يمن إيكو| ترجمة:
قالت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إن خيارات الولايات المتحدة الأمريكية لمواجهة قوات صنعاء تحمل “مخاطر عالية” من ضمنها عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها قد تؤثر على موقف إدارة بايدن في عام الانتخابات.
ونشرت “بلومبيرغ” اليوم السبت تقريرا ترجمه موقع “يمن إيكو” تحت عنوان “الولايات المتحدة تستعد لقرارات عالية المخاطر بشأن الضربات البحرية للحوثيين”.
وذكر التقرير أن “واشنطن وعشرات الدول هذا الأسبوع حذروا الحوثيين المدعومين من إيران من أنهم سيتحملون مسؤولية العواقب إذا استمروا في هجماتهم في شريان التجارة البحرية الحيوي، وقد فسر العديد من الخبراء العسكريين والبحريين الذين أجرت بلومبيرغ مقابلات معهم هذا الأمر على أنه تهديد بشن ضربات وشيكة ضد الجماعة، على الرغم من أن مثل هذه الخطوة قد تزيد الأمور سوءًا، لذا فإن اتخاذ المزيد من الإجراءات المحدودة هو احتمال أيضًا”.
وأضاف أن “التحديات تشمل احتمال حدوث المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي، مع ارتفاع التوترات بالفعل بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس، ويجب على الرئيس الأمريكي جو بايدن أيضًا أن يأخذ في الاعتبار تأثير الصراع خلال عام الانتخابات”.
وأضاف: “قد تعتمد الولايات المتحدة أيضًا على الدبلوماسية مع سفر مبعوث بايدن الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينج، إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل للانضمام إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جولته”.
ونقل التقرير عن نيك تشايلدز، الخبير في الأمن البحري بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجيات قوله إنه “إذا فشلت الدبلوماسية، فسيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يختاروا بعناية الخيارات التي يمكن الدفاع عنها بوضوح والتي تستهدف قدرة الحوثيين على مواصلة تعطيل الملاحة في البحر الأحمر مع تجنب التورط في صراع إقليمي”.
وأضاف التقرير أنه “وفقا لأكثر من عشرة أشخاص أجرت بلومبرج مقابلات معهم، بما في ذلك خبراء في اليمن والشحن والدفاع والأمن، فإن هذه الخيارات تشمل: أولا الضربات المستهدفة، وستركز على القضاء على أو إضعاف قدرة الحوثيين على إطلاق الصواريخ الباليستية على السفن وممرات الشحن من خلال ضرب مواقع الإطلاق والرادارات ومستودعات الصواريخ وغيرها من البنية التحتية الداعمة والخدمات اللوجستية”.
ولكن بحسب القرير فإن “هذا النهج يترك للحوثيين وسائل أخرى مثل الطائرات بدون طيار والألغام البحرية والزوارق الهجومية السريعة، في حين تخاطر الولايات المتحدة بتصعيد الوضع أكثر، مما يؤدي إلى تصعيد المعركة مع المسلحين اليمنيين التي يمكن أن تجتذب داعميهم الإيرانيين”.
وذكر التقرير أن الخيار الثاني هو “شن هجوم كبير حيث تفضل معظم الفصائل اليمنية التي تقاتل الحوثيين منذ استيلائهم على العاصمة صنعاء قبل ما يقرب من عقد من الزمن، إلى جانب بعض الداعمين الإقليميين مثل الإمارات العربية المتحدة، الانتقام القوي، ويتضمن ذلك إعادة تصنيف الحوثيين كإرهابيين، واستهداف مواردهم المالية، وشن عمل عسكري أوسع إذا لزم الأمر، ويقول البعض إن طرد الحوثيين من مدينة الحديدة الساحلية هو السبيل الوحيد لاستعادة الهدوء في البحر الأحمر”.
لكن “أي عمل عسكري كبير ضد الحوثيين يجب أن يشمل الدفع بالداعمين الإقليميين الرئيسيين لمجلس القيادة الرئاسي، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة نحو مواجهة جديدة مع الحوثيين. وفي الوقت الحالي، ليس لدى كليهما، وخاصة الرياض، أي رغبة في إشعال صراع يبذلان قصارى جهدهما لإخماده” بحسب التقرير.
الخيار الثالث الذي ذكره تقرير بلومبيرغ هو “مرافقة السفن من خلال توسيع نطاق عملية حارس الرخاء بشكل كبير لتشمل مرافقة السفن في المنطقة الواقعة بين خليج عدن والقسم الجنوبي من البحر الأحمر، على غرار ما يقوم به حلف شمال الأطلسي، ولقد حدث ذلك قبل 15 عاماً في ذروة أزمة القراصنة الصوماليين”.
وأضافت الوكالة: “لكن على عكس القراصنة الصوماليين، يتمتع الحوثيون بموارد عسكرية كبيرة والمنطقة التي يهددونها واسعة نسبيًا، لذلك سيتطلب ذلك عددًا كبيرًا من السفن الحربية المزودة بأنظمة دفاع جوي متقدمة، والعديد من الدول، وخاصة الدول العربية الإقليمية، مترددة في الانضمام للتحالف الأمريكي، نظرا لادعاءات الحوثيين بأن هجماتهم هي تضامن مع الفلسطينيين في غزة”. حسب تعبير الوكالة.
ونقل التقرير عن آمي دانيال، الرئيس التنفيذي لشركة وينوارد، وهي شركة للذكاء الاصطناعي البحري، قوله “إن هناك في المتوسط حوالي 250 سفينة تعبر البحر الأحمر في أي لحظة، وسيتعين على شركات الشحن القيام بتخطيط وتنسيق كبيرين للدخول في قوافل مرافقة”.
أم الخيار الرابع بحسب التقرير فهو “الاسترضاء” حيث “يمكن للولايات المتحدة وحلفائها أن تحذو حذو المملكة العربية السعودية، التي عملت جاهدة لإقناع الحوثيين بالالتزام بوقف دائم لإطلاق النار وخطة سلام تشرف عليها الأمم المتحدة”.
لكن مشكلة هذا الخيار بحسب بلومبيرغ هي “أن تصرفات الحوثيين في البحر الأحمر كشفت عن القيود الشديدة لمفهوم الاستقرار الذي سعى السعوديون إلى صياغته مع الجماعة وعلى عكس المملكة العربية السعودية، فإن القوة العظمى مثل الولايات المتحدة لديها اعتبارات أخرى”.
ونقل التقرير عن توربيورن سولتفيدت، المحلل الرئيسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في شركة فيريسك مابلكروفت ومقرها لندن، قوله “إن هجمات الحوثيين كانت بمثابة ضربة إلى حد ما للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة للحفاظ على البحار المفتوحة منذ عقود”.