يمن إيكو|خاص:
طالب سفير اليمن في واشنطن، بشن حرب شاملة على قوات صنعاء، من أجل ما وصفه بإحلال السلام في اليمن.
وقال سفير اليمن لدى واشنطن محمد الحضرمي، في حوار استضافه معهد الخليج العربي للدراسات الاستراتيجية في واشنطن حول اليمن، تحدث فيه الحضرمي والمبعوث الأمريكي إلى اليمن تيموثي ليندر كينغ، “نريد حرباً تنهي كل الحروب، ونقنع الحوثيين أن خيارهم الوحيد للوجود في اليمن هو عبر دعم السلام وهذا لن يحصل بدون ضغط عسكري”.
ويأتي حديث سفير اليمن لدى واشنطن، بعد دعوات أمريكية لتجميع المكونات التابعة للحكومة اليمنية وتحريكها للتصعيد داخلياً ضد قوات صنعاء، وذلك لتخفيف الضغط على الولايات المتحدة في البحر الأحمر بعد فشلها في وقف عمليات قوات صنعاء المساندة لغزة.
وكانت السفارة الأمريكية قالت في بيان نشرته على حسابها في منصة إكس، ورصده “يمن إيكو”، بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية: “الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب على اليمنيين أن يضعوا خلافاتهم السياسية جانباً ويتوحدوا لمواجهة التحديات اليومية التي يواجهونها”، في إشارة إلى قوات صنعاء.
وتطرق البيان إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمعهد الديمقراطي الوطني دعما تحالف الأحزاب والمجموعات السياسية المناهضة لقوات صنعاء لتطوير إطار للتعاون والتقدم، في مؤشر على أن الولايات المتحدة تلجأ من جديد إلى تجميع المكونات اليمنية الموالية لها والدفع بها إلى مواجهة الحوثيين لتخفيف الضغط عليها في البحر الأحمر، بعد فشلها- طيلة الشهور الماضية- في وقف عمليات قوات صنعاء البحرية ضد الملاحة الإسرائيلية والسفن الأمريكية والبريطانية، أو الحد من تلك القدرات التي تتنامى بشكل ملحوظ.
وللغرض نفسه عقد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية طارق صالح، الإثنين الماضي، لقاءً مشتركاً في العاصمة الإماراتية أبوظبي، لبحث سبل تعزيز التعاون لمواجهة الحوثيين، فيما يبدو أنه تحشيد جديد للمكونات التابعة للحكومة اليمنية الموالية للتحالف للتصعيد ضد قوات صنعاء، وقبل ذلك اللقاء طالب محمد اليدومي، رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح (فرع الإخوان المسلمين في اليمن)، المجتمع الدولي بدعم الحكومة اليمنية وتشكيلاتها العسكرية، حيث دعا في بيان نشره على حسابه بمنصة فيسبوك بمناسبة ذكرى تأسيس حزب الإصلاح، ورصده “يمن إيكو”، المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة اليمنية وتشكيلاتها العسكرية والأمنية لبسط سيطرتها على كافة الأراضي اليمنية، باعتبار ذلك هو السبيل الوحيد لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين حركة التجارة والملاحة الدولية في البحر الأحمر”، الأمر الذي يشير ضمنياً إلى فشل الولايات المتحدة في مهمتها البحرية وتحالفاتها التي قالت إنها لوقف هجمات الحوثيين على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد بذلت جهوداً كبيرة لإدارة جولة جديدة من التصعيد العسكري في اليمن، ضمن سلسلة من التحركات للضغط على حكومة صنعاء وأنصار الله الحوثيين لوقف هجماتهم على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، بعد فشل عمليات البحرية والجوية في الحد من تلك الهجمات، معتقدةً أن تحريك الجبهات الداخلية باستخدام القوى اليمنية المناهضة لصنعاء يمكن أن يلقي بمزيد من الضغط على حكومة صنعاء لوقف هجماتها في البحر الأحمر والبحر العربي وصولاً إلى المحيط الهندي.
وكان من ضمن تحركات الولايات المتحدة للتصعيد الداخلي في اليمن تنظيم الوكالة الأمريكية للتنمية والمعهد الديمقراطي الأمريكي- في مايو الماضي- مؤتمراً للمصالحة بين القوى المناهضة للحوثيين في عدن، على رأسها حزب الإصلاح والمجلس الانتقالي الجنوبي، على الرغم من خلافاتهما وجولات الصراع الدموي التي خاضاها، حيث وضع مؤتمر المصالحة عنوان مواجهة الحوثيين لإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة، وهو ما يبدو أن الولايات المتحدة قد اضطرت للجوء إليه من جديد لتخفيف الضغط عليها بشأن العمليات البحرية لقوات صنعاء والتي فشلت واشنطن في احتوائها.