يمن إيكو| خاص:
قال ناشط ومحلل سياسي أمريكي إن هناك تساؤلات عمّا إذا كانت محكمة العدل الدولية ستتخذ الأحكام المناسبة في الدعوى التي رفعتها دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، بسبب ارتكابها جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، منذ بدأت حربها على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، مؤكداً أن إسرائيل مدعومة من القوى الغربية وأن المحكمة مجرد أداة بيد تلك القوى، منوهاً بأن الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فشلتا أمام العالم وفقدتا احترامهما، واتجهتا للهجوم على اليمن، لأن ما يفعله اليمنيون هو من أجل وقف الجرائم الإسرائيلية في غزة، لافتاً إلى أن لندن وواشنطن هما من صنعتا القانون الدولي لتحاكما الآخرين به، لكنهما ستحاكَمان بالقانون الذي وضعتاه بنفسيهما.
موقع “يمن إيكو” رصد وترجم تحليلاً مرئياً للناشط الأمريكي، شهيد بولسين، الذي كان ينتمي سابقاً للحزب الديمقراطي الأمريكي، ويتبنى الآن مناصرة القضايا الإسلامية عموماً والعربية على وجه الخصوص، نشره في قناته على يوتيوب “أُمة وسطاً”، قال فيه: “هناك الكثير من التساؤلات إذا كانت محكمة العدل الدولية ستتخذ القرارات والأحكام المناسبة ضد إسرائيل أم لا. حيث أن إسرائيل مدعومة من قبل القوى الغربية، ومحكمة العدل الدولية أداة بيد تلك القوى والولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن الدعوى المرفوعة من دولة جنوب إفريقيا ضد إسرائيل غير قابلة للتكذيب، مؤكداً: “هناك حقائق دامغة وأدلة على ارتكاب إسرائيل لهذه الإبادة الجماعية، والمسؤولون الإسرائيليون اعترفوا بذلك بأنفسهم حتى رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو نفسه، وهناك حقائق على الأرض بارتكاب إسرائيل هذه الإبادة الجماعية”.
الناشط الأمريكي أوضح أن “هذه القضية من المستحيل أن يتم رفضها وهي قضية مدمرة لإسرائيل، ونتيجةً لذلك هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا اليمن، لأنهما تعرفان أنهما ستخسران هذه القضية في محكمة العدل الدولية. وبسبب فشلهم أمام العالم فقدوا احترام العالم لهم، فقاموا بتوسيع ارتكاب المجازر كما هي عادة الولايات المتحدة، وهم الآن يحاكَمون بالنظام الذي وضعوه بأنفسهم، فقد وضعوا هذا القانون لمحاكمة الآخرين، وآلية هذا القانون كانت من أجل تحصين أنفسهم من الجرائم ضد القانون الدولي، والآن تحول ضدهم، هم أنشأوا هذا النظام لكي يلجأون إليه وتحول الآن ضدهم”، مضيفاً: “أمريكا كانت دائماً ملك التلة ولكن انهارت التلة ومن عليها”.
وأوضح أن مثل هذه القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية لو حدثت قبل 30 عاماً أو عشر سنوات أو حتى قبل 3 سنوات لكان الأمر مختلفاً تماماً، فدعم 57 دولة أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي وكذلك 22 دولة أعضاء في الجامعة العربية يظهر أن وقت أمريكا انتهى وولَّى إلى الأبد”.
وأشار شهيد بولسين إلى أن “العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر هدفها وقف المجازر والإبادة الجماعية في غزة، وقد أنشأت الولايات المتحدة تحالفاً ضد اليمن، لأن مشاركتها في ارتكاب المجازر في غزة جعلها تعتقد أن ذلك يجعلها الأكثر تفوقاً، لكن هذا التحالف انهار وتشظى، ولم تشارك فيه الدول الأوروبية، والضربات على اليمن لم تشارك فيها أي دولة ماعدا بريطانيا، وهذا يجعلهم في وضع أسوأ من ذي قبل، وهذه الأفعال تزيد من عزلة الولايات المتحدة في العالم، حيث أصبح العالم على دراية بهذه الأفعال التي تكشف حقيقة أنها معزولة”.
وتابع: “سيقومون الآن بمهاجمة الحوثيين، وماذا سيكون الرد الانتقامي، سيكون ضرب السفن التجارية، الآن يهاجمون السفن الإسرائيلية ولكن محتمل بعد الآن أن يهاجم الحوثيون السفن الأمريكية والبريطانية، وهذا سيصعد الوضع في المنطقة، ولكنهم- الأمريكيون والبريطانيون- يريدون توسيع وتصعيد الحرب من أجل تحويل البحر الأحمر إلى منطقة مفتوحة للصراع، أو منطقة حرب، وهذا الصراع هو نوع من الحنين إلى الماضي”، في إشارة إلى حقبة الاستعمار البريطاني والأمريكي بأنواعه لعدد من أقطار العالم.
وأضاف أن من الواضح “أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل يدافعون عن قضيتهم التي هي أمام محكمة العدل الدولية بمهاجمة اليمن، والهروب من جرائم الإبادة في غزة، والمرفوعة أمام محكمة العدل الدولية والتي تقوم بها أمريكا”، مؤكداً أن: “إسرائيل تنفذ فقط ما تقوله أمريكا”.