يمن ايكو
تقارير

📃 بعد حشد قوى الغرب إلى المياه الإقليمية.. تقارب خليجي صيني ينذر بتصدع تحالف الحرب في اليمن

تقرير خاص – يمن إيكو

بخطىً حثيثة لا تخلو من التخبط؛ تمضي الرياض شرقاً حيث القطب الثاني- بعد روسيا- مناوأةً لأمريكا في العالم، بغية حشد تحالفات دولية جديدة قد تضمن لها الخروج من ورطة الحرب في اليمن، لكنها تجاهلت خطر هذه التحالفات على أجندة قطبي الحرب والحصار في اليمن (الإمارات والسعودية)، كما تجاهلت مغايرة التقارب الخليجي الصيني لمعطيات الواقع الإقليمي المخنوق بتحالف تاريخي مع الغرب (واشنطن ولندن) هو من صنع نظم الخليج وحَفّها برعايته وحمايته أمنياً وعسكرياً.

فعلى صعيد خطر هذا التقارب على أجندة قطبي الحرب والحصار في اليمن (السعودية والإمارات) وقد يفضي إلى تصدعها؛ كشفت مصادر في حكومة الرئاسي الأحد، عن تفاصيل اتفاق سري بين الرياض وبكين حضره رئيس مجلس القيادة الرئاسي المشكل من التحالف، رشاد العليمي، أثار غضب أبوظبي (الدولة الثانية في تحالف الحرب والحصار في اليمن).

وأكدت مصادر في وزارة النقل التابعة لحكومة الرئاسي أن الاتفاق- الذي باركه العليمي خلال لقاء جمعه بالرئيس الصيني على هامش القمة السعودية الصينية– يقضي بإحلال ميناء جيزان بديلاً لميناء عدن، ضمن خط الملاحة الدولي الجديد حول العالم- الذي تؤسس له الصين منذ سنوات تحت ما يعرف بمشروع “الحزام والطريق”.

الأكثر صلة بمؤشرات الانكشاف الجديد لأجندة الإمارات والسعودية، يتجلى في طفو قضايا الخلاف على السطح عبر شكوى العليمي التي وصمت اللقاء باستجداء بكين موقفاً سياساً إزاء ممارسات فصيل موالٍ للتحالف، حيث أبلغ العليمي الجانب الصيني بأن سلطته لم تستفد من ميناء عدن الذي تذهب عائداته لصالح فصائل الانتقالي المدعوم من الإمارات.

وبينما تعتبر الإمارات نفسها المسيطر والمتحكم بعدن وسقطرى والمخا وموانئها، عبر فصائلها المتنافرة وقواتها العسكرية على الأرض، تحاول الرياض عبر اتفاقها مع بكين، استلاب الامتياز الخاص بميناء عدن على خط الملاحة الرابط بين الشرق والغرب، والذي حجمّته الإمارات لصالح موانئ دبي، وخطف هذا الامتياز لصالح ميناء جيزان السعودي، وبالتالي جرّ الملاحة الدولية- جبراً- بعيداً عن موانئ الإمارات.

الأهم في مؤشرات هذا التصدع أنه كشف اتفاق السعودية والإمارات منذ بدء الحرب والحصار في اليمن على تعطيل ميناء عدن لخدمة موانئ الإمارات، إلا أن التقارب الصيني العربي وما سيترتب عليه تعزيز استراتيجية الموانئ المرشحة لنجاح مشاريع هذا التقارب، بدأت تنذر بتفكك تحالف الدولتين صراعاً على المصالح الجديدة في اليمن، إذ تسعى كل من الرياض وأبو ظبي لتقديم موانئهما بديلاً عن الموانئ اليمنية.

وعلى صعيد مغايرة التقارب العربي الصيني على معطيات الواقع الإقليمي، فإن خطره يكمن في كونه عسكرياً أكثر من كونه تقارباً اقتصادياً تجارياً، وهو بذلك يتنافى مع الاتفاقيات التاريخية بين واشنطن والرياض، والتي قضت برهن القرار السعودي الاقتصادي والوجودي بالحماية الأمنية والعسكرية مقابل تدفق النفط الخام، وفق سياسة واشنطن التي أغضبها قرار منظمة أوبك بلس برئاسة الرياض ومسكو خفض الإنتاج، وهو ما يصب في صالح روسيا.

وفيما كشفت مصادر دبلوماسية عن أن السعودية عرضت على الصين خلال القمم الثلاث في الرياض، إقامة تكتل عسكري جديد لتأمين الملاحة في باب المندب، مقترحة أن يضم التحالف مصر والأردن ودولاً أفريقية مطلة على باب المندب بقيادة الصين.. يرى المراقبون أن السعودية والإمارات عمدتا خلال سنوات الحرب والحصار في اليمن إلى حشد البوارج الأمريكية والفرنسية والبريطانية في المياه الإقليمية والدولية، بل سلمتا مطارات وموانئ وجزراً يمنية كانت قواتها تسيطر عليها في المهرة وحضرموت وشبوة لتلك القوى الدولية، تمهيداً لتمكين إسرائيل من السيطرة عليها.. مؤكدين أن هذه المقدمات تكشف عن مساعي الدولتين لإشعال حرب دولية قد تساعدهما في التنصل عن مسؤولية الحرب في اليمن.

وحذر المراقبون من هذا التقارب- الذي بدأ في ظاهره اقتصادياً لكنه في باطنه عسكرياً- إذ أن حشد الرياض لأقطاب العالم العسكرية قد يفضي إلى حرب مفتوحة على باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والسواحل المتاخمة لليمن والخليج.. مشيرين إلى أن نتائج هذه الحرب لن تخدم سوى تسليم الثروات والمكاسب لإسرائيل وأمريكا، التي تعرف جيداً كيف تفكك النظم الحديثة التي صنعتها في الخليج، كما تفكك قطر الملاعب العملاقة التي أشادتها على “نمط السفري” لمونديال العالم 2022م.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً