يمن ايكو
تقارير

📃 الانهيار الأخير للعملة.. انعكاسات خطيرة تقرع ناقوس المجاعة في المحافظات الجنوبية

تقرير خاص-يمن ايكو

تتفاقم انعكاسات الانهيار المتواصل لسعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية في عدن والمحافظات الخاضعة لسيطرة حكومة هادي والتحالف، حيث انعكس ذلك بشكل مباشر على القدرة الشرائية للمواطنين، وكذا على السوق التجارية التي تعيش حالة من الاضطراب جراء التضاؤل المستمر لسعر الريال اليمني في هذه المحافظات، الأمر الذي خلف حالة من عدم الاستقرار في أسعار كافة السلع، وأثر بشكل كبير على النشاط التجاري، ودفع ببعض المحلات التجارية إلى إغلاق أبوابها نتيجة لهذا الاضطراب، ناهيك عن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين الذين تحولوا إلى البحث عن السلع الأساسية والضرورات اليومية.

ومع الانهيار الأخير لسعر صرف العملة وتجاوزه حاجز الـ 1300 ريال للدولار الواحد، خلال الأيام الماضية، بل واقترابه من حاجز الـ 1400 ريال، فقد شوهد بحسب مصادر محلية إقبال المواطنين بشكل كبير على السلع الأساسية وعلى رأسها الدقيق والخبز والأرز، وعزوفهم عن غيرها من المواد والسلع التي ارتفعت أسعارها بشكل جنوني، وصار الحصول عليها بالنسبة للمواطن حلماً بعيد المنال.

الاختلال الحاصل في السوق المصرفية وما لحقه من اختلال في الأسواق التجارية، وارتفاع أسعار السلع والمواد الأساسية إلى مستويات قياسية، يضاف إليه غياب أي دور للسلطات المتحكمة على الأرض، لتفادي الانعكاسات الكارثية لتلك الاختلالات، بات بحسب مراقبين وخبراء اقتصاد، مهدداً فعلياً لحياة الملايين، ومؤشراً خطيراً على مجاعة وشيكة، خصوصاً في ظل متوالية الأزمات التي يعاني منها المواطنون جراء الوضع الصعب الذي تسبب به هذا الانهيار الاقتصادي.

وكاختزال للمشهد في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة هادي وبقية الأطراف المرتبطة بالتحالف السعودي الإماراتي، تنعكس في أسواق عدن الصورة واضحة جلية، في أعقاب الانهيار الأخير في سعر العملة المحلية، وارتفاع أسعار المواد الأساسية، وتراجع القدرة الشرائية للمواطن.

ونتيجة للانعكاسات السلبية على النشاط التجاري، أغلقت عشرات المتاجر والمطاعم أبوابها خلال الأيام الماضية، في مدينة عدن، غداة هبوط سعر العملة المحلية أمام العملات الأجنبية إلى مستويات قياسية هي الأكبر في تاريخ صرف الريال اليمني.

وبحسب مصادر محلية فقد أغلقت العشرات من متاجر بيع المواد الغذائية، الجملة والتجزئة على حد سواء، أبوابها في مدينة الشيخ عثمان، إضافة إلى مطاعم ومحلات أخرى لبيع الملابس والمفروشات، فيما قال سكان محليون في مديريات أخرى في المدينة إن هناك إغلاقاً لعدد من المحلات في أحيائهم.

ويقول مصدر محلي إن بعض المتاجر تغلق بشكل جزئي منذ الصباح حتى بعد العصر، قبل أن تعاود فتح أبوابها حتى المساء، لكن بالمقابل أغلقت العشرات من المحلات أبوابها بشكل كامل إثر ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وتراجع القدرة الشرائية والإقبال على شراء المواد من قبل المواطنين.

وقال سكان محليون في عدن إن الأهالي من متوسطي الدخل تراجعوا بشكل لافت عن شراء الخضروات والدقيق والأرز، ولجأوا إلى شراء الرغيف والروتي في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الرئيسية.

فيما يقول بائعون في متاجر المدينة إن هبوط سعر الريال تسبب في انعكاسات سلبية على متاجرهم، إذ أدى إلى ركود كبير في طلبات الشراء من قبل الزبائن، وهو ما تسبب في خسائر لمتاجر الخضروات والفواكه والأسماك.

وفي نهاية الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري، وصل سعر صرف الريال اليمني أمام الريال السعودي إلى 355 ريالاً، فيما اقترب سعر صرف الريال أمام الدولار الأمريكي من حاجز الـ 1400 ريال، قبل أن يتراجع إلى بشكل طفيف حيث سجل الأربعاء 1335 ريالا مقابل الدولار.

ويتواصل انهيار سعر العملة يوماً بعد آخر في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة هادي وبقية الأطراف الموالية للتحالف السعودي الإماراتي، حيث سجل سعر صرف الريال في هذه المحافظات تراجعاً بأكثر من 200% منذ أواخر العام الماضي فقط، الأمر الذي نتج عنه تفاقم المعاناة المعيشية لملايين اليمنيين في هذه المحافظات، بعد أن عجزت الكثير من الأسر عن الوفاء بالمتطلبات الأساسية لأفرادها، بسبب تراجع القيمة الشرائية للريال، وتدني مستوى الدخل وانعدام فرص العمل، بالإضافة إلى الأزمات الخدمية وانقطاع رواتب الموظفين الحكوميين، وغيرها من التعقيدات التي تتداخل فيما بينها لتزيد من تفاقم الكارثة.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً