تقرير خاص-يمن ايكو
بدأت كرة اللهب تتدحرج في وجه منظومة التحالف وحكومة هادي التي أنتجت الفقر والتجويع والأوبئة الفتاكة، في مدن ومديريات الجنوب والشرق اليمني، وذلك بعد انكشاف الغطاء عن الوعود والأوهام التي مهد بها التحالف طريقه إلى عدن في يوليو 2015، وإحكام السيطرة على الموانئ والجزر ومواقع النفط والغاز.
قال مواطنون، شاركوا في الاحتجاجات الشعبية التي بدأت منذ حوالي أسبوع، في عدن وحضرموت وشبوة، ويتوقع أن تشمل معظم المحافظات الجنوبية والشرقية “خرجنا للاحتجاج بعد أن أصبحت حياتنا مستحيلة، فلا مرتبات ولا خدمات ولا كهرباء ولا ماء. ليرحل التحالف وترحل الحكومة”.
وأدت حرب التحالف بقيادة السعودية والإمارات، منذ سبع سنوات تقريباً، إلى شل الاقتصاد في اليمن وانهيار عملة البلد بشكل مخيف وغير مسبوق، الأمر الذي فاقم من سوء الظروف المعيشية للمواطنين، بما فيهم المتواجدون في مناطق سيطرة التحالف والحكومة التي يدعمها.
وبلغت الأوضاع المعيشية والاقتصادية حداً لا يطاق، كما يقول مواطنون في عدن وحضرموت وشبوة والضالع ومأرب، بالنظر إلى الانهيار المدوي لقيمة العملة وارتفاع الأسعار وانعدام القدرة الشرائية للمواطنين هناك. مقارنة بالأوضاع المستقرة نسبياً في مناطق سيطرة السلطات في صنعاء.
فإذا كان الحصار المطبق على مناطق حكومة صنعاء التي تشكل الكتلة السكانية الأكبر، قد جعل 70 في المئة من السكان يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، فيما يواجه حوالي 16.2 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من 50 في المئة منهم أطفال، فإن المواطنين في مناطق سيطرة التحالف التي تشهد اضطرابات أمنية ونذر ثورة جياع جراء تردي الأوضاع الاقتصادي وانهيار القدرة الشرائية صاروا، على الأقل، غير قادرين على شراء الخبز الذي ارتفعت أسعاره بصورة قياسية.
ووسط استمرار التوتر والخلافات بين الأطراف المكونة للحكومة المدعومة من التحالف، يتوعد المحتجون في الشارع الجنوبي بالمزيد من مظاهر التصعيد، حتى يتم وضع حد للتدهور الاقتصادي والخدماتي المريع.
شرارة الاحتجاجات بدأت من المكلا حضرموت، لتنطلق تالياً في عدن، ثم شبوة.. لكن امتدادها اليوم إلى وادي حضرموت “سيئون” يدفع بتصاعدها على نحو متسارع في إطار الصراع بين طرفي الحكومة، ووكلاء التحالف ومن ورائه القوى الدولية الطامعة في ثروات اليمن المكتنزة.
ففيما أعلن رئيس مجلس الحراك الثوري في حضرموت، فؤاد راشد، دعمه لهذه الاحتجاجات، وقال في تدوينة مقتضبة على تويتر، “إن شعب الجنوب الجائع الذي حرم من خدماته المستحقة سيقاوم ويسقط كل المتاجرين بثرواته وحقوقه”، حمّل بيان لحزب الإصلاح في حضرموت، الحكومة والتحالف مسؤولية وصول الأوضاع إلى هذه الدرجة من الانهيار والتدهور والانفلات الأمني.
ونقلت “عدن تايم” عن الكاتب أحمد سعيد كرامة، أن “الشعب الجنوبي سيذهب إلى حيث لا يتوقع هادي والتحالف أنه ذاهب، وسيقلب الطاولة على الجميع بدون استثناء، لأنه يشعر أنه يقف وحيداً في مواجهة الأزمات المفتعلة والمؤامرات والدسائس وسرقة ونهب المال العام جهاراً نهاراً”.
وعبر حضرموت وشبوة، يتم تصدير كميات كبيرة من النفط إلى الخارج، في حين تنهب عائداته بشكل كامل من قبل حكومة هادي ودول التحالف، فيما يعاني أبناء المحافظتين والمحافظات الجنوبية من أوضاع صعبة نتيجة انعدام الخدمات وتدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار والفوضى الأمنية.