يمن إيكو| متابعات
سجل سوق الأسهم الأمريكية خسائر حادة للأسبوع الثاني على التوالي، إذ تكبد مؤشر ناسداك المركب التكنولوجي خسائرا خلال الأسبوع المنتهي في 27 أكتوبر بلغت 2.61%، كما سجل مؤشر S&P 500خسائر بنحو 2.53%، ووصلت خسائر مؤشر Dow Jones الصناعي إلى 2.14%.
ومع إغلاق جلسة الجمعة الماضية، اختتم مؤشر Nasdaq 100 الجلسة على ارتفاع بحوالي 0.50% إلى 14180.42 نقطة، بينما أنهى مؤشر S&P 500 عند المستوى 4116.37 نقطة بنسبة انخفاض وصلت إلى 0.48%، كما تراجع مؤشر Dow Jones الصناعي مسجلا 32416.60 نقطة بنسبة انخفاض قدرت بنحو 1.12%.
أهم العوامل التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع
جاءت الخسائر الحادة لمؤشرات الأسهم الأمريكية القياسية على خلفية ضعف شهية المخاطرة بأسواق الأسهم العالمية نتيجة لاحتدام التوترات الجيوسياسية لمنطقة الشرق الأوسط، وهبوط أسهم كبرى الشركات الأمريكية جنبا إلى جنب مع صدور بعض البيانات الاقتصادية التي عززت توقعات رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة.
أولا: ضعف شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمية
عانت أسواق الأسهم العالمية من التراجع الحاد لشهية المخاطرة خلال تداولات الأسبوع، بفعل اشتداد الصراع بمنطقة الشرق الأوسط وهو ما غذى مخاوف أسواق الأسهم من توسع نطاق الصراع واندلاع حرب إقليمية، لذا، وجه المستثمرون تدفقاتهم النقدية إلى الملاذات الآمنة؛ وبعيدا عن الاستثمار في الأصول عالية المخاطر -وعلى رأسها الأسهم الأمريكية- تحوطا من المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.
فعلى سبيل المثال، نجد بأن الطلب على معدن الذهب -وهو أشهر الأصول الآمنة- ارتفع بصورة قوية خلال تداولات هذا الأسبوع، حيث ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 1.25% ليسجل أعلى مستوى له منذ مايو الماضي، وهو ما يعكس الضعف الواضح لشهية المخاطرة بتداولات الأسبوع المنتهي.
ثانيا: صدور بيانات النمو الاقتصادي الأمريكي
خلال الربع السنوي الثالث من العام، حقق الاقتصاد الأمريكي نموا قويا بنحو 4.9% بأفضل من توقعات الأسواق التي رجحت نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 4.5% فقط، في إشارة إلى قوة النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة رغم دورة التشديد النقدي الأمريكية منذ مارس 2022.
وبالرغم من إيجابية البيانات غير أن سوق الأسهم الأمريكية لم يتفاعل بشكل إيجابي كما هو متوقع، حيث بدا للأسواق أن بيانات النمو الاقتصادي الأعلى من المتوقع والمرونة الاقتصادية للبلاد قد تدعم جهود بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمواصلة دورة رفع سعر الفائدة باجتماعاته المقبلة أو الحفاظ على مستويات الفائدة الحالية لفترة أطول من الوقت، بما ينعكس إيجابا على سوق السندات الأمريكية وارتفاع العوائد.
وهو ما أثار مخاوف سوق الأسهم الأمريكية بأن عوائد السندات لم تصل إلى مستوى الذروة بعد، وقد يوجه المستثمرون تدفقاتهم النقدية لعوائد السندات الخالية من المخاطر تقريبا وهو ما قد ينجم عنه ضعف أداء سوق الأسهم الأمريكية خلال الفترة القادمة.
ثالثا: هبوط قوي لأسهم كبرى الشركات المدرجة بسوق الأسهم الأمريكية
أدى التراجع الحاد الذي شهدته العديد من الشركات الأمريكية الكبرى في تعزيز الزخم الهبوطي لتداولات سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع، فعلى سبيل المثال، تكبدت شركة ألفابت هي الشركة الأم لجوجل خسائر هي الأعلى منذ 2011، حيث سجلت شركة التكنولوجيا العملاقة خسائرا أسبوعية بنسبة 9.90%.
وجاءت خسائر ألفابت مدفوعة بانخفاض الإيرادات من الأعمال السحابية -وهي عبارة عن الإيرادات المحصلة من خدمات الحوسبة أو التخزين أو برامج السوفت وير أو غيرهم- عن توقعات وول ستريت؛ حيث سجلت إيرادات ألفابت من الأعمال السحابية نحو 8.41 مليار دولار بينما توقع سوق الأسهم الأمريكية نمو الإيرادات بحوالي 8.64 مليار دولار.
كما تكبدت شركة فورد موتورز لصناعة السيارات خسائر أسبوعية بنحو 14.43%، ليتم تداول السهم عند أدنى مستوى له منذ يناير 2021، بعدما أعلنت الشركة عن اعتزامها تأجيل استثماراتها البالغة نحو 12 مليار دولار في إنتاج السيارات الكهربائية في إشارة إلى ضعف طلب العملاء على السيارات الكهربائية.
وعلاوة على ذلك، سجلت شركات الطاقة الأمريكية خسائر أسبوعية فادحة والتي ألقت بظلالها السلبية على أداء الأسهم الأمريكية الأسبوعي، حيث تكبد سهم إكسون موبيل خسائر أسبوعية قدرت بنحو 5% بعدما أبلغت الشركة عن تراجع أرباحها خلال الربع الثالث بنحو 54% على أساس سنوي، بما غذى مخاوف سوق الأسهم الأمريكية حيال مستقبل أرباح ومبيعات إكسون موبيل بالفترة المقبلة.
وكذلك، بلغت خسائر سهم شيفرون نحو 13.47% بعدما كشف عملاق الطاقة عن انخفاض الإيرادات في الربع الثالث، بنسبة 19% إلى 54.1 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، الأمر الذي أثر سلبا على تحركات السهم.
وول ستريت تستعد لأسبوع جديد حافل بالتطورات الاقتصادية الهامة
تترقب الأسواق المالية صدور قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة يوم الأربعاء المقبل، وسط توقعات واسعة النطاق بأن يبقي الفيدرالي الأمريكي على سعر الفائدة الحالي دون تغيير، ولكن يتطلع المستثمرون للحصول على أي مؤشرات أو تلميحات حول مسار السياسة النقدية المقبلة لبنك الفيدرالي الأمريكي.
كما يترقب سوق الأسهم الأمريكية صدور بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة خلال شهر أكتوبر، وما لها من تأثير قوي على خطوات الفيدرالي الأمريكي في المستقبل.
وأيضا، من المقرر أن تصدر شركة أبل الأمريكية، نتائج أعمالها الفصلية، والتي قد يكون لها انعكاسات ملحوظة على أداء مؤشرات الأسهم الأمريكية وخصوصا ناسداك المركب.
نقلا عن المتداول العربي