يمن ايكو
تقارير

📃 مطار صنعاء الدولي.. بين الفتح الجزئي والإقبال المهول على السفر عبر المطار

تقرير خاص – يمن إيكو

بعد سبع سنوات من الحصار والإغلاق في وجه الرحلات المدنية والتجارية، كان من المقرر أن يشهد مطار صنعاء الدولي إقلاع أول رحلة مدنية تجارية، ضمن مسار (صنعاء – عمّان – صنعاء)، الذي حددته الهدنة الأممية في اليمن، والتي دخلت حيز التنفيذ مساء الـ2 من إبريل الجاري، إلا أن الخطوط الجوية اليمنية أعلنت تأجيلها إلى أجل غير مسمى، موضحة أن التأجيل سيستمر حتى حل كافة الإشكاليات المتعلقة بالتصريح.

وكانت الهدنة قد أقرت الفتح الجزئي للمطار، بواقع رحلتين كل أسبوع خلال شهري الهدنة، ووفق مسارات لا تخرج عن خطوط القاهرة صنعاء، عمان صنعاء والعكس، وقوبل ذلك- رغم محدودية الجدوى من الرحلتين والمسارين المحددين كل أسبوع ذهاباً وإياباً- بترحيب واسع وتفاؤل كبير عكس أهمية المطار لـ28 مليون يمني، منهم مئات الآلاف من المرضى في الداخل، وملايين المغتربين والطلاب والمرضى العالقين في الخارج، جميعهم يحتاجون للسفر عبر مطار صنعاء الدولي.

وتبعاً ذلك فإقلاع الرحلة في موعدها أو تأجيله، لا يشكل أي رقم بالنسبة للحاجة الملحة لفرصة السفر التي ينتظرها ملايين اليمنيين في الداخل والخارج، ودليل ذلك أنه خلال الأيام الأولى من إعلان الهدنة ارتفعت طلبات السفر المقدمة لمكاتب الخطوط الجوية اليمنية في الداخل والخارج نحو 30 ألف طلب سفر، ما يعني أن 16 رحلة خلال الشهرين لا تلبي سوى 3000 مسافر بمعدل 187 راكب تقريباً في كل رحلة، ما يعني أن الهدنة لن تستوعب سوى 10% من حجم الطلبات المقدمة خلال الأيام الثلاثة التي أعقبت دخول الهدنة حيز التنفيذ.

ومنذ الإغلاق الكلي للمطار في الـ9 من أغسطس 2016م، شهدت اليمن سلسلة من التظاهرات والمسيرات في الداخل من الطلاب والمرضى ورجال الأعمال والمنظمات المدينة، كما شهدت عواصم العالم سلسلة من الفعاليات والتظاهرات الدولية التي شارك فيها عدد كبير من الناشطين الحقوقيين إلى جانب المغتربين والطلاب والمرضى اليمنيين العالقين في الخارج، حيث طالب الجميع ولا يزال يطالب بضرورة رفع الحظر المفروض على مطار صنعاء الدولي، كونه المطار الأول في البلاد، ويخدم 80% من مواطني المحافظات اليمنية.

مهمة السفر في سنوات الحرب والحصار تحولت إلى كابوس يواجه كل المسافرين من وإلى اليمن، عبر المطارات التي سمح التحالف بالسفر عبرها كمطاري عدن وسيئون، حيث يعاني المسافر صعوبات كبيرة، تبدأ بتكاليف الرحلة الداخلية القسرية من متاعب الطرقات البديلة ومخاطرها، ناهيك عن الحالات الطارئة والحرجة كالمرضى الذين تتطلب الضرورة نقلهم إلى الخارج، وقد تنتهي معاناة الرحلة بموت المريض الذي تقتضي حالته السفر العاجل، غير أن الأخطر من ذلك أن كثيراً من المغتربين اغتيلوا عند عبورهم من الأحزمة الأمنية في مناطق سيطرة التحالف.

تعثُّرُ استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء رغم دخول الهدنة أسبوعها الثالث، لم يوقف التفاؤل لدى اليمنيين، إذ تؤكد المؤشرات أن أعداداً كبيرة منهم في الداخل بدأوا الترتيب للسفر مع أولى الرحلات، فيما أعداد كبيرة من المتواجدين خارج اليمن باشروا الحجز عبر أول الرحلات المتجهة إلى مطار صنعاء الدولي، فور انطلاقها.

يذكر أن التحالف بقيادة السعودية والإمارات فرض منذ 26 مارس 2015م حظراً اقتصادياً شمل الإغلاق الملاحي البحري والجوي، وتم استهداف مطار صنعاء الدولي، خسر إثر ذلك ما يقارب 80% من العمالة في قطاع الملاحة الجوية بصنعاء وظائفهم جراء إغلاق المطار، كما توقفت العديد من المشاريع الاستراتيجية المرتبطة بتطوير المطار.. فيما بلغت الأضرار والخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الطيران المدني والأرصاد بصنعاء، قرابة ملياري دولار. وفقاً لإحصائيات رسمية صادرة عن حكومة صنعاء.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً