يمن إيكو| أخبار:
يتجه عدد من خطوط الشحن الصينية للإبحار عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس المصرية، خصوصاً بعد وقف شركات شحن صينية قبول البضائع من وإلى إسرائيل، ومنها شركة “أورينت أوفرسيز” لخطوط الحاويات الصينية، والمعروفة باسم OOCL التي أعلنت وقف قبول البضائع من وإلى إسرائيل بأثر فوري وحتى إشعار آخر، فيما تغير حاويات الشحن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا مساراتها وتتجه للعبور من طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول إفريقيا رغم تكلفتها الباهظة واستغراقها مدة أطول من المدة التي كانت تستغرقها تلك السفن أثناء عبورها من البحر الأحمر.
السفن التجارية المملوكة للصين أصبحت تحظى بخصومات كبيرة على تأمينها عند الإبحار عبر البحر الأحمر، فيما توجه العمليات العسكرية التي تنفذها قوات صنعاء عقاباً على المصالح التجارية للسفن التي ترتبط بعلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، وفق وكالة “اقتصاد الشرق مع بلومبيرغ”.
وقالت الوكالة إن هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل، وتوسيع الهجمات لتشمل السفن الأمريكية والبريطانية، عقب قصف الدولتين لليمن، أدى إلى ظهور سوق تأمين متعددة المستويات، حيث فرضت شركات التأمين أسعاراً متباينة على شركات الشحن البحري المشمولة بالتغطية التأمينية.
وأشارت إلى أنه “في حين أن الصورة العامة تبدو مشوّشة، فإن بعض السفن المرتبطة بالصين تضطر إلى دفع ما لا يقل عن 0.35% من قيمة هيكلها وآلاتها للحصول على تأمين العبور، وفقاً لأشخاص معنيين بالسوق، والذين قالوا إن معظم السفن تدفع ما بين 0.5% و0.75%، على الرغم من أن ذلك قد يتباين بشكل كبير.
وأضافت أن الأسعار المخفضة سوف تترجم إلى وفورات تبلغ ما بين 150 ألف دولار إلى 400 ألف دولار لعبور سفينة تبلغ قيمة هيكلها وآلاتها 100 مليون دولار، موضحةً أن ذلك يعني “أن شركات الشحن الصينية تكتسب ميزة أخرى بالإضافة إلى قدرتها على استخدام طريق مختصر بين آسيا وأوروبا بأمان نسبياً. تتجنب مئات السفن المنطقة، وتبحر آلاف الأميال حول أفريقيا بدلاً من ذلك. منذ تصاعد الهجمات، لم ترد تقارير عن وقوع أضرار للسفن المملوكة للصين”.
ومنذ بدأت أسعار التأمين البحري في الارتفاع، كشرط يفرضه المرور عبر مياه أكثر خطورة، منذ بدأ الحوثيون هجماتهم لأول مرة، وبعد قفز الأسعار بنحو عشرة أضعاف، استقرت في الأسابيع الأخيرة، حيث أصبحت طبيعة المخاطر التي تهدد الشحن في المنطقة أكثر وضوحاً.
وقال مونرو أندرسون، رئيس العمليات في شركة مخاطر الحرب البحرية والمتخصصة في التأمين “فيسيل بروتكت” (Vessel Protect): “تعكس السوق انخفاض المخاطر التي تواجهها السفن المرتبطة بالصين وهونغ كونغ، كما هو موضح من خلال زيادة الشحنات التي ترفع العلم الآسيوي لتعبر المنطقة”.
الوكالة قالت إن ما لا يقل عن 27 سفينة أرسلت بيانات بشأن وجهتها على أنظمة تتبع السفن الرقمية تفيد بأنها مملوكة للصين، أو أن طاقمها من الصين، أو كليهما، مشيرةً إلى أن الحوثيين قالوا لصحيفة “إزفستيا” الروسية، الشهر الماضي، إن السفن الصينية والروسية ستكون في مأمن من الهجوم.
وكانت بيانات تتبع السفن أظهرت أن السفينة البريطانية “مورنينغ تايد” التي أعلنت قوات صنعاء عن استهدافها أمس الثلاثاء، وضعت معلومات مغلوطة في بياناتها المتاحة في ما يبدو أنه محاولة لخداع قوات صنعاء.
وبحسب بيانات مواقع تتبع الملاحة التي اطلع عليها “يمن إيكو” فإن السفينة “مورنينغ تايد” التي ترفع علم باربادوس، كانت تضع في معرفها عبارة “سفينة ذات ملكية صينية”، لكن شركة الأمن البحري البريطانية “أمبري” أكدت أن سفينة شحن ترفع علم باربادوس مملوكة لشركة بريطانية تعرضت لأضرار جراء هجوم قبالة الحديدة.
ويؤكد هذا أن العبارة التي وضعتها السفينة في بياناتها كانت غير صحيحة، ويبدو بوضوح أنها محاولة للتمويه من أجل تجنب الاستهداف، على خلفية مرور السفن الصينية بأمان في البحر الأحمر كونها غير مرتبطة أو متوجهة إلى إسرائيل، حيث تؤكد قوات صنعاء مراراً أن باستطاعة أي سفينة المرور بأمان وحرية في البحر الأحمر ما لم تكن لها علاقة بإسرائيل.