يمن ايكو
أخبار

ماذا لو كان القمع الأمريكي لاحتجاجات الجامعات في بلد آخر؟

يمن إيكو| متابعات:

فيما تواصل الإدارة الأمريكية للأسبوع الثالث على التوالي موجة القمع والاعتقالات للاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية، رفضاً للدعم الأمريكي المتواصل لجرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، أدان حقوقيون دوليون سياسة الولايات المتحدة المناقضة لادعاءات وشعارات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، متسائلين حول ماذا لو كان ذلك القمع لاحتجاجات طلابية في بلد آخر؟ كأن يكون في الصين أو روسيا أو أي بلد عربي؟

ومع إكمال الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية أسبوعها الثالث، ووصول عدد الطلاب المعتقلين إلى ما بين 2300-2500 طالب حسب الإحصائيات المتداولة مساء الجمعة، اتسعت دائرة الاحتجاجات في ولايات المتحدة الأمريكية، في تطورات جديدة تنذر بتحول الاحتجاجات إلى صراع.

وأفادت شبكة الـ (سي إن إن) الأمريكية أن الاحتجاجات شملت عشرات الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية، وتدخلت الشرطة الأمريكية في كل تلك الجامعات معتقلة المئات، في مخالفة دستورية واضحة للدستور الأمريكي.

وعلى مدى العقود الماضية، ظلت الولايات المتحدة الأمريكية ترفع شعارات الحرية والديمقراطية التي تضمنها دستورها، لتزايد به على الشعوب، كلما حصلت تظاهرات طلابية في أي بلد آخر، مستغلة ذلك لخدمة مصالحها، وعندما تعارض احتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية مع مصلحة الإدارة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، تعاملت مع الطلاب خارج الدستور الأمريكي، ملقية تلك الشعارات عرض الحائط. وفق المراقبين.

المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، عبّرت عن الوضع ببلاغة ووضوح حين قالت إنها أصيبت بالدهشة من العنف الذي تمارسه الشرطة الأمريكية تجاه «متظاهرين ينددون بالإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة أجنبية أخرى»، واصفة ذلك بـ«الحقيقة البشعة» مطالبة بضمان أمن الطلاب والأكاديميين المتظاهرين.

ويحمي التعديل الأول للدستور الأمريكي حرية التعبير مهما كان محتواها جدلياً أو “مُسيئاً”. إذ ينصّ على أن “لا يُصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف”.

لهذا، فإنّ اعتقال الشرطة الأمريكية لمئات الطلاب بسبب احتجاجات، دعوا فيها جامعاتهم إلى سحب مواردها المالية بالكامل من الشركات والمؤسسات الإسرائيلية أو تلك المستفيدة من التعامل مع “الاحتلال الإسرائيلي”، بحسب تعبير المحتجين.

والخميس الفائت، أدانت منظمة العفو الدولية، قمع الجامعات الأمريكية للاحتجاجات الطلابية المناهضة للحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، مؤكدة أن الحق في الاحتجاج “هام جداً للتحدث بحرية” عما يحدث بقطاع غزة.

وقالت المنظمة الدولية، في تدوينة نشرتها على منصة “إكس”، إن “إدارات الجامعات الأمريكية واجهت الاحتجاجات الداعمة لحقوق الفلسطينيين بعرقلتها وقمعها، بدلاً من السماح لطلابها بممارسة حقهم بالاحتجاج وحمايته”. موضحة أن الجامعات “بذلت جهدها لقمع هذا الحق، حتى أنها أشركت السلطات المحلية وطالبت باعتقال المحتجين وأوقفت الطلاب المشاركين في التظاهرات السلمية عن الدراسة”.

العفو الدولية أكدت أن “الحق في الاحتجاج هام جداً للتحدث بحرية عما يحدث الآن في غزة، خاصة مع استمرار الإدارة الأمريكية بإمداد الجيش الإسرائيلي بالأسلحة”. مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية “متواطئة بشكل متزايد في الفظائع التي تُرتكب ضد الفلسطينيين كل يوم”.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً