يمن ايكو
أخبارتقارير

كيف تأثرت إسرائيل باستنزاف الذخائر الاعتراضية الأمريكية في البحر الأحمر؟

يمن إيكو|تقرير:

أكدت تقارير عبرية وقوع ما حذرت منه العديد من وسائل الإعلام والخبراء في الولايات المتحدة طيلة الأشهر الماضية بشأن استنزاف الذخائر الاعتراضية الأمريكية في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن النقص الحاصل في هذه الذخائر يؤثر الآن على أمن إسرائيل وقدرتها الدفاعية على مواجهة التهديدات الصاروخية المتصاعدة من اليمن.

ووفقاً لتقرير نشره موقع “نيوز1” العبري، قبل أيام، ورصده وترجمه “يمن إيكو” فإن “هناك نقصاً في صواريخ (إس إم) الدفاعية لدى البحرية الأمريكية وهو يؤثر على تعامل إسرائيل مع تهديد الحوثيين، ويؤثر على الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.

وأضاف: “على الرغم من أن الولايات المتحدة تواصل المساعدة في الدفاع الإسرائيلي، إلا أن قدرتها على اعتراض صواريخ الحوثيين في مرحلة مبكرة محدودة، مما يؤدي إلى تفعيل أجهزة الإنذار في إسرائيل وزيادة عمل نظام الدفاع الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي”.

ووفقاً للموقع فإن “نقص الإطلاق المكثف لصواريخ (إس إم) من قبل المدمرات الأمريكية يأتي بسبب الحرب التي تتعرض لها حاملات الطائرات والسفن التجارية”، مشيراً إلى أنه لا يتم إنتاج هذه الصواريخ بأعداد كافية.

وفي السياق نفسه، كان المراسل السياسي للقناة العبرية الرابعة عشرة، تامير موراج، قد كتب في تدوينة رصدها موقع “يمن إيكو” على منصة إكس، قبل أيام، أن “إسرائيل تتعاون مع الولايات المتحدة في التعامل مع التهديد الحوثي، ولكن بسبب نقص الصواريخ الاعتراضية في البحرية الأمريكية، لا يتم اعتراض بعض الصواريخ بعيداً عن حدود إسرائيل، وهذا يستلزم تفعيل صفارات الإنذار داخل إسرائيل وتحييد التهديدات بواسطة نظام الدفاع الجوي التابع لسلاح الجو الإسرائيلي”، حسب وصفه.

وأضاف: “منذ المرحلة الأولى للحرب، تم نشر حاملات طائرات ومدمرات أمريكية في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وهذه السفن تحمل صواريخ اعتراضية متطورة قادرة على تحييد الصواريخ التي يطلقها الحوثيون أثناء مرحلة صعودها، قبل وقت طويل من وصولها إلى إسرائيل، ولكن هذه الصواريخ الاعتراضية باهظة الثمن للغاية، حيث تكلف عدة ملايين من الدولارات لكل منها، وهي أغلى بكثير من نظام (السهم)، ومع ذلك، لم تكن القيود المالية هي التي تسببت في النقص، فطوال الحرب، كان على المدمرات الأمريكية إطلاق كميات كبيرة من هذه الصواريخ لحماية نفسها وحاملات الطائرات والسفن التجارية التي يستهدفها الحوثيون، بالإضافة إلى حماية إسرائيل، كما ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل في مواجهة الهجمات الإيرانية بالصواريخ قصيرة المدى”.

وتابع: “يتم تصنيع هذه الصواريخ بواسطة شركة (آر تي إكس)، وهي واحدة من أكبر شركات المقاولات الدفاعية في العالم، ولكن نظراً لتعقيدها، لا تستطيع الشركة سوى إنتاج بضع مئات من هذه الصواريخ سنوياً، ولم تكن الولايات المتحدة مستعدة لسيناريو حربين مطولتين في أجزاء مختلفة من العالم في وقت واحد: الحرب في أوكرانيا والحرب في الشرق الأوسط”.

وقال إنه “بالإضافة إلى ذلك، فإن إدارة المخزون تتأثر أيضاً بإمكانية التصعيد في منطقة المحيط الهادئ، بين الصين وتايوان، وذلك إلى جانب حقيقة أن أكثر من 10 دول أخرى، بالإضافة إلى البحرية الأمريكية، قد طلبت مسبقاً صواريخ اعتراضية من طراز (إس إم) وهناك نقص في هذا النوع من الصواريخ الاعتراضية”.

واعتبر مراسل القناة العبرية أنه “من المحتمل أن يكون هذا أحد الأسباب التي دفعت بالولايات المتحدة إلى نشر نظام اعتراض (ثاد) في إسرائيل، والذي يستطيع اعتراض الصواريخ الباليستية، ولكن نظراً لأنه قائم على الأرض، فإنه يفعل ذلك في نهاية مسار رحلة الصواريخ، وبعبارة أخرى، فهو لا يمنع الإنذارات من الانطلاق”.

واختتم بالقول: “إن الأمريكيين لا يزالون يساعدون وسيستمرون في المساعدة في الدفاع عن إسرائيل، لكن قدراتهم في هذا المجال تآكلت، وهذا يؤثر على نوم الكثير منا”، في إشارة إلى تأثير الهجمات الصاروخية من قوات صنعاء على العمق الإسرائيلي كل ليلة تقريباً.

وكانت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية قد سلطت، خلال الأشهر الماضية، الضوء على استنزاف الذخائر الدفاعية الأمريكية في معركة البحر الأحمر، خصوصاً بعد أن أعلن وزير البحرية الأمريكية في أبريل الماضي عن إنفاق ما قيمته مليار دولار من هذه الذخائر.

ووفقاً للتناولات الإسرائيلية نفسها، يبدو أن نقص الصواريخ الاعتراضية للبحرية الأمريكية قد أدى بدوره إلى نقص في صواريخ المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي اضطرت إلى استخدام مخزوناتها بكثافة لمواجهة التهديدات اليمنية المتصاعدة، حيث كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، الأسبوع الماضي، “وزارة الدفاع الإسرائيلية وقعت صفقة شراء ضخمة لصواريخ (السهم3) الاعتراضية من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (آي إيه آي) لملء المخزونات”، وذلك على خلفية ما وصفته بـ”التهديد الحوثي”.

وذكرت الصحيفة في تقرير رصده وترجمه “يمن إيكو” إنه: “نظراً للحساسية الكبيرة، لا يمكن نشر نطاق الصفقة وعدد الصواريخ الاعتراضية التي سيقوم سلاح الجو بتجهيزها حتى لا تتسرب المعلومات إلى العناصر المعادية، ومع ذلك، يمكن ملاحظة أن هذه صفقة عاجلة”.

وأضافت أنه “في الآونة الأخيرة، زاد الحوثيون من إطلاق الصواريخ الباليستية من اليمن باتجاه إسرائيل، وبالتالي ازداد استخدام صواريخ (السهم)” مشيرة إلى أنه تم تسجيل “خطأين في نظام الدفاع المتقدم مؤخراً، عندما أصاب صاروخ باليستي مدرسة في رمات إيفال، وأصاب صاروخ آخر ملعباً في يافا”.

وبحسب الصحيفة فإن “استنتاجات التحقيقات كانت أنه يجب إطلاق صاروخين من طراز (السهم) على كل هدف، ومن الآن فصاعداً تقرر التوسع في استخدام الصواريخ الاعتراضية بسبب احتمالية حدوث ضرر، على الرغم من ارتفاع سعر كل صاروخ اعتراضي، حيث يبلغ حوالي 4 ملايين دولار”.

ومع ذلك، فإنه لا يمكن تفسير سبب كثافة وصول صواريخ قوات صنعاء إلى إسرائيل فقط بنقص الصواريخ الدفاعية الأمريكية، حيث كانت العديد من وسائل الإعلام العبرية منها “يديعوت أحرنوت” و”كالكاليست” قد كشفت مؤخراً عن تحسينات كبيرة تم إدخالها على صواريخ قوات صنعاء لجعل رؤوسها الحربية قادرة على المناورة وتجاوز المنظومات الدفاعية بمختلف أنواعها، وهو ما ثبت من خلال فشل المنظومات الإسرائيلية، بالإضافة إلى حقيقة تواجد حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) في البحر الأحمر، وإعلانات الجيش الأمريكي المتكررة عن الاشتباك مع صواريخ وطائرات يمنية.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً