يمن إيكو| تقرير:
على وقع التصريحات الرسمية باقتراب إبرام اتفاقيات دفاعية وأمنية سعودية – أمريكية ضمن صفقة التطبيع بين المملكة وإسرائيل، قالت الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الأربعاء، إنها تبحث مع دول الخليج تشكيل درع دفاعي إقليمي (صاروخي وجوي بحري)، على ضوء الهجمات الإقليمية التي تستهدف إسرائيل والقوات الأمريكية، وأيضاً الهجمات البحرية التي تشنها قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية، في تحرك يرى خبراء ومسؤولون أمريكيون سابقون أن الدول الخليجية تدرك أنه يهدف لحماية أمن إسرائيل والمصالح الأمريكية بشكل رئيسي وليس حماية الخليج، ولذلك قد تتردد في الإقدام عليه إذا لم تكن هناك مغريات أمنية خاصة بها.
وذكرت إحاطة صحافية نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية ورصدها موقع “يمن إيكو” أن “ممثلي وزارة الدفاع يجتمعون اليوم مع الشركاء في الرياض، خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجي لمناقشة المخاوف الأمنية المستمرة والمتبادلة في الشرق الأوسط.
ونقلت الإحاطة عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع قوله: “تشهد المنطقة واحدة من أصعب فتراتها في السنوات الأخيرة” مشيراً إلى أن هناك تهديدات منتشرة “تتجلى في عدد غير مسبوق من الهجمات منذ أكتوبر، حيث نفذت الجماعات المتحالفة مع إيران 175 هجوماً على القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن، فيما نفذ الحوثيون أكثر من 90 هجوماً على السفن في البحر الأحمر، وأكثر من ذلك”.
وأضافت وزارة الدفاع الأمريكية أنه “خلال مناقشات اليوم، يشارك ممثلون عن هيئة الأركان المشتركة، والقيادة المركزية الأمريكية، والقيادة المركزية للقوات البحرية، والقيادة المركزية للقوات الجوية، ووكالة الدفاع الصاروخي، ووكالة التعاون الأمني الدفاعي، في فريقي عمل، أحدهما معني بالأمن البحري والآخر معني بالدفاع الجوي والصاروخي”.
وأوضحت أنه “في مجموعة عمل الأمن البحري، سنركز بشكل كبير على هجمات الحوثيين الإرهابية ضد الشحن الدولي، والتي استخدموا فيها مجموعة غير مسبوقة من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز المضادة للسفن، والطائرات بدون طيار الهجومية، والمركبات السطحية غير المأهولة، والمركبات غير المأهولة تحت الماء”.
وبحسب الإحاطة “ستشارك الولايات المتحدة أيضاً في مجموعة العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي، والتي تكتسب الآن أهمية أكبر في ضوء الهجوم الإيراني على إسرائيل والذي شمل أكثر من 110 صواريخ بالستية متوسطة المدى وأكثر من 30 صاروخ كروز أرضي وأكثر من 150 طائرة بدون طيار، تم إطلاقها من مواقع في إيران وسوريا واليمن”.
وبحسب تقرير نشرته “رويترز” ورصده موقع “يمن إيكو” فإن “الولايات المتحدة تأمل من خلال الاجتماعات أن تحقق هدفاً طويل الأمد يتمثل في بناء درع صاروخية إقليمية”.
لكن، بحسب الوكالة فإن “مسؤولين أمريكيين سابقين وخبراء يرون أن من غير الواضح ما إذا كان الحلفاء الخليجيون لديهم الثقة نفسها في أن واشنطن سوف تهرع للدفاع عنهم”، في إشارة إلى أن الدول الخليجية تدرك أن الدرع الدفاعي الإقليمي هدفه حماية أمن ومصالح الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل أساسي.
وقد نقلت رويترز عن مسؤول دفاعي أمريكي كبير قوله إن “الحلفاء الخليجيين يدركون أن الدفاع الناجح عن إسرائيل ثمرة لسنوات من التكامل الدفاعي بين شركاء إسرائيل”.
وبحسب رويترز فإن “مسؤولين أمريكيين يقرون منذ فترة طويلة بأن العديد من الدول في الشرق الأوسط تحجم عن تبادل معلومات دفاعية حساسة بشكل مباشر، بما في ذلك بيانات الرادارات لأنها قد تكشف عن ثغرات”.
كما نقلت عن دانا سترول، التي كانت كبيرة مستشاري وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشأن سياسة الشرق الأوسط حتى أواخر العام الماضي، قولها إن دول الخليج لديها “شكوك مستمرة حول رغبة أمريكا في دعم الدفاع عن الشركاء بخلاف إسرائيل”.
وأشارت سترول إلى أن “الحلفاء الخليجيين يواصلون شراء الأنظمة العسكرية من الولايات المتحدة وأوروبا والصين ودول أخرى، ويثير ذلك خلافات مع الولايات المتحدة التي تحذر من أنه لا يمكن دمج الأنظمة الروسية أو الصينية مع معدات أمريكية من أجل دفاع جوي وصاروخي متكامل، وبالتالي، إذا كانت جيوش دول مجلس التعاون راغبة في السعي لنظام دفاع جوي وصاروخي متكامل، عليها الالتزام بشراء أنظمة أمريكية أو شراء أنظمة من مصادر موثوقة أخرى”.
ويأتي الحراك الأمريكي على ضوء تزايد مؤشرات قرب إبرام صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، والتي أكدت واشنطن والرياض أنها ستتضمن اتفاقات دفاعية وأمنية تطمح السعودية لأن تحصل من خلالها على مستوى حماية يوازي مستوى الحماية الأمريكية لإسرائيل، لكن ذلك مستبعد.