يمن إيكو| أخبار:
أكدت مصادر ملاحية دولية اليوم الأربعاء أن تعطل قناة بنما أمام السفن، بسبب تراجع منسوب المياه في القناة، يكبد شركات النقل البحري خسائر باهظة بفعل طول فترة الانتظار في طابور السفن أو تغيير مسارها الملاحي إلى مسالك طويلة المدى للوصول إلى وجهاتها.
وأكدت المصادر أن ضحالة المياه وتراجع منسوبها أدت إلى انخفاض عدد السفن المسموح لها بالمرور عبر الممر المائي المختصر بين المحيطين الأطلسي والهادئ، كما أدت إلى زيادة تكاليف الشحن، حيث أُجبرت إحدى الشركات مؤخراً على دفع 3.98 مليون دولار في مزاد لاختصار فترة الانتظار في طابور السفن.
وسجلت المياه في قناة بنما الشهر الماضي أدنى مستوياتها منذ عام 1950 على الأقل، وفقاً لبيان صادر عن هيئة القناة، التي أكدت أن نقص المياه في القناة قلص عدد المسارات المحجوزة لعبور الممر المائي، مضيفة أنه سينخفض بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، ليصل إلى 18 مساراً يومياً اعتباراً من مطلع فبراير المقبل.
وقالت الهيئة في بيان: “يبدأ موسم الأمطار في بنما عادة في شهر مايو، وينتهي في نوفمبر، إلا أنه خلال السنوات التي تنشط فيها ظاهرة “إل نينيو” (ظاهرة مناخية ضاعفت حدة الجفاف)، مرجحة أن يتأخر موسم هطول الأمطار، مما يؤدي إلى جفاف طويل الأمد.
وفي مطلع نوفمبر الجاري قررت هيئة قناة بنما إجراء خفض إضافي للمعدل اليومي لمرور السفن في القناة، بسبب موجة الجفاف التي تعاني منها البلاد، والتي تُعد الأسوأ منذ أكثر من 70 عاماً، الأمر الذي يهدد بارتفاع رسوم العبور في أحد أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم.
وأعلنت الهيئة في بيان أصدرته نهاية أكتوبر الماضي، أنها سوف تُخفض معدل المرور اليومي إلى 25 سفينة فقط بداية من الثالث من نوفمبر الجاري، على أن يتم خفض المعدل تدريجياً إلى 18 سفينة يومياً بحلول فبراير القادم.
وخفضت السلطات في بنما في وقت سابق من العام، وللمرة الأولى على الإطلاق؛ أعداد السفن المارة في القناة من نحو 36 سفينة يومياً في المتوسط إلى 31 سفينة فقط، الأمر الذي أدى إلى حدوث تأخيرات طويلة، وتكدس عشرات لسفن.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في مذكرة سابقة، إن تلك التأخيرات ساهمت في رفع أسعار الشحن في أماكن أخرى حول العالم من خلال تقليل عدد السفن المتاحة للاستخدام، بينما زادت تكاليف شحن الغاز المسال من الولايات المتحدة نتيجة تأخر بعض ناقلات الغاز في القناة بمعدلات غير مسبوقة، وفق ما نقلته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.
وحسب وكالة بلومبرغ الأمريكية، فإن ناقلة نفط تحمل الوقود إلى نيويورك قطعت آلاف الأميال الإضافية في رحلتها لتجنب التعطل في قناة بنما، حيث تبحر سفينة “هاي لويالتي” المستأجرة من قبل شركة “إس تي شيبينغ” التابعة لشركة “غلينكور” حالياً حول أميركا الجنوبية.
ومرّت السفينة التابعة لـ “غلينكور”، التي تحمل النفط المكرر قبالة الساحل الغربي لتشيلي في وقت سابق من الشهر الجاري، عبر مضيق ماجلان في الطرف الجنوبي لأميركا اللاتينية، ومن المقرر أن تتجه بعد ذلك إلى الأرجنتين والبرازيل، قبل أن تصل إلى نيويورك، وتشير بياناتها حالياً إلى أنها سوف تصل وجهتها بحلول منتصف ديسمبر.
يشار إلى أن آخر مرة جرى شحن النفط من تشيلي إلى شمال شرق الولايات المتحدة كان في ربيع العام الماضي، وفقاً لبيانات جمعتها “بلومبرغ” من شركة “كبلر”، كان ذلك من خلال السفينة “أكويلا إل”، التي كانت تحمل منتجات نفطية من البلاد إلى منطقة نيويورك، مروراً بقناة بنما.