورك تايمز” نقلت عن فتاة أمريكية مسلمة توفي والداها بعد تعرضهما لكارثة احتيال، قولها: “إن والديها دفعا حوالي 23 ألف دولار لشركة في ماريلاند، حيث بدأت رحلتهما في مطلع يونيو مع عشرات الأشخاص الآخرين من المجتمع الإسلامي بمنطقة باوي ومحيطها بالولاية الأمريكية”، مشيرة إلى أنه مع وصولهما إلى مكة، أبلغاها بأن منسق الرحلة أكد أنهما يواجهان صعوبة في الحصول على تصاريح رسمية لهما، وأضافت الفتاة التي تدعى “سعيدة” لـ “نيويورك تايمز” أنهما أصيبا بالإحباط؛ لأنهما اعتقدا أنهما كانا يتبعان الإجراءات الرسمية، الأمر الذي دفع بهما للسير غير النظامي في الحج.
وأكدت أن آخر رسالة تلقتها كانت حول عدم وصول حافلة واضطرارهما إلى السير لحوالي ساعتين، وبعد ذلك فشلت في التواصل معهما هاتفياً لعدة أيام بعد ذلك، وقبل حوالي أسبوع، تواصل مسؤول أمريكي بسعيدة وأبلغها بوفاة والديها. ورفضت الشركة التي نظمت الرحلة التعليق لصحيفة “نيويورك تايمز”.
أما الشاب الفلسطيني سليمان الشاعر، الذي يحمل جواز سفر مصرياً، فقد أصيب بحسرة لم يشعر بغصتها من قبل، عندما اكتشف وهو في أحد مكاتب اللجنة الوطنية للحج والعمرة في السعودية، أنه وقع ضحية عملية نصب من إحدى شركات الحج “الوهمية”، التي أرسلت له تصاريح حج مزورة. وفق ما أكدته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وحسب الـ “بي بي سي”، فإن الشاعر وصل السعودية قادماً من مصر وحاملاً تأشيرة زيارة سعودية، وبعد دخوله إلى المملكة، تواصل مع إحدى الشركات التي أعلنت عن باقات حج بأسعار “مغرية” على مواقع التواصل الاجتماعي، آملاً في الحصول على تصريح، يمكنه من أداء الفريضة.
وأضاف قائلاً: “لقد وقعت في فخ إعلان “مضلل” نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي لشركة زعمت أنها تتخذ من الإمارات مقراً لها”.. موضحاً أنه دفع للشركة 6000 درهم (أي ما يعادل أكثر من 1600 دولار) للحصول على ترخيص لأداء الحج، وبالفعل أرسلوا لي التصريح ورمزاً إلكترونياً (المعروف بالباركود) للحج، ولكنني اكتشفت أنه تم الاحتيال عليَّ لأن كل الأوراق مزورة”.
ووفقاً لما أكده سعد القرشي- يعمل مستشاراً للجنة الوطنية للحج والعمرة المعنية بالإشراف على شركات السياحة داخل المملكة- فإن كثيرين مثل الشاعر لا يكتشفون أنهم وقعوا ضحية احتيال إلا عند وصولهم إلى مقر اللجنة، لاستيفاء إجراءات الحج والحصول على الأساور التي تشير إلى أنهم حجاج نظاميون.
ليس والدا الفتاة الأمريكية اللذان فقدا أموالهما ثم حياتهما، وليس الشاب الفلسطيني الشاعر، هم وحدهم من وقعوا ضحية عملية نصب من قبل شركات وهمية، فهناك الآلاف من المسلمين من مختلف الجنسيات، أغرتهم المنصات الوهمية بالحصول على تأشيرات وتصريحات للحج لكنهم وجدوا أنفسهم يطاردون سراباً.
ووفقاً لمجلس الحجاج البريطانيين، وهي منظمة غير حكومية معنية بتقديم الدعم للحجاج البريطانيين، أن 3% فقط من إجمالي عدد الأشخاص الذين تعرضوا لعمليات نصب، تقدموا ببلاغات رسمية، مشيراً إلى أن معدل أعمار الحجاج الأكثر عرضة لهذه العمليات 42 عاماً.