يمن إيكو|ترجمة:
قال “معهد مسغاف لبحوث الأمن القومي والاستراتيجية الصهيونية” الإسرائيلي إنه لا ينبغي الاستهانة بخطر الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تطلقها قوات صنعاء على إسرائيل، معتبراً أن الحصار البحري مشكلة رئيسية، في ظل عجز التحالف الأمريكي عن وقف الهجمات اليمنية والصعوبات التي تواجهها إسرائيل في التحرك بمفردها ضد اليمن.
ونشر المعهد، أمس الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه إن “قدرات إسرائيل التكنولوجية حالياً لا تسمح لها بتقديم إنذار مسبق حول منطقة سقوط شظايا الصواريخ البالستية أو الذخائر الاعتراضية، وبسبب الخوف من سقوط هذه الشظايا على المراكز السكانية في إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي يضطر في كل مرة يطلق اليمنيون النار فيها على المركز إلى نقل عدة ملايين من المدنيين إلى الملاجئ، لكن هذا الوضع يزيد بشكل أساسي من التأثير النفسي لإطلاق الصاروخ، وينطبق الشيء نفسه على الطائرات بدون طيار التي يطلقها المتمردون اليمنيون على إسرائيل، وهذا خطر محدد لا ينبغي الاستهانة به”.
واعتبر التقرير أن “المشكلة الرئيسية التي خلقها الحوثيون في العام الماضي هي الحصار الذي يفرضونه على مدخل البحر الأحمر”.
ورأى التقرير أن “إسرائيل لا تحتاج إلى التعامل مع التهديد الحوثي بمفردها، بل تحتاج إلى تجنيد حلفاء إلى جانبها والتفكير معاً في كيفية التعامل مع الخطر الذي يشكله المتمردون اليمنيون”.
لكنه أكد أن “هذه ليست مهمة سهلة، لأن الحوثيين أثبتوا حتى الآن قدرة عالية على المقاومة، وأثبتوا أنه ليس من السهل ردعهم، وعلى الرغم من أنهم لم يواجهوا أبداً أعداء مساوين أو أقل قوة منهم، إلا أنهم أظهروا أنهم قادرون على مواصلة القتال، كما أثبت اليمن ومواطنوه أنهم معتادون على حالات الشدة”.
وأضاف: “لقد نجح الحوثيون في صد هجمات التحالف بقيادة السعودية في العقد الماضي، والذي قصف مواقع في البلاد بشكل مستمر، كما تمكنوا أيضاً من ردع الإمارات بنجاح في عام 2022، الأمر الذي دفع بالإماراتيين في وقت سابق من هذا العام إلى مطالبة القوات الأمريكية بعدم مهاجمة العراق واليمن من أبو ظبي، خوفاً من الهجمات الانتقامية من قبل الميليشيات الشيعية، ونتيجة لذلك، سحبت الولايات المتحدة أجزاء كبيرة من قواتها الجوية من الإمارات، ونقلتها إلى قطر بدلاً من ذلك”.
وأكد التقرير أن “إسرائيل نفسها وجدت حتى الآن صعوبة في إلحاق الضرر بالحوثيين بطريقة من شأنها تعطيل أنشطتهم أو دفعهم للعزوف عن مواصلة الحملة ضدها، فالافتقار إلى المعلومات الاستخبارية، وصعوبة تحديد مراكز الثقل، والمسافات الشاسعة، والصعوبات اللوجستية، والتكاليف الاقتصادية الباهظة لكل هجوم، كل هذه الأسباب تجعل هجمات الجيش الإسرائيلي نادرة، وأقل فعالية، وغير فعالة في الوقت الحاضر”.
واعتبر التقرير أن “استثمار جهد استخباراتي وعملياتي للوصول إلى رؤساء قيادة الحوثيين، على غرار ما حصل مع حزب الله وحماس، مهمة معقدة وصعبة التي تتطلب الكثير من القدرات بأنواعها المختلفة”.
وأشار إلى أن “الأمريكيين والبريطانيين نفذوا بعض العمليات الهجومية الكبرى، لكن الأضرار التي ألحقوها بالبنية التحتية للحوثيين ليست كبيرة، ومن المؤكد أنها لا تحبط بشكل جدي قدرة الحوثيين على إلحاق الضرر، فالهجمات لم تضعف بناء قوتهم، ولم تمنعهم من مواصلة أنشطتهم في البحر الأحمر أو ضد إسرائيل بل ازدادت تلك الأنشطة قوة”.
ووفقاً للتقرير فإنه “كانت هناك خيبة أمل في إسرائيل، وإن لم تكن معلنة، حيال أنشطة التحالف والنتائج الهزيلة التي حققها، حتى أن الأمريكيين وجدوا صعوبة في تجنيد حلفاء عرب في التحالف باستثناء البحرين.. وقال تيم ليندركينغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، إنه تحدث عدة مرات مع القيادة المصرية حول الأمر بدون نتائج، ووفقاً له، لم يقتصر الأمر على عدم قيام القاهرة والرياض، على سبيل المثال، بدعم التحالف عسكرياً، بل لم يعبرا حتى عن دعمهما له علناً”.