تقرير خاص – يمن إيكو
صار معلوماً الآن، أن التأجيل الأممي الجديد للبدء في إنقاذ خزان صافر العائم قبالة سواحل الحديدة غرب اليمن، لم يعد وحده الخطر الذي يهدد “صافر”، فالكارثة الأكثر خطراً من التأجيل والمماطلة، تكمن في أن السفينة البديلة “نوتيكا” تشكل قنبلة موقوتة جديدة استقدمتها الأمم المتحدة إلى خاصرة البحر الأحمر، حسب خبراء نفطيين.
وغداة إعلان الأمم المتحدة عن استحالة قدرتها على استكمال إجراءات نقل الكمية من خزان صافر إلى السفينة البديلة “نوتيكا”، حذرت صنعاء، الإثنين، من خطورة تهالك السفينة البديلة على سلامة البيئة البحرية.
وشدد وزير النقل في صنعاء، عبد الوهاب الدرة، على ضرورة أن تكون السفينة البديلة للخزان العائم صافر مطابقة للمعايير والمواصفات المتفق عليها بين اللجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق صافر والأمم المتحدة في مارس 2022م.
وأكد الدرة أن على الجانب الأممي الالتزام وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقاً، لتتم عملية التفريغ بسهولة ويسر، وتجنباً لأي تداعيات كارثية، مشيراً إلى أن السفينة البديلة يجب أن تكون مكافئة لخزان صافر وقادرة على استقبال وتصدير النفط.
وكان خبراء نفطيون حذروا من أن السفينة البديلة “نوتيكا “- التي ابتاعتها الأمم المتحدة- ستضاعف من أزمة صافر كونها متهالكة، معتبرين إجراءات الأمم المتحدة المؤجلة لعملية الإنقاذ والمماطلة في تنفيذ الاتفاقيات، ترحيلاً واضحاً للمشكلة وليس حلها.
وكشف المدير السابق لشركة “صافر” النفطية، المهندس أحمد كليب، في تغريدةٍ على صفحته الشخصية بتويتر، عن ما أسماه “فضيحةِ فساد جديدة للأمم المتحدة” بشأن الناقلة النفطية المشتراة بـ55 مليون دولار، في مخالفة واضحة للتكلفة المحددة في بيانات الخطة الأممية التي تنص على استئجار سفينة بنحو 13 مليون دولار.
وأكد كليب أن السفينة “نوتيكا” المشتراة، عمرها 15 عاماً، ما يعني أنه في المستقبل لو أردنا بيعَها فلن تُباعَ إلا كحديد خردة؛ لأَنَّه لن يشتريها أحد لتشغيلها في سوق نقل النفط، وأوضح كليب أن دول العالم تمنع الناقلات التي تزيد أعمارُها عن 20 عاماً من دخول موانئها؛ حفاظاً على سلامة بيئتها.. مؤكداً أن المتبقي من عمر “نوتيكا” الافتراضي خمس سنوات فقط.
وشكك المديرُ السابق لشركة صافر النفطية كليب، في قدرة صمود الناقلة البديلة “نوتيكا” أمام بيئة الصليف القاسية، متوقعاً تدهورها بصورة أسرع من الناقلة “صافر”.
وأشار إلى أن استلامَ الناقلة بعد بضعة أشهر وتحميلها بالنفط، وإبقاءها في موقعها، يعني ترحيل المشكلة إلى فترة لاحقة.. مؤكداً أن الحل لتفادي الكارثة البيئية هو تفريغ الناقلة “صافر” من النفط ونقله إلى خارج البحر، وما عدا ذلك فهو مجرد عبث وسوء صرف لأموال المعونات، حسب تعبيره.
واستضافت بريطانيا وهولندا مؤتمر تعهدات عقد الخميس الماضي بلندن، غير أن الأمم المتحدة أخفقت في جمع 29 مليون دولار إضافية طلبتها لتمويل خطة الإنقاذ، إذ لم تجمع سوى 8 ملايين دولار، يضاف إلى قرابة 100 مليون دولار جمعتها سابقاً، وسط مخاوف من تبديدها في نفقات خارج المهمة، خصوصاً مع التأجيل المتكرر، كما بددت من قبل أكثر من 35 مليون دولار خصصتها لتنفيذ اتفاقية التقييم والصيانة الموقع مع صنعاء في نوفمبر 2020م.