يمن إيكو|أخبار:
كشف الخبير والباحث اليمني المهتم بالآثار وتهريبها، عبد الله محسن، عن عدد من القطع الأثرية التي قال إنها من روائع آثار اليمن ستباع في مزادات عالمية خلال ديسمبر الجاري في أمريكا وعدة دول أوروبية.
وقال محسن في منشور على حسابه بمنصة “فيسبوك”، تحت عنوان (من روائع آثارنا في مزادات عالمية)، والذي يأتي ضمن سلسلة منشوراته (آثار اليمن.. في الخارج)، إن عدداً من دور المزادات في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وهولندا ودول أخرى أعلنت عن مزادات كانون الأول ديسمبر الجاري 2024م.
وأوضح أن “المعروضات تنوعت بين شواهد القبور والعناصر المعمارية والتماثيل والبرونزيات والحلي والمجوهرات”، مؤكداً أن الكثير من تلك المعروضات تتضمن مجموعة من آثار اليمن من سبأ وحمير ومعين وقتبان.
وحسب محسن، شهد هذا العام تنوعاً مذهلاً في الآثار اليمنية المعروضة في المزادات العامة والخاصة ومعارض بيع التحف في الدول الأوربية، كما زادت الكميات المعروضة من الآثار في السوق المحلية، مرجعاً أسباب ذلك إلى “ازدياد عمليات الحفر العشوائي والنهب في عدد من المحافظات، لعل أبرزها الجوف ومأرب وشبوة ومحافظات أخرى، مع توسع قنوات وشبكات عرض وتسويق الآثار محلياً، في ظل غياب تام ومخجل لدور وزارتي الثقافة والداخلية وأجهزة إنفاذ القانون في مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والحد منها على الأقل.
كما أكد محسن أن العام الحالي شهد تحسناً في وعي المجتمع بأهمية الآثار، حيث قال “بدا واضحاً من خلال مبادرة العديد من المواطنين بالإبلاغ عن آثار مكتشفة أثناء أعمال البناء أو الزراعة أو شق الطرقات، الأمر الذي يستوجب التشجيع والدعم”.
وأشار إلى الاستخدام الواسع لخط المسند في لوحات المحلات وديكورات المعارض وواجهات المنازل والأفراح والمناسبات وفي العديد من المظاهر الحياتية في اليمن وخارجها.
ولفت محسن إلى أن هذا العام شهد أيضاً زيادة في الأبحاث والدراسات والإصدارات المتعلقة بالآثار اليمنية، واهتماماً إعلامياً بما ينشر عن الآثار في الصحافة والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل والقنوات الفضائية.
وأضاف أنه “وعلى الرغم من عدم انعكاس كل هذا التحسن المذكور سابقاً على واقع ظاهرة نهب وتهريب الآثار، إلا أنه يمثل خطوة كبيرة في مواجهتها”.
واستعرض محسن، في منشوره الذي رصده موقع “يمن إيكو” نماذج من آثار اليمن المعروضة في المزادات في النصف الأول من ديسمبر الجاري.
ويتمثل أول تلك النماذج في (رأس تمثال شاب من قتبان) من القرن الأول قبل الميلاد، وتفاصيله عبارة عن بورتريه لشاب من المرمر ارتفاعه 19 سم “بوجه ضيق وحاجبين طويلين عميقين مقوسين وعينين لوزيتين بجفون سميكة وبؤبؤين عميقين وأنف مثلث طويل وشفتين صغيرتين وأذنين كبيرتين إلى حد ما، والرقبة طويلة ومستقيمة، أما الشعر موضح بخطوط منحوتة متقاطعة، وظهر الرأس منحوت بشكل خشن”، سيباع في مزاد جورني وموش في ألمانيا بتاريخ 11 ديسمبر الجاري، اقتنته سابقاً مجموعة خاصة سويسرية في 21 يونيو 2011م.
أما ثاني النماذج فهو (رأس تمثال شاب من سبأ) وهو عبارة عن “رأس ذكر منمق بأنف طويل مستقيم وعينين واسعتين، الحاجبان محفوران على شكل أخاديد طويلة، واللحية تدل عليها علامات مميزة دقيقة، الرأس محفور، الارتفاع 16.2 سم، العرض 9.6 سم، العمق 8.5 سم”، سيباع في مزاد “جورني وموش” في ألمانيا بتاريخ 11 ديسمبر الجاري، من مجموعة أر.إل بلجيكا، تم الحصول عليه من جاليري غيزلباش في عام 2014م.
والنموذج الثالث (رأس تمثال امرأة من قتبان)، يعود للقرن الثالث قبل الميلاد، وهو عبارة عن “بورتريه امرأة من المرمر، مع رقبة جميلة، وعيون كبيرة غائرة جاهزة للترصيع، وحواجب مخددة، وتسريحة شعر طويلة، الارتفاع 20 سم”، بيع في مزاد سوذبيز للمنحوتات والأعمال الفنية القديمة، لندن، 3 ديسمبر 2024م.
ويتمثل النموذج الرابع في لوحة تذكارية لـ (نبطعم ذَ سهل) وصفها الباحث محسن بأنها “ذات شكل متسع قليلاً مع قمة مقعرة، وقاعدة متكاملة محفورة بدقة في المقدمة بسطر واحد من النقش العربي الجنوبي الذي يشير إلى نبطعم ذَ سهل”، مشيراً إلى أنها من حيد بن عقيل واقتناها “أليستير جيه أندرسون (1927-2016)، اسكتلندا، أثناء إقامته في عدن في الفترة من 1957 إلى 1960 وتم إحضارها مرة أخرى إلى بريطانيا في أواخر الستينيات”، وأنها بيعت في مزاد سوذبيز للمنحوتات والأعمال الفنية القديمة، لندن، 3 ديسمبر 2024م.
في حين يتمثل النموذج الخامس بتمثال أطلق عليه أسم (أبو الهول المجنح البرونزي)، وتفاصيله عبارة عن “زخرفة برونزية رائعة على شكل أبو الهول متجها إلى اليسار مع رفع أحد الكفوف الأمامية. يتميز المخلوق الأسطوري بجسم أسد تقليدي بجناح منحنٍ لأعلى ورأس أنثى تقدم وجهاً مثالياً مع تسريحة شعر مرتبة بدقة في هالة من الضفائر، قطعة أثرية مذهلة وغامضة، تجسد اندماج الأيقونات المستوحاة من مصر مع التقاليد الفنية المميزة لليمن وتقف كشهادة على التبادل الثقافي الغني في المنطقة والابتكار الفني خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، عندما ازدهرت ممالك جنوب شبه الجزيرة العربية”، سيباع في مزاد الآثار الجميلة لمعرض أرتميس بتاريخ 13 ديسمبر الجاري في كولورادو، الولايات المتحدة الأمريكية.