يمن ايكو
تقارير

📃 مع احتمالات عودة الحرب الاقتصادية.. الطفولة اليمنية تواجه خطر المجاعة القاتلة

تقرير خاص- يمن إيكو
كادت البلاد تتنفس الصعداء خلال أشهر الهدنة التي لم تنجح في معالجة تداعيات ثمان سنوات من الحرب الاقتصادية والحصار الشامل ومنع دخول الوقود والغذاء والدواء، غير أن انقضاء زمن الهدنة بفترتها الثالثة دون التوصل إلى تمديد أو توسيع، وضع الطفولة اليمنية أمام شبح المجاعة القاتلة التي تهدد حياتهم في ظل احتمالات عودة الحرب والحصار.

وقال تقرير حديث نشرته وكالة اسوشيتد برس: “إن أطفال اليمن يتضورون جوعاً بينما تتأرجح البلاد على احتمالات عودة القتال”.. مؤكداً أن حوالي 2.2 مليون طفل يمني دون سن الخامسة يعانون من الجوع، فيما يعاني أكثر من نصف مليون شخص من سوء التغذية الحاد.

 وكانت الأمم المتحدة قالت في تصريحات وبيانات سابقة: “إن نحو 1.3 مليون امرأة حامل أو مرضع عانت من سوء تغذية حاد هذا العام”، موضحة أن محافظة الحديدة إلى جانب محافظة حجة الشمالية تضما المناطق الأكثر تضرراً من انعدام الأمن الغذائي الشديد وسوء التغذية الحاد.

 اعترافات وإفصاحات الأمم المتحدة بتلك الظروف المعيشية الصعبة التي فرضتها حالة الحرب والحصار في اليمن، تشير إلى أن تداعيات الحرب الاقتصادية الموصولة بالغذاء، قد امتدت لتنال من الأجنة في بطون الأمهات، فضلاً عن تداعياتها التي طالت مقدرات الأسرة الموصولة بالإنتاج المحلي من المحاصيل والثروة الحيوانية والألبان والأجبان وغيرها.

تداعيات الحرب والحصار، طالت قطاعات الصحة مدمرة ومعطلة أكثر من 50% من القدرات الصحية، ما جعل الطفولة اليمنية تواجه الجوع ونقص الدواء، والحرمان من السفر للعلاج من الخارج، فتوفي الآلاف من مضاعفات أمراض كان يمكن من خلال سفر المرضى لتلقي العلاج خارج اليمن، تفادي اتساع مضاعفاتها حتى الموت.

جويس مسويا، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أكدت في مقطع فيديو نشرته الأمم المتحدة، أن مستشفى الثورة في مدينة الحديدة -التي يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة- الذي زارته هذا الشهر، يستقبل 2500 مريض يوميًا، بما في ذلك الأطفال “الذين يعانون من سوء التغذية الشديد”.. مشيرة إلى أن نصف المستشفيات اليمنية معطلة أو أنها دمرت بالكامل بسبب الحرب.

وتحاول وسائل الإعلام الموالية للتحالف والحكومة المعترف بها دولياً التهرب من تأثيرات الحرب والحصار على مقدرات اليمن الاقتصادية ومقوماتها الصحية وبنيتها التحتية ونظامها الغذائي، برمي الأسباب على عوامل خارجية، حيث تشير إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى تفاقم الوضع الغذائي في اليمن، الذي يعتمد على القمح بدرجة أساسية.. موضحة أن الغذاء اليوم أغلى بنسبة 60٪ مما كان عليه العام الماضي.

وخفضت وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة حصص الإعاشة لملايين الأشخاص بسبب فجوات التمويل الحرجة وارتفاع أسعار الغذاء العالمية. وقد أعطى برنامج الغذاء العالمي منذ شهور الأولوية لـ13.5 مليون يمني الأكثر ضعفاً، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أوتشا.

 يذكر أن الأمم المتحدة بحلول نهاية سبتمبر ضمَّنت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن ملياري دولار من 4.27 مليار دولار اللازمة لتقديم المساعدة الإنسانية المنقذة للحياة وخدمات الحماية إلى 17.9 مليون شخص، لكن الإشكال يكمن في غياب الالتزام بالوعود، فالأمم المتحدة ومنظماتها وشركاء عملها الإنساني في مجال الطفولة في اليمن، وبعد ثمان سنوات من الحرب، ترهلت بالفساد وغياب الشفافية، وتجاوزت نفقاتها التشغيلية 70% على حساب مشاريع الاستجابة الإنسانية.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً