يمن ايكو
أخبار

ما وراء هجوم صنعاء على الرياض وهل نشهد عودة استهداف المنشآت الاقتصادية السعودية؟

يمن إيكو|خاص:

في شهر إبريل من عام 2022م، دخلت الهدنة بين حكومة صنعاء والجانب السعودي حيز التنفيذ، ومنذ ذلك الحين شهدت الأجواء بين الطرفين هدوءاً نسبياً، سواء في جبهات القتال أو على مستوى التصريحات الإعلامية الرسمية بين الجانبين، ورغم انتهاء الهدنة وعدم التوصل إلى اتفاق لتجديدها إلا أن الأجواء ظلت هادئة ولم يحدث أي تصعيد يرقى إلى مستوى العودة إلى المربعات الأولى للقتال وحرب التصريحات والاتهامات، حتى أن جولات من التفاوض بين الجانبين تخللت ذلك الهدوء وزيارات متبادلة لوفود التفاوض بين صنعاء والرياض، بل وتوصل الجانبان خلال هذه الجولات التفاوضية إلى الاتفاق على خارطة طريق لإحلال السلام في اليمن، وكان على رأسها صرف مرتبات الموظفين الحكوميين اليمنيين المنقطعة منذ نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، واستئناف تصدير النفط وتوريد عائداته إلى البنك المركزي بصنعاء، لكن خلال الأيام الماضية وفي ظرف أسبوع واحد وجهت صنعاء تحذيرين رسميين للسعودية أحدهما بشأن عرقلة تفويج الحجاج من مطار صنعاء والآخر على خلفية قرار مركزي عدن بنقل المقرات الرئيسية للبنوك التجارية من صنعاء على عدن.

الأيام القليلة الماضية، أظهرت ما يبدو أنه انفراط لعقد ذلك الهدوء الذي استمر حتى ما بعد انتهاء الهدنة بين صنعاء والرياض، اتهمت وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة التابعة لحكومة صنعاء النظام السعودي بتسييس شعائر الحج وبالصد عن المسجد الحرام، عبر فرض عراقيل إجراءات تفويج الحجاج، عبر مطار صنعاء الدولي، وبعده بأيام قليلة وفي الأسبوع نفسه، وجَّه البنك المركزي اليمني في صنعاء، من استمرار ما وصفه بالتصعيد الذي يستهدف القطاع المصرفي، والذي قال إنه يأتي تنفيذاً لأوامر السعودية، التي تستخدم أدواتها في الداخل اليمني، وجاء هذا التحذير على خلفية القرار الذي اتخذه البنك المركزي في عدن في الثاني من إبريل الماضي بنقل المقرات الرئيسية للبنوك التجارية من صنعاء إلى عدن.

فهل يبدو مما سبق أن هناك تصعيداً رسمياً في لهجة التحذيرات وتحميل المسؤولية التي استخدمتها صنعاء، قد يرقى لمستوى استئناف العمليات العسكرية، خصوصاً أنه يُعرف عنها أنها لا تصعّد عسكرياً إلا بعد أن توجه إنذارات تتدرج في لهجتها حتى تصبح أكثر حِدَةً، لكنها وكما قد اتضح من مراحل سابقة وإذا ما لجأت إلى تنفيذ عمل عسكري فإن الهدف قد يكون ضرب المنشآت الحيوية السعودية التي يرتكز عليها اقتصاد المملكة، خصوصاً المنشآت النفطية التي سبق وأن استهدفتها قوات صنعاء في عدد من المناطق في مرحلة ما قبل الهدنة، وطالما تم التلميح إلى اللجوء لضرب تلك المنشآت على لسان قيادات كبيرة في حركة أنصار الله الحوثيين، الأمر الذي يؤشر على أن ذلك قد يصبح واقعاً وشيكاً حدوثه.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً