يمن إيكو|تقرير:
مع إعلان إيران أنها سترد على الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على قنصليتها في سوريا، الأسبوع الماضي، وأدى إلى مقتل عدة مستشارين في الحرس الثوري الإيراني، تصاعدت احتمالات توجه الصراع في المنطقة إلى مستوى غير مسبوق، حيث بدأت إسرائيل بإجراءات وقائية عاجلة تحسباً لرد إيراني، وعبرت الولايات المتحدة أيضاً عن قلق كبير إزاءه، فيما قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إن الرد قد يفضي إلى تطورات كبيرة في المنطقة وإن على الجميع أخذ الاحتياطات.
وعقب استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق، الأسبوع الماضي، والذي أدى إلى مقتل سبعة من المستشارين الإيرانيين، قال المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، في تصريحات رصدها موقع “يمن إيكو”: “سنجعل الصهاينة يندمون على جريمة الاعتداء على القنصلية الإيرانية في دمشق ومثيلاتها، بحول من الله وقوّة”، وأضاف: “سينال الكيان الصهيوني الخبيث عقابه على أيدي رجالنا البواسل”، وهو ما أشار إلى أن إيران ستوجه ضربة لإسرائيل، لكن لم يتضح كيفيتها وموقعها وزمانها.
وعقب ذلك، بدأت إسرائيل باتخاذ إجراءات وقائية عاجلة، حيث أغلقت 28 سفارة وقنصلية مؤقتاً بسبب تهديدات إيران، بحسب ما أفاد مصدر إسرائيلي لصحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، فيما أفادت العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه جرى تشويش أنظمة تحديد المواقع، مع استنفار الأنظمة الدفاعية في العديد من المناطق داخل إسرائيل، التي شهدت أيضاً تهافتاً كبيراً على شراء كميات كبيرة من البضائع تحسباً للأيام القادمة.
والجمعة، نقلت شبكة “إن بي سي” الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “إدارة بايدن قلقة من أن إيران ربما تخطط لضرب أهداف عسكرية أو استخباراتية داخل إسرائيل”، وأنها “بدأت بحث خيارات الرد على التحركات الانتقامية المحتملة من قبل إيران”.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أمريكي قوله إن “الولايات المتحدة في حالة تأهب قصوى وتستعد لهجوم كبير محتمل من إيران رداً على الضربة الإسرائيلية في دمشق”.
وكان موقع أكسيوس الأمريكي نقل عن مسؤول أمريكي الأسبوع الماضي قوله: إن واشنطن أبلغت طهران بأنه لم يكن لها علاقة بالهجوم الإسرائيلي على القنصلية.
ولاحقاً قال وزير الخارجية الإيراني عبد اللهيان إنه تم توجيه رسالة للولايات المتحدة بخصوص الهجوم، ولم يكشف تفاصيل تلك الرسالة.
وفيما تشير كل هذه المعيطات إلى احتمالات توسع الصراع في المنطقة، فإن المعطى الأبرز والأوضح كان ما أعلنه الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، والذي يقود معركة مباشرة مع إسرائيل منذ 8 أكتوبر، حيث قال في كلمة تابعها موقع “يمن إيكو”، الجمعة، بمناسبة يوم القدس العالمي إن “الرد الإيراني على استهداف القنصلية في دمشق آتٍ لا محالة”.
وأضاف أن “الكل يجب أن يحضّر نفسه وأن يرتّب أموره وأن يحتاط، كيف يمكن أن تذهب الأمور عند وقوع الرد الإيراني وكيف سيكون الرد الإسرائيلي على هذا الرد”.
ووصف استهداف القنصلية بأنه حدث “مفصلي” منذ السابع من أكتوبر، وأنه “حماقة ارتكبها نتنياهو ستفتح باباً للفرج ولحسم المعركة”.
وضاعفت هذه التصريحات احتمالات اتساع نطاق الصراع في المنطقة بصورة كبيرة، خلال الفترة القادمة، حيث يبدو أن الرد الإيراني سيكون مختلفاً ولافتاً بالشكل الذي قد يفتح باب اشتباك مباشر بين إيران وإسرائيل، وهو الأمر الذي سيمثل انفجاراً إقليمياً.