يمن إيكو| أخبار:
مع بزوغ شمس صباح اليوم السبت، كان العالم بانتظار ما قد يعلن عنه الجيش الإسرائيلي من نتائج لبداية عمليات الاجتياح البري لقطاع غزة، بعدما شهد الأخير القصف الأعنف من نوعه على الإطلاق واستمر لساعات طويلة منذ مساء أمس الجمعة والذي استخدمت فيه إسرائيل قنابل شديدة الانفجار بينها الفراغية والارتجاجية، لتغطية تقدم قواتها على الأرض، غير أنه ورغم الدمار غير المسبوق الذي لحق بالقطاع وخصوصاً شماله واستمرار سقوط مئات الضحايا من الشهداء والجرحى، إلا أن رواية الجيش الإسرائيلي عن تلك النتائج بدت هزيلة للغاية والذي تضمن حديثاً عاماً عن توغل للقوات وقتل عدد من عناصر المقاومة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إيجاز صحفي رصده موقع “يمن إيكو” إن قواته ” قتلت خلال الليل عددا من القادة الميدانيين في حماس” مضيفاً أن تلك القوات “التي دخلت إلى قطاع غزة خلال الليل لا تزال في مواقعها”.
وأكد المتحدث أن العملية مستمرة إلى حين ما وصفه بالقضاء على حماس وإعادة المخطوفين، وقال “نتقدم في مراحل الحرب وقواتنا دخلت إلى شمال غزة ووسعت نطاق عملياتها”.
وكان واضحاً أن المتحدث الإسرائيلي لم يكن لديه ما يقوله على وجه التحديد سوى كلام عام لم يتضمن أي مواقع جغرافية أو أرقاماً لمن زعم مقتلهم من المقاومة، خصوصاً أن القصف الذي سبق ورافق بداية العملية البرية جعل العالم ينتظر نتائج متناسبة مع ذلك، لكن يبدو، وفق مراقبين، أن أداء إسرائيل الميداني وافق التوقعات التي طرحت بالتزامن مع بداية الحرب من أنه إذا قررت إسرائيل الاجتياح البري لغزة فإنها قد تتعرض إلى خسائر غير مسبوقة وتقع في مأزق يتعلق بعدم وجود رؤية لديها للخروج من غزة بعد الاجتياح.
اللافت أيضاً أنه ومع ليلة القصف غير المسبوقة والتي أعقبت قصفاً متواصلاً غير مسبوق مقارنة بالحروب الإسرائيلية السابقة على غزة، إلا أن المقاومة الفلسطينية أظهرت أن بنيتها العسكرية لم تتأثر عندما تمكنت تزامناً مع القصف الإسرائيلي من توسيع قصفها الصاروخي الذي طال إيلات وحيفا وتل أبيب بصواريخ طويلة المدى بالإضافة لقصف مستوطنات غلاف غزة بعشرات الصواريخ الأمر الذي جعل صافرات الإنذار تدوي بشكل متواصل في معظم الجغرافيا الإسرائيلية.
علاوة على ذلك وبينما كان الرأي العام العالمي ينتظر نتائجاً للغزو البري الإسرائيلي إلا أن المقاومة الفلسطينية خطفت الأضواء مجدداً عندما واصلت اليوم السبت قصف المدن الإسرائيلية وعلى رأسها تل أبيب الكبرى بعدد كبير من الصواريخ.
وتظاهر المئات من عائلات الأسرى الإسرائيليين اليوم السبت وهددوا بالتصعيد إذا لم يقابلوا الحكومة الإسرائيلية الأمر الذي أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقائهم، والتعهد باستعادة الأسرى، ورغم ما يمثله ذوي الأسرى من ضغط إلا أن مراقبون يرون أن هذا الضغط يمكن أن يمثل طوق نجاه لنتنياهو للتراجع عن الاجتياح البري الذي ظهرت ملامح فشله بشكل مبكر عبر عنه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي اليوم بالقول إن “أهداف الحرب تتطلب الدخول البري فلا إنجازات دون مخاطر ولا انتصار دون دفع الثمن”.
ففي هذا السياق وعقب لقائهم نتنياهو أصدر ذوي الأسرى بياناً، اطلع عليه موقع “يمن إيكو” والذي كشف أنهم طالبوا نتنياهو “بإعادة جميع المخطوفين قبل أي عملية عسكرية برية” حيث أضاف البيان أن ذوي الأسرى قالوا لنتنياهو أيضاً إن “إن صفقة تبادل للأسرى ستحظى بتأييد واسع ونأمل أن تتحقق قريبا” وهو ما رأى فيه عديد المراقبين من أنه قد يمثل طوق نجاه للجيش الإسرائيلي للتراجع عن الغزو البري تحت غطاء الاستجابة لضغط عائلات الأسرى.
ففيما كان المسؤولون الإسرائيليون يتحدثون أنه لا يمكن التراجع عن الغزو البري إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي استمرار العمليات بعدم وجود أوامر لوقفها وهو ما لم يكن مطروحاً من قبل الحديث عن التوقف حيث قال في تصريح اليوم إن ” العملية في غزة ستستمر حتى صدور أوامر جديدة”.
وتأكيداً على أن المقاومة حافظت على قدراتها العسكرية رغم القصف الإسرائيلي الذي دمر أحياء كاملة شمال قطاع غزة، فقد فرضت الجبهة الداخلية الإسرائيلية اليوم، قيودا على سكان تل أبيب الكبرى مع استمرار إطلاق الصواريخ.
وبحسب الجبهة الإسرائيلية أيضاً دوت صفارات الإنذار في عسقلان وشمال تل أبيب ومحيط مطار بن غوريون وفي وقت لاحق في ديمونة ومستوطنات غلاف غزة.
تعليق واحد