يمن إيكو|أخبار:
أقدمت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الخميس، على سابقة جديدة في مجال استخدامها للعقوبات الاقتصادية، وأعلنت تسليم أصول مجمدة لرجال أعمال روس لأوكرانيا، في خطوة تضاف إلى سابقة أخرى أقدمت عليها والمتمثلة بتجميد أصول البنك المركزي الروسي والتي تقدر بأكثر من 300 مليار دولار وكانت المرة الأولى التي تنتهك فيها السيادة الاقتصادية للدول وأثارت مخاوف واسعة في العالم حتى بعض الدول الحليفة لواشنطن.
وتزامناً مع زيارته للعاصمة الأوكرانية كييف تفاخر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن بلاده وللمرة الأولى تسلم لأوكرانيا الأصول التي صادرتها من رجال أعمال روس أو من وصفهم بـ”الأوليغارشيين الروس”.
وقال بلينكن خلال زيارته لكييف: “لأول مرة نسلم لأوكرانيا الأصول التي تمت مصادرتها من الأوليغارشيين الروس الخاضعين للعقوبات، والتي ستستخدم الآن لدعم المحاربين القدامى الأوكرانيين”.
من جانبه وصف نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، المبادرة الأمريكية لإرسال أصول رجال الأعمال الروس المصادرة “بالسرقة”.
وقال ريابكوف، ردا على سؤال من الصحفيين حول إعلان وزير الخارجية الأمريكي: “هذه سرقة وممارسة الاستيلاء على ممتلكات الآخرين من قبل دولة جعلت حرمة الملكية الخاصة أساس تطورها وعملها، وهو تصرف يثير الرفض وعدم القبول العميق”
ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية أقدمت الولايات المتحدة على خطوة، ربما هي الأكثر تأثيراً وإثارة للمخاوف حتى لدى حلفائها، عندما كسرت إحدى أهم القواعد التي وضعتها بنفسها بإعلانها تجميد الاحتياطات الروسية في الخارج، والتي تزيد عن 300 مليار دولار، وانتهكت بذلك مبدأ السيادة الاحتياطية والمالية للدول؛ الأمر الذي أثار الهلع في العالم ودفع بالصين للتخلص من السندات الأمريكية بوتيرة عالية، بتخفيضها إلى أقل من 900 مليار دولار، بعدما كانت تملك سندات بأكثر من 1.2 تريليون دولار.
كما سارعت دول أوروبية حليفة لأمريكا ففي سبتمبر 2018م نشر موقع قناة DW الألمانية تقريراً بعنوان “تفكيك هيمنة الدولار في عهدة أوروبا والصين” تطرق إلى أن العقوبات الأمريكية “تزداد قسوة ولا تميّز بين الصديق والعدو، وعليه يزداد عدد الدول التي تحاول التخلص من هيمنة الدولار على تجارتها الخارجية، ويبدو أن فرصتها جيدة لكسر سطوة هذه العملة على النظام المالي العالمي”
وعن موقف الاتحاد الأوروبي من تضرر دوله من العقوبات الأمريكية قال التقرير إن “أبلغ الدعوات للحد من هيمنة الدولار ما ورد على لسان رئيس الاتحاد جان كلود يونكر، المعروف بصداقته مع النخبة السياسية في واشنطن. ففي خطابه أمام البرلمان الأوروبي في النصف الأول من سبتمبر/ 2018 دعا يونكر الاتحاد إلى وجوب اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز مكانة اليورو في النظام المالي العالمي اعتباراً من 2019. ووصف يونكر تسديد أوروبا لنحو 80 في المائة من واردات الطاقة بالدولار الأمريكي بأنه “ضرب من المستحيل”، وقال إنه: “من المضحك أيضاً قيام شركات الطيران الأوروبية بشراء طائرات أوروبية بالدولار وليس باليورو!”
المصدر: نوفوستي+يمن إيكو+وكالات