يمن إيكو|تقرير:
في مقاربة تحليلية لكيفية تنفيذ عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، في تصريح لصحيفة الأردن 24، رصده “يمن إيكو”، إن عملية اغتيال هنية تمت من خلال عمليات تتبع استخباري بشري، مشيراً إلى أن هذا العنصر البشري كان يقوم بتزويد غرف العمليات لدى الاحتلال بالمعلومات المتعلقة بأماكن تواجد هنية بمنتهى الدقة، مبيناً أن المبنى الذي كان يتواجد فيه هنية مصمم للمحاربين القدامى وهو محمي ومحصن 100% ولذلك استبعد أبو نوار أن تكون عملية الاغتيال تمت بواسطة تفجير قنابل.
وأضاف أبو نوار: “الأرجح أن تكون عملية الاغتيال تمت بواسطة صواريخ موجهة أو من خلال طائرةf35 الخفية”، مشيراً إلى أن “عملية الاغتيال تشبه إلى حدٍ ما عملية اغتيال الزواهري والقيادي في حزب الله فؤاد شكر والحاج محسن أيضاً”.
وبيَّن أن “التكنولوجيا لعبت دوراً كبيراً في عمليات اغتيال قياديي حماس وحزب الله، بالإضافة إلى المعلومات الاستخبارية والتتبع البشري”، مؤكداً أن “هذه العمليات لا تتم إلا بعد إبلاغ الحليف الاستراتيجي للاحتلال- الولايات المتحدة الأمريكية- ولا شك أنها هي من سهلت المرور عبر الأجواء التي اخترقتها الطائرات”.
الخبير العسكري أبو نوار أشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو “لم يستطع الحصول على ما يريد من خلال المفاوضات فقتل المفاوض لإعطاء مساحة سياسية لكافة الدول الوسيطة وإلى الداخل من خلال إظهار أنه قام باغتيال قيادات حزب الله وحماس والخروج من مأزق الحرب”، مؤكداً أن “المقاومة بالعادة لا تنتهي باغتيال القادة، وما حدث اليوم عبارة عن انطلاقة جديدة للمقاومة التي ستقوم بعمليات نوعية ستذهل العدو”، حسب تعبيره.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، فجر اليوم الأربعاء، مقتل رئيس الحركة إسماعيل هنية، ومرافقه الشخصي وسيم أبو شعبان، مؤكدةً في بيان رصده “يمن إيكو” أن هنية اغتيل بغارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران، بعد مشاركته في مراسيم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد.
كما قالت كالة الأنباء الإيرانية إن عملية اغتيال هنيئة وقعت عند الثانية فجراً، مشيرة إلى أنه كان ينزل في مقر خاص لقدامى المحاربين شمال العاصمة طهران.
ويعد إسماعيل هنية ثالث شخصية تتولى قيادة حركة حماس (رئاسة المكتب السياسي) بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل.
وفي ردود فعل على اغتيال هنية، قال المستشار السياسي والإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو، في تصريح خاص لـ”بي بي سي”، رصده “يمن إيكو”، إن إسرائيل ستواجه أشكالاً جديدة من المقاومة، لأنها هي التي صَعَّدت المواجهة باغتيال هنية.
وأضاف النونو أن “الاحتلال الإسرائيلي، ارتكب جريمة كبيرة، وسيكون الرد بمقدارها”، مشيراً إلى أن إسرائيل هي التي “صعّدت في المعركة، وعليها أن تتحمل نتائجها”، على حد تعبيره.
المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، توعد بالرد على جريمة اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مؤكداً أن الانتقام لدمائه “واجب على إيران، لأنّه استشهد على أرضها”.
من جانبه، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، معلقاً على عملية اغتيال قائد حركة حماس إسماعيل هنية في طهران، إن بلاده “ستدافع عن وحدة أراضيها وكرامتها وشرفها وفخرها وستجعل المحتلين الإرهابيين يندمون على عملهم الجبان”، حسب ما نقلته وسائل إعلام إيرانية.
الحرس الثوري، قال في بيان، تناقلته وسائل إعلام إيرانية، إن جريمة إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ستواجه رداً قاسياً ومؤلماً من جبهة المقاومة وخصوصاً إيران.
وفي السياق، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زادة، قوله: “كونوا مستعدين لإخبار الصهاينة عن عقوبة سفك دم ضيف في منزلنا”.
وفيما لم تعلن إسرائيل رسمياً تبنيها لعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في مقر إقامته بالعاصمة الإيرانية طهران، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر قولها إن استهداف هنيئة تم بصاروخ أطلق من بلد خارج إيران وليس من الأجواء الإيرانية، بدون أن تذكر أي تفاصيل عن نوع الصاروخ أو البلد الذي انطلق منه، الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة للتمويه عن حقيقة العملية والشكوك في مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية فيها، في وقت تقول حركة حماس إن طائرة عسكرية استُخدمت في عملية اغتيال هنية.