يمن إيكو| متابعة خاصة:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن روسيا تسعى حالياً لتطوير علاقات اقتصادية مع دول في أقاليم مختلفة من العالم، مضيفاً أن التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ سيستمر في التطور. وأشار إلى أن حجم التجارة بين روسيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفع بنسبة 13.7% على مدى العام الماضي، وبنسبة 18.3% خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في منتدى الشرق الاقتصادي المنعقد في مدينة فلاديفوستوك الروسية، اليوم الثلاثاء، إن بلاده تتبنى نموذج التعددية القطبية، وهو نموذج جديد غير قائم على “المليار الذهبي” في العالم، موضحاً أن بعض الدول الغربية تستمر في الاستثمار في الشرق الأقصى الروسي رغم تعرضهم لبعض العقبات.
وأكد بوتين أن روسيا والشرق الأقصى منفتحان على العلاقات التجارية والاقتصادية، وأن 42% من المساحات التي تنتشر عليها الغابات والموارد الطبيعية والألماس والمعادن وغيرها موجودة داخل روسيا، مشيراً إلى أن بلاده وفرت امتيازات على مستوى الجمارك والضرائب؛ لمساعدة أوساط الأعمال في الشرق الأقصى.
ولفت إلى أن إنتاج الغاز المسال في روسيا سيتضاعف بنحو 3 أضعاف، ما سيعزز القدرة الصناعية والإنتاجية لروسيا، مؤكداً أن مشروع “يامال-2” للغاز المسال يعتمد على تكنولوجيا روسية، وليس له مثيل في العالم، وأنه سيتم بناء خط أنابيب خاص لتصدير غاز ذلك المشروع.
وذكر بوتين أن الكثير من الأقاليم الشرقية في روسيا تدخل ضمن أفضل المناطق الاقتصادية حول العالم، مضيفاً أن استخراج الذهب في الشرق الأقصى زاد بـ1.6 مرة والفحم بـ2.8 مرة.. أي أن الإنتاج يتضاعف، وقال: “تمكنا من دراسة واستخراج فقط 35% من الحقول ومناجم المعادن في الشرق الأقصى. كل ذلك يعطي ضماناً لمخزون الدولة الاستراتيجي من المواد الخام”.
وأكد أن ديناميكيات الاستثمار في الشرق الأقصى أسرع بـ 3 مرات من ديناميكيات الاستثمار في عموم روسيا، موضحاً أنه تم تخصيص2.3 تريليون روبل (حوالي 24.4 مليار دولار) لمشاريع تطوير المناطق في الشرق الأقصى، وذلك بعد مد الغاز إلى تلك المناطق وتأمين الطاقة لها.
وأوضح أن رجال الأعمال واجهوا مشكلة الاستيلاء على مواردهم، وأن من يقومون بذلك لا يفهمون التداعيات السلبية ولا يدركون أن هذا هو السبب في انخفاض التعامل بالدولار، والتحول إلى التسوية بعملات أخرى، والتساؤل حول ما إذا كان هناك منطق في الاستثمار في السندات الأمريكية، لافتاً إلى أن تجميد الموارد الروسية لم يكن مشكلة بحد ذاته، فقد تمكنت روسيا من صنع ضعف ما قاموا بتجميده، وإنما المشكلة تكمن في حدوث شرخ في الثقة.
وبشأن العقوبات المفروضة على بلاده منذ اندلاع الحرب، قال بوتين: “على الرغم من جميع العقوبات والقيود، اقتصادنا استمر في الازدهار. روسيا أصبحت من أنجح 5 اقتصادات في العالم على مستوى القوة الشرائية. مستوى التضخم تحت السيطرة، ومعدل البطالة 3%”.
وأضاف “سلاسل الإنتاج عادت للعمل بطبيعية، إضافة إلى عودة العملة الوطنية للارتفاع”، مؤكداً أن انخفاض الروبل مرتبط بعوامل مختلفة، من بينها أن سلاسل الإنتاج بالنسبة للاستيراد لم تكن منتظمة، أما الآن فقد ارتفعت وتيرة الاستيراد، وتزايدت الحاجة إلى العملة الصعبة.
وأوضح الرئيس الروسي أن البنك المركزي اتخذ إجراءات فعالة وفي الوقت المناسب فيما يتعلق بضبط الأسواق والسيطرة على التضخم، مؤكداً أن الحكومة لا ترى ضرورة في رفع الضرائب، فقد جنت روسيا بالفعل ضعف ما تم تجميده من احتياطياتها من الذهب والعملات الأجنبية، فلن يكون هناك أي تأميم أو أي إلغاء للخصخصة في روسيا.
ونصح بوتين رجال الأعمال بأن لا يخافوا من أي إجراءات من جانب الدولة، ولكن يجب عليهم الالتزام بقوانينها، لافتاً إلى أن قرار الترشح للانتخابات الرئاسية 2024 سيكون بعد أن يطرح البرلمان الروسي إمكانية المرشحين للترشح نهاية هذا العام.
وأضاف: “علاقتنا مع الغرب مرتبطة برغباتهم الجيوسياسية. وحينما أصبحت روسيا قوية ومنافسة، بدأت سياسة احتواء وردع روسيا تماماً كما يحدث مع الصين. يفعلون ما يستطيعون لوقف تقدم الصين، ولكنهم لن ينجحوا. والأمر يتعلق كذلك بالهند وإندونيسيا وغيرها. لقد ظهرت هذه المراكز الاقتصادية ولن يتمكن أحد من إيقافها، وتلك المحاولات ستضر الغرب نفسه”.
وقال: “تحدثت مع الرئيس الصيني شي جين بينغ أربع ساعات في عدد كبير من القضايا والتفاصيل. قد نصل إلى تبادل تجاري هذا العام 200 مليار دولار. اتفقنا على عدد من المواقف، ونعمل لصالح بعضنا البعض، والأهم في علاقتنا مع الصين أننا لا نخلق أي تكتل عسكري، ولا نتحالف ضد دولة ثالثة وسوف نستمر في هذا المسار”.
وأضاف: “الصين دولة مستقلة وتنطلق من مصالحها الخاصة شأنها في ذلك شأن روسيا. نستمع إلى بعضنا البعض، ويفتح الشركاء الصينيون بعض الأسواق لنا، من بينها سوق الفحم، على الرغم من تطور صناعة الفحم لديهم، وسنشترك مع الصينيين في صناعة المروحيات ثقيلة الحمولة”.
وينعقد منتدى الشرق الاقتصادي في الفترة من 10 إلى 13 سبتمبر 2023 في فلاديفوستوك، في حرم جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية.
ويعد الحدث منصة لجذب الاستثمارات إلى منطقة الشرق الأقصى الروسي، ومنصة يبحث فيها المشاركون التحديات التي تواجه الاقتصاد في روسيا وفي العالم ككل.
• المصدر: RT