يمن ايكو
تقارير

📃 قبيل استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء.. تأهب يعكس حجم الاحتياج الذي لم تستوعبه الهدنة

تقرير خاص – يمن إيكو

حالة من الترقب والانتظار داخل اليمن وخارجها، لانطلاق أول رحلة عبر مطار صنعاء الدولي، بعد سبع سنوات من الإغلاق اقتصر خلالها عمل المطار على استقبال ومغادرة طائرات الأمم المتحدة، فيما ظل عشرات الآلاف من اليمنيين يعانون من عدم إمكانية سفرهم عبر هذا المطار الذي يعد المطار الأول في البلاد، كان يسافر عبره حوالي 80 في المائة من الركاب المحليين والدوليين، حسب التقارير الدولية.

ومع الإعلان عن فتح مطار صنعاء وتسيير رحلتين أسبوعياً إلى وجهات محددة، ضمن الهدنة المعلن عنها آخر الأسبوع الماضي، سادت حالة من التفاؤل بين الآلاف من اليمنيين المحتاجين للسفر، مبعثها أن رحلتهم القادمة ستكون عبر مطار صنعاء الدولي، متجنبين بذلك معاناة السفر إلى المطارات التي سمح التحالف بالسفر عبرها كمطاري عدن وسيئون، وما تكلفه هذه الرحلة الداخلية القسرية من متاعب الطرقات البديلة ومخاطرها وتكاليف إضافية قد توازي سعر التذكرة إلى عمان أو القاهرة، ناهيك عن الحالات الطارئة والحرجة كالمرضى الذين تتطلب الضرورة نقلهم إلى الخارج، حيث لا يصل العديد منهم إلى المطار المحدد لسفره إلا بعد رحلة برية مضنية قد فاقمت من حالتهم الصحية، والبعض منهم يموت قبل الوصول فيما بعض الحالات تموت على متن الطائرة قبل الوصول إلى وجهتها للعلاج، وقد تكرر ذلك على متن طيران اليمنية أكثر من مرة.

وكون المرضى التي تتطلب الضرورة سفرهم إلى الخارج للعلاج، هم الشريحة الأكثر احتياجاً للسفر، ويجب أن تكون الأولوية لهم، سيما وأن الكثر منهم قضوا فترات طويلة لم يتمكنوا خلالها من السفر عبر مطاري عدن وسيئون لدواع مختلفة، كانت اللجنة الطبية العليا بصنعاء، قد دعت قبل أيام المواطنين المرضى ذوي الحالات المستعصية والمسجلة وغير المسجلة لدى اللجنة، ممن لم يتمكنوا من السفر براً إلى مطاري عدن وسيئون للسفر للعلاج في الخارج، بأن يشرعوا في السفر عبر مطار صنعاء الدولي، وطالبتهم بالمسارعة في تجهيز الخطوات المتوجبة للسفر عبر مطار صنعاء الدولي حسب الرحلات المشار إليها والتي سيعلن عنها عبر الجهات المعنية.

ورغم تعثر استئناف الرحلات عبر مطار صنعاء رغم مضي الأسبوع الأول من الهدنة، إلا أن أعداداً كبيرة من اليمنيين في الداخل بدأوا الترتيب للسفر مع أولى الرحلات، فيما أعداد كبيرة من المتواجدين خارج اليمن باشروا الحجز عبر أول الرحلات المتجهة إلى مطار صنعاء الدولي، فور انطلاقها.

وإضافة إلى ما يلحظ من تزايد اهتمام اليمنيين المحتاجين للسفر على مستوى البيت والشارع والمجالس العامة واستبشارهم بفتح المطار، يلحظ الزخم المتزايد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يعكس رغبة الكثير من اليمنيين المتواجدين في مختلف دول العالم في استغلال فتح المطار للعودة إلى الوطن، بعد أن كانت رحلة العودة عبر المطارات الخاضعة لسيطرة التحالف والطراف الموالية له تمثل كابوساً لديهم، بل إن بعض المغتربين خاصة اضطر إلى الإحجام عن العودة إلى الوطن بسبب إغلاق مطار صنعاء، وما يحف الرحلة عبر المطارات الأخرى من مخاطر قد تتهدد حياتهم، ولا سيما بعد أن تكررت حوادث القتل والابتزاز للمسافرين العائدين، كما حدث في قضية المغترب عبد الملك السنباني الذي قتل على عناصر أمنية تابعة للمجلس الانتقالي التابع للإمارات في منطقة طور الباحة، سبتمبر الماضي، عندما كان في طريق عودته إلى صنعاء قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية عبر مطار عدن الدولي.

وبالنظر إلى التزايد المتوقع لطلب الرحلات عبر مطار صنعاء ذهابا وإيابا فور استقبال أولى الرحلات، فإن ما أقرته الهدنة المبرمة برعاية أممية بمعدل رحلتين أسبوعيا لن تكون كافية، في حين يؤكد محللون ضرورة الرفع الكامل للحظر عن مطار صنعاء الدولي، كونه المطار الأول في البلاد، ويخدم 80% من الكتلة السكانية الذين يتركزون في المحافظات التابعة لصنعاء.
ومنذ 26مارس 2015، فرض التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات حظراً اقتصادياً شمل الإغلاق الملاحي البحري والجوي، وتم استهداف مطار صنعاء الدولي، ومطارات أخرى في تعز والحديدة وصعدة بهجمات جوية للتحالف، ما أدى إلى تضرر كبير في البنية التحتية، وتقييد حركة الملايين من المدنيين والعالقين، والسماح فقط للرحلات الأممية والإغاثية.

وخسر ما يقارب 80% من العمالة في قطاع الملاحة الجوية بصنعاء وظائفهم جراء إغلاق مطار صنعاء الدولي ومطارات محلية أخرى، منذ سبع سنوات، كما توقفت العديد من المشاريع الاستراتيجية مثل مشروع تطوير مطار صنعاء ومشروع تطوير مطار تعز.

وبلغت الأضرار والخسائر المباشرة التي لحقت بقطاع الطيران المدني والأرصاد بصنعاء، قرابة ملياري دولار. وفقاً لإحصائيات رسمية صادرة عن حكومة صنعاء، يضاف إليها رقم مماثل هو قوام خسائر القطاعات المرتبطة بالهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، كشركتي الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة.

ونتيجة توقف الحركة الملاحية الجوية، تأثر عدد من القطاعات الاقتصادية كالسياحة والتجارة والاستثمارات وميزان المدفوعات وحركة رؤوس الأموال، والتي تمثل نسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمال، في حين تحدثت الإحصائيات الصادرة عن الجهات الصحية في حكومة صنعاء عن وفاة عشرات الآلاف ممن كانوا بحاجة ماسّة إلى السفر للعلاج في الخارج، فيما عانى مئات الآلاف من المرضى المصابين بأمراض مستعصية من عدم قدرتهم على السفر جراء الحصار المفروض على مطار صنعاء الدولي، بينهم عشرات الآلاف من المصابين بالأمراض السرطانية والفشل الكلوي بالإضافة إلى حالة النقص في الكثير من أدوية الأمراض المستعصية والمزمنة وكذا المحاليل والمستلزمات الطبية التي تنقل عبر الجو، منها أدوية أمراض القلب والسكري والسرطان والأورام والفشل الكلوي والكبد وغيرها.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً