يمن ايكو
أخباردولي

كانت متجهة إلى إسرائيل.. سفينة تحمل 16 ألف رأس من الماشية تعود جبراً إلى استراليا

يمن إيكو| أخبار:

لا مجال أمامها لمواصلة الإبحار، إذ ليست كغيرها من سفن المواشي المبحرة بين آسيا وأوروبا عبر البحر الأحمر، فالسفينة MV Bahijah أبحرت من أستراليا في الـ5 من يناير الجاري متجهة إلى إسرائيل بحمولة 16 ألف رأس من الأغنام والماشية، في الوقت الذي تدرك فيه معنى تبعيتها لإسرائيل.
السفينة المملوكة التابعة لشركة التصدير الإسرائيلية باسم دباح المحدودة (BASSEM DABBAH) بعد مغادرتها موانئ استراليا بعشرة أيام، غيرت مسارها في منتصف الشهر نفسه، لتبحر حول جنوب أفريقيا، قبل أن تتلقى تعليمات من الحكومة الأسترالية بالعودة، خشية من أن تستهدفها صواريخ جماعة الحوثي اليمنية، لتبعيتها لإسرائيل، وخوفاً من تأخرها أكثر من اللازم على قدرة المواشي من تحمل درجة الحرار والسفر والطويل، في حال سلكت طريق الرجاء الصالح.
والخميس الفائت أكدت وكالة رويترز أن السفينة MV Bahijah تحمل نحو 14 ألف رأس من الأغنام و 2000 رأس من الماشية علقت قبالة ساحل أستراليا في منطقة ذات طقس شديد الحرارة، وذلك بعد أن اضطرت للإبحار في رحلة تجنبها عبور البحر الأحمر، وهو ما أثار نداءات من المهتمين بسلامة الحيوانات.
وأمس الجمعة، أفادت شبكة الـCNN الأمريكية بأن سلطات البلاد أقرت عودة حمولة السفينة الراسية قبالة سواحل غرب أستراليا، من المواشي إلى داخل البلاد، دون حجر طبي قد تؤثر مدته على صحة المواشي بعد قضائها أكثر من ثلاثة أسابيع في البحر.
وفيما تواصل إسرائيل حرب الإبادة البشرية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للأسبوع السابع عشر على التوالي، أعرب مسؤولون استراليون وعالميون موالون للغرب، قلقاً وخوفاً على سلامة الأغنام والماشية على ظهر السفينة العالقة قبالة سواحل استراليا، خصوصاً مع اقتراب درجات الحرارة هناك من 40 درجة مئوية.
وقال جوش ويلسون عضو البرلمان عن منطقة فريمانتل التي تم تحميل السفينة منها إن أزمة الحيوانات تظهر أن نشاط تصدير الحيوانات الحية “فاسد حتى النخاع”.
وتابع قائلاً لشبكة 10 نيوز “ما يشغل بالي هو كيف ستمضي رحلة لمدة 60 يوما لنقل 14 ألف رأس من الأغنام على سفينة معدنية ساخنة كريهة الرائحة.. كريهة الرائحة حرفيا”.
وأضاف “من الصعب جدا تخيل أن هذه الظروف تتوافق مع معايير سلامة الحيوان التي يتوقع الأستراليون تطبيقها على الحيوانات الأسترالية”.
وقالت وزارة الزراعة إنها لم تر أي دليل على وجود مخاوف صحية كبيرة على الماشية، وإنها تعمل مع الشركة المصدرة والهيئات المعنية لضمان الامتثال لمعايير الأمن البيولوجي ورعاية الحيوان.
وقال رئيس شؤون الحيوانات الحية في جماعة مزارعي أستراليا الغربية جيف بيرسون إن شركة التصدير الإسرائيلية باسم دباح المحدودة تقدمت بطلب للحكومة الأسترالية للحصول على إذن لتحميل المزيد من الأعلاف والإمدادات البيطرية والإبحار إلى إسرائيل حول أفريقيا. حسب ما رويترز.
وتعد أستراليا مصدر رئيسي للحيوانات الحية، إذ شحنت أكثر من نصف مليون رأس من الأغنام ونصف مليون رأس من الماشية العام الماضي.
وتظهر بيانات تجارية أن إسرائيل سوق رئيسية، إذ تلقت 86100 رأس من الأغنام بقيمة 6.5 مليون دولار و10848 رأس ماشية بقيمة 14 مليون دولار من أستراليا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي.
يشار إلى إسرائيل تشهد موجة من ارتفاع أسعار السلع الغذائية ومنها اللحوم بسبب الحصار التجاري المضروب على سفنها من قبل قوات حكومة صنعاء منذ الـ19 عشر من نوفمبر الماضي، على خلفية جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني قطاع غزة، ففي الـ6 من يناير الفائت قال موقع “آي سي إي” الإخباري الإسرائيلي: إن أسعار اللحوم الطازجة والمجمدة، في إسرائيل سجلت ارتفاعاً بمتوسط 30% نتيجة لصعوبة إدخال الحاويات إلى إسرائيل بسبب التهديد الحوثي”، مؤكداً أن 47% من المواد الاستهلاكية ارتفعت أسعارها منذ بداية العام 2024م.
وأوضح الموقع نقلاً عن مصادر إسرائيلية قولها: “من الممكن أن يتواصل ارتفاع أسعار المنتجات التي ستصل إلى إسرائيل خلال الشهرين القادمين”. فيما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مستوطن إسرائيلي قوله: “المنتجات التي لدينا جميعا تقريبا في المنزل سوف تصبح أكثر تكلفة”.
ونقل موقع “آي سي إي” الإسرائيلي عن الرئيس التنفيذي لسلسلة النصر، إيال رافيد، تحذيره من أن هجوم الحوثيين أضر بالأسعار وأضر بجيوب جميع المستهلكين، مؤكداً أن “حاوية من الصين بها عربات وحقائب كان من المفترض أن تكلفها 2000 دولار ستكلف الآن 7000 دولار بسبب تهديد الحوثيين، وتحويل السفن الإسرائيلية لمساراتها حول القارة الأفريقية (طريق الرجاء الصالح) ما يكلف تلك السفن ثلاثة أضعاف ونصف السعر، فضلاً عن وصولها متأخرة أكثر من أسبوعين.

وأكد الموقع الاقتصادي الإسرائيلي أن الحرب في غزة أثَّرت بشكل مباشر على اقتصاد إسرائيل الذي كان يعاني من ارتفاع الأسعار وارتفاع أسعار الفائدة، مضيفا: “والآن التهديد القادم من اليمن، من الحوثيين الذين يعملون بجد لمنع وصول سفن الشحن إلى إسرائيل، الأمر الذي يهدد برفع الأسعار أكثر”. حسب تعبيره.
وأكدت القناة الإسرائيلية العاشرة، أن شركة شاستويتز العملاقة لاستيراد المواد الغذائية والرعاية وأدوات الزينة، أعلنت أنها سترفع الأسعار بنسبة تصل إلى 20% على مجموعة متنوعة من المنتجات.
وحسب موقع “إسرائيل هيوم”، أعلنت شركة “سوغوت” التي تعد أكبر منتج غذائي في مجال البقوليات، والمواد الغذائية الأخرى، عن زيادة في الأسعار تراوحت بين 5% – 10%، وقد تصل إلى 40%.
ويشير موقع غلوبس الاقتصادي الإسرائيلي إلى أن إعلانات الشركات المختلفة عن زيادة الأسعار لا تأتي من فراغ، وبحسب المستوردين فإن الزيادات السعرية التي يسجلونها في أسعار المواد الأولية والمدخلات وتكاليف الشحن هي نتاج مباشر للهجمات في البحر الأحمر.
وقال الموقع موقع “آي سي إي” الإخباري الإسرائيلي في تقرير تحت عنوان “زيادة الأسعار في الطريق؟ التهديد الحوثي بدأت تظهر علاماته”: “فاجأ الحوثيون في اليمن الكثيرين عندما دخلوا كلاعب مركزي إلى حد ما في هذه الحرب، وبعزمهم إغلاق طرق التجارة البحرية التي تشكل تهديدا حقيقيا لإسرائيل”، حسب تعبيره.
ووفقاً للموقع، حذرت شركة Willy Food من استمرار ارتفاع الأسعار بصورة أكثر، مؤكدة انخفاض إجمالي أرباحها بالفعل بنحو الثلث، مشيرة-في التقرير الذي نشرته عن الربع الثالث من عام 2023م- إلى زيادة الأسعار.
وجاء في التقرير أنه “في الآونة الأخيرة، أعلنت شركات الشحن العملاقة تعليق عملياتها في جميع أنحاء البحر الأحمر. وتتوقع الشركة أن يتسبب هذا التطور في تأخير وزيادة التكاليف، وقد يتسبب في تعطيل وصول البضائع التي تستوردها الشركة من الشرق الأقصى. وأقرت الشركة صعوبة التنبؤ بدقة بمستوى الأضرار التي لحقت بأعمال الشركات ونتائجها المالية للأرباع المقبلة، طالما استمرت الحرب.
ووجهت قوات صنعاء (الحوثيون) في الـ19 من نوفمبر الماضي، أول ضربة لحركة التجارة الإسرائيلية في البحر الأحمر، حيث أعلنت حظر الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر، وقامت باحتجاز حاملة السيارات “جالاكسي ليدر” المملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إبراهام أونغر، لتنقل تهديدها ضد السفن الإسرائيلية إلى مستوى ملموس.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً