يمن ايكو
أخباردولي

الصين تطلق أسرع شبكة إنترنت في العالم

يمن إيكو| أخبار:

طرحت شركة التكنولوجيا الصينية “هواوي”، ما وصفته بشبكة الإنترنت الأكثر تقدمًا في العالم، في إنجازٍ يتجاوز توقعات الخبراء بأن الشبكات فائقة السرعة التي تبلغ سرعتها 1 تيرابت في الثانية لن تظهر قبل عام 2025 تقريبًا.

ووفقاً لـ “هواوي” أنه يمكن للشبكة الجديدة نقل البيانات بسرعة حوالي 1.2 تيرابت أو 1200 جيجابت في الثانية، وتعمل الشبكة على أكثر من 3 آلاف كيلومتر أو (1860 ميلاً) من كابلات الألياف الضوئية بين بكين والجنوب.

وتعتبر هذه السرعة أكثر عشر مرات من معظم أنظمة الإنترنت العاملة حاليًا في العالم، ويمكنها تمكين المستخدمين من نقل ما يعادل 150 فيلمًا في الثانية، حسب هواوي.

وتم تطوير المشروع – الذي أطلق رسميًا هذا الأسبوع بعد أداء موثوق واجتيازه كافة الاختبارات التشغيلية – بشكل مشترك من قبل جامعة “تسينغهوا”، و”تشاينا موبايل”، و”هواوي”، والشبكة التعليمية والبحثية التي تمولها الحكومة الصينية “كيرنت دوت كوم”.

وقارن المسؤول بجامعة “تسينغهوا” “شو مينغ وي” الشبكة الجديدة للإنترنت بمسار قطار فائق السرعة حل محل عشرة مسارات عادية كانت تحمل نفس قدر البيانات، وهو ما يجعل هذا الأمر أقل تكلفة كثيرًا وأسهل في الإدارة.

وحسب مينغ وي، لا ينطبق ذلك على سرعات الإنترنت المنزلي بل على البنية التحتية للإنترنت، وبالتالي فإن الشبكة الجديدة لا تشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة، على عكس المنافسة بين الدولتين فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات.

يشار إلى أن معظم شبكات الإنترنت الأساسية في العالم تعمل بسرعة 100 جيجابت في الثانية فقط، وحتى الولايات المتحدة لم تكمل التحول إلى الجيل الخامس من الإنترنت بسرعة 400 جيجابت في الثانية إلا مؤخرًا.

وفي أواخر أكتوبر الماضي، كشفت شركة “هواوي” عملاق التكنولوجيا الصيني، أن إيراداتها زادت بنسبة 2.4% على أساس سنوي إلى 456.6 مليار يوان (حوالي 63.6 مليار دولار) في الأرباع الثلاثة الأولى من العام الجاري، رغم العقوبات الأمريكية.

وبلغ هامش الربح الصافي 16% خلال هذه الفترة نفسها، حسبما ذكرت الشركة في تقرير أصدرته مؤخرا، وحققت الشركة في النصف الأول من عام 2023، إيرادات إجمالية قدرها 310.9 مليار يوان، بزيادة 3.1 في المائة على أساس سنوي، مع هامش ربح صاف قدره 15%.

يشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقرت عقوبات واسعة على شركة هواوي عام 2019، أدت لاستبعادها من بناء شبكات الجيل الخامس من العديد من الدول الحليفة لواشنطن، عقب تفوقها على آبل آبل الأمريكية بمبيعات الهواتف الذكية ومنافستها سامسونغ الكورية.

وعقب تلك العقوبات شهدت هواوي عجزاً قدره 12 مليار دولار أمريكي في إيراداتها في العام نفسه، لكنها كافحت للحفاظ على سلاسل التوريد واضطرت إلى زيادة البحث والتطوير بشكل كبير، لتحقق في الربع الأول من عام 2020، رغم العقوبات تفوقاً في مبيعات الهواتف الذكية على العملاق الكوري سامسونغ والأمريكي آبل، وفي عام 2022 تراجعت أرباح شركة هواوي تكنولوجيز بنحو 67% في الربع الأول بسبب عقوبات التجارة والاستثمار الأمريكية.

وفقاً لتقديرات صناعة شبكات الجيل الخامس فقد كلفت العقوبات الأمريكية على هواوي، الولايات المتحدة وحلفاءها أكثر من 100 مليار دولار أمريكي، حسبما ورد في تقرير لموقع آسيا تايمز الذي يوجد مقره الرئيسي في إقليم هونغ كونغ الصيني المتمتع بالحكم الذاتي.

وفي أواخر أغسطس الماضي أطلقت شركة هواوي، أحدث نسخة من الهواتف الذكية “ميت 60 برو “، أثار ضجة واسعة في الغرب، لحمله رقاقة إلكترونية فائقة التطور، لتعبر واشنطن عن مخاوفها بشأن هذا التقدم التكنولوجي الصيني، متعهدة بالتحقيق في القضية، وفق ما أورده موقع قناة تي أر تي التركي.

وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية إلى أن هذا الهاتف يمثل اختراقاً تكنولوجياً كبيراً للشركة الصينية، إذ يتضمن معالجاً فائق التطور يمكِّنه من القدرة على دعم الجيل الخامس من شبكة الإنترنت. حسب تعبيرها.

وكانت هذه الخطوة مفاجئة للولايات المتحدة على وجه أخص، بعد سنوات من سعيها إلى حصار الصناعات الدقيقة الصينية. بينما تعهّد البنتاغون بإجراء تحقيقات لتبين حيثيات هذا التفوق التكنولوجي، وما مدى التطور الذي بلغته الصين في صناعة الرقائق.

وأشارت اختبارات السرعة التي شاركها المشترون على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية إلى أن هاتف “ميت 60 برو” قادر على سرعات تنزيل تتجاوز تلك الموجودة في هواتف الجيل الخامس من الإنترنت. وفق “تي آر تي”.
ويكمن سبب سرعة الهاتف الصيني الحديث في توافره على المعالج المتفوق “كيرين 9000 إس”، الذي يعمل بتقنية “7 نانومتر” الأحدث في مجال صناعة الرقائق الإلكترونية.

يشار إلى أن هذا المعالج ثمرة شراكة بين عملاقي الصناعة الدقيقة الصينية؛ شركة هواوي وشركة “سي إم آي سي” أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، حسب شركة الأبحاث التكنولوجية “تيك إنسايتس” التي تؤكد أن المعالج المستخدم في “ميت 60 برو” هو أول معالج يستخدم تقنية “7 نانومتر” الأكثر تقدماً من “سي إم آي سي”، ما يشير إلى أن الحكومة الصينية تحرز تقدماً في محاولاتها لبناء نظام بيئي محلي للرقائق.

مواضيع ذات صلة

تعليق واحد

أترك تعليقاً