حالة من الترقب والانتظار داخل اليمن وخارجها، لانطلاق أول رحلة عبر مطار صنعاء الدولي، بعد سبع سنوات من الإغلاق اقتصر خلالها عمل المطار على استقبال ومغادرة طائرات الأمم المتحدة، فيما ظل عشرات الآلاف من اليمنيين يعانون من عدم إمكانية سفرهم عبر هذا المطار الذي يعد المطار الأول في البلاد، كان يسافر عبره حوالي 80 في المائة من الركاب المحليين والدوليين، حسب التقارير الدولية.
ومع الإعلان عن فتح مطار صنعاء وتسيير رحلتين أسبوعياً إلى وجهات محددة، ضمن الهدنة المعلن عنها آخر الأسبوع الماضي، سادت حالة من التفاؤل بين الآلاف من اليمنيين المحتاجين للسفر، مبعثها أن رحلتهم القادمة ستكون عبر مطار صنعاء الدولي، متجنبين بذلك معاناة السفر إلى المطارات التي سمح التحالف بالسفر عبرها كمطاري عدن وسيئون، وما تكلفه هذه الرحلة الداخلية القسرية من متاعب الطرقات البديلة ومخاطرها وتكاليف إضافية قد توازي سعر التذكرة إلى عمان أو القاهرة، ناهيك عن الحالات الطارئة والحرجة كالمرضى الذين تتطلب الضرورة نقلهم إلى الخارج، حيث لا يصل العديد منهم إلى المطار المحدد لسفره إلا بعد رحلة برية مضنية قد فاقمت من حالتهم الصحية، والبعض منهم يموت قبل الوصول فيما بعض الحالات تموت على متن الطائرة قبل الوصول إلى وجهتها للعلاج، وقد تكرر ذلك على متن طيران اليمنية أكثر من مرة.
ورغم تعثر استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء رغم مضي الأسبوع الأول من الهدنة، إلا أن أعداداً كبيرة من اليمنيين في الداخل بدأوا الترتيب للسفر مع أولى الرحلات، فيما أعداد كبيرة من المتواجدين خارج اليمن باشروا الحجز عبر أول الرحلات المتجهة إلى مطار صنعاء الدولي، فور انطلاقها.
وخسر ما يقارب 80% من العمالة في قطاع الملاحة الجوية بصنعاء وظائفهم جراء إغلاق مطار صنعاء الدولي ومطارات محلية أخرى، منذ سبع سنوات، كما توقفت العديد من المشاريع الاستراتيجية مثل مشروع تطوير مطار صنعاء ومشروع تطوير مطار تعز.
وبلغت الأضرار والخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الطيران المدني والأرصاد بصنعاء، قرابة ملياري دولار. وفقاً لإحصائيات رسمية صادرة عن حكومة صنعاء، يضاف إليها رقم مماثل هو قوام خسائر القطاعات المرتبطة بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، كشركتي الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة.
ونتيجة توقف الحركة الملاحية الجوية، تأثر عدد من القطاعات الاقتصادية كالسياحة والتجارة والاستثمارات وميزان المدفوعات وحركة رؤوس الأموال، والتي تمثل نسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمال، في حين تحدثت الإحصائيات الصادرة عن الجهات الصحية في حكومة صنعاء عن وفاة عشرات الآلاف ممن كانوا بحاجة ماسّة إلى السفر للعلاج في الخارج، فيما عانى مئات الآلاف من المرضى المصابين بأمراض مستعصية من عدم قدرتهم على السفر جراء الحصار المفروض على مطار صنعاء الدولي، بينهم عشرات الآلاف من المصابين بالأمراض السرطانية والفشل الكلوي بالإضافة إلى حالة النقص في الكثير من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة وكذا المحاليل والمستلزمات الطبية التي تنقل عبر الجو، منها أدوية أمراض القلب والسكري والسرطان والأورام والفشل الكلوي والكبد وغيرها.