يمن إيكو|خاص:
قال محللون إسرائيليون إن بعد المسافة بين اليمن وإسرائيل يشكل عقبة أمام مساعي الأخيرة لردع الهجمات المتزايدة التي تشنها قوات صنعاء تضامناً مع غزة، مشيرين إلى أن أي هجوم إسرائيلي جديد على اليمن لن يوقف تلك الهجمات لأن حركة “أنصار الله” (الحوثيين) ليست من الجماعات التي ترفع راية الاستسلام.
ونشر موقع “ميديا لاين” الأمريكي، الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، نقل فيه عن ناخوم شيلوه، الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في جامعة تل أبيب، وقوله: “ربما يحسب الحوثيون حساباتهم على أساس أنهم قادرون على تحمل الانتقام الإسرائيلي مرة كل بضعة أشهر مع الاستمرار في مهاجمة إسرائيل”.
وأضاف: “على عكس غزة ولبنان، حيث يمكن للقوات الجوية الإسرائيلية تنفيذ مئات الطلعات الجوية يومياً، فإن هذا ليس هو الحال في اليمن، التي تبعد حوالي 2000 كيلومتر”.
وتابع: “في تحليلهم للتكاليف والفوائد، فإنهم يريدون تنفيذ أيديولوجيتهم المعادية لإسرائيل والمعادية لأمريكا مع الأخذ في الاعتبار أن قدرة إسرائيل على ضربهم محدودة”، مضيفاً أن “الاقتصاد غير المتطور في اليمن لا يعطي سوى عدد قليل جداً من الأهداف العسكرية القيمة بالنسبة لإسرائيل”.
واعتبر أن “الثمن الذي تطلبه إسرائيل حالياً يسمح للحوثيين بمواصلة الهجمات”.
ونقل التقرير عن شارونا شير زابلودوفسكي، الخبيرة في السياسة العامة والأمن القومي في منتدى دفورا، قولها إن “المسافة الجغرافية تشكل ميزة للحوثيين لأنها تسمح لهم بالاستعداد للهجوم، ولكن أيضاً، في ظل الاقتصاد المتدهور في اليمن، فليس لدى الحوثيين ما يخسرونه”.
وبحسب التقرير فإن “تكلفة إحباط الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار تقدر بملايين الدولارات لكل طائرة اعتراضية، وهو أمر ترغب إسرائيل في تجنبه، وبالإضافة إلى ذلك، وربما الأهم من ذلك، فقد واجهت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تحدياً بسبب تهديد الطائرات بدون طيار، حيث غالباً ما تنجح هذه المركبات الصغيرة في التهرب من أنظمة الرادار المتطورة”.
وأضاف التقرير أنه “لا توجد تقديرات دقيقة لعدد الصواريخ التي يمتلكها الحوثيون، ومع ذلك، تعتقد العديد من المؤسسات البحثية ومراكز الفكر أن لديهم مجموعة واسعة نسبياً من الصواريخ ذات المدى المتفاوت القادرة على حمل أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، بما في ذلك الأسلحة غير التقليدية”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تنتظر دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في غضون شهر، وهو الأمر الذي سيؤثر بالتأكيد على قدرتها على العمل في الشرق الأوسط”.
وأكد أنه “حتى الآن، فشلت هجمات إسرائيل على الحوثيين في تحييد التهديد، مما ترك الجماعة تشكل إزعاجاً للدولة اليهودية” بحسب تعبيره.
وقال إنه “في حين تشير التقارير إلى أن إسرائيل تستعد لتوجيه ضربة كبيرة للحوثيين في اليمن، فإن دوافعهم لمواصلة استهداف إسرائيل ستظل قائمة”.
ونقل التقرير عن ناخوم شيلوه الباحث في مركز موشيه ديان قوله: “إن مثل هذه المجموعات الإيديولوجية المتطرفة التي تصف نفسها بأنها جزء من المقاومة لإسرائيل لا ترفع الراية البيضاء للاستسلام”.