يمن ايكو
أخباردولي

اليوم الخامس للاجتياح: الجيش الإسرائيلي يعترف بخسائر “مؤلمة وقاسية”

يمن إيكو| تقارير:

مع دخول عملية اجتياح غزة يومها الخامس، خرج الجيش الإسرائيلي عن صمته بخصوص النتائج، لكن فقط ليعلن عن تلقيه خسائر وصفها بـ “المؤلمة والقاسية” خلال المواجهات مع المقاومة، فيما لا زالت “إنجازاته” مجرد عناوين غامضة وغير مفصلة، وذلك على الأرجح بسبب عدم توفرها أصلا، حيث تشير مناطق المواجهات المشتعلة إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يحرز إلى تقدم، وهو ما تترجمه الخسائر.

وبعد ساعات من التكتم الذي تفرضه “الرقابة العسكرية” على وسائل الإعلام في اسرائيل، قال الجيش الإسرائيلي صباح الأربعاء في تصريح رصده موقع “يمن إيكو” إن 9 من جنوده قتلوا جراء تعرض عربتهم للقصف بصاروخ مضاد للدبابات شمال غزة الليلة الماضية، وهو أكبر عدد من الجنود القتلى يتم الإعلان عنه منذ بدء عملية الاجتياح، في الوقت الذي كان الإسرائيليون ينتظرون فيه أن يتم الإعلان عن تقدم ميداني!

مع ذلك لم يبدو أن الجيش الإسرائيلي كشف عن كامل الخسائر، حيث ظل العدد يرتفع خلال ساعات اليوم، وهو ما اعتبره مراقبون محاولة لتجزئة حصيلة الخسائر. وحتى لحظة الكتابة، وصل العدد إلى 16 جنديا قتيلا منذ الثلاثاء.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في تصريحات رصدها موقع “يمن إيكو” إن قواته “تدفع الثمن كما يحدث في أي قتال” وإن “مقتل جنود الجيش الإسرائيلي في المعارك ضد حماس في غزة ضربة قاسية ومؤلمة” مضيفا أن “الإنجازات الكبيرة التي حققها القتال العنيف في غزة تفرض ثمنا باهظا للأسف”.

ولم يحدد الجيش الإسرائيلي طبيعة “الإنجازات الكبيرة” التي تحدث عنها وزير الدفاع، بل كان حديثه عن الخسائر هو الأكثر لفتا للانتباه، خصوصا وأن المواجهات التي أعلنت المقاومة خوضها على حدود غزة طيلة ساعات يوم الأربعاء دارت كلها في نفس مناطق وخطوط الاشتباك المعروفة منذ أيام، وهو ما يعني عدم تحقيق أي تقدم اسرائيلي على الأرض.

وقد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن عدد الجنود القتلى وصل إلى 326 منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” لكن يبدو أن هذا الرقم لا يزال أقل من الخسائر الفعلية، نظرا لاستمرار وسائل الإعلام الأجنبية والإسرائيلية، على مدار الساعة، بالحديث عن ارتفاع عدد القتلى منذ يوم الثلاثاء.

وقد أعلن الجيش مساء الأربعاء إصابة اثنين من جنود “وحدة المظليين” بجروح خطيرة خلال القتال في قطاع غزة.

ويلجأ الجيش الإسرائيلي دائما إلى التكتيم على خسائره في المواجهات بشكل كامل، وهو ما يعني أن التصريحات المستمرة عن ارتفاع عدد القتلى وسقوط إصابات جديدة، وتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي، تشير بوضوح إلى أن هناك خسائر لم يتم الإعلان عنها.

هذا أيضا ما أكده قائد من كتائب القسام في تصريح تابعه موقع “يمن إيكو” قال فيه إن: “عدد القتلى بصفوف جنود الاحتلال أكبر مما يتم إعلانه” مشيرا إلى وجود خسائر مادية أيضا حيث أعلن عن “تفجير عدة آليات إسرائيلية عدة خلال الاشتباك مع قوات الاحتلال في أكثر من محور” وأكد أن “دبابات الاحتلال تفشل في تقدمها على المحاور التي توغلت فيها بسبب المقاومة الشرسة”.

وكان المتحدث باسم القسام قد أعلن في خطاب مساء الثلاثاء عن تدمير 22 آلية ودبابة.

وفي مقابل حديث الجيش الإسرائيلي عن خسائره، أعلنت المقاومة عن تنفيذ عدة عمليات “مباغتة” في أكثر من محور حيث قالت إنها نفذت هجوما داخل موقع “أبو مطيبق” الاسرائيلي العسكري شرق المحافظة الوسطى بغزة وأسقطت برج المراقبة فيه.

وكشفت المقاومة أيضا عن تنفيذ هجوم آخر خلف خطوط الجيش الإسرائيلي غرب موقع “إيرز” الذي سبق أن تسللت إليه قبل أيام في هجوم مماثل، وقالت إن الهجوم الجديد أسفر عن مقتل ثلاثة جنود خلال اشتباك من مسافة صفر.

كما أعلنت المقاومة عن تدمير 4 آليات إسرائيلية و”الإجهاز على قوة راجلة” كانت متمركزة داخل مبنى في بيت حانون، وذلك إضافة إلى تدمير دبابتين في منطقة الزراعة ببيت حانون أيضا بقذائف “الياسين”.

وقالت المقاومة إنها اشتبكت مع قوة إسرائيلية راجلة شمال غرب بيت لاهيا أيضا، مشيرة إلى استهداف تجمعات وآليات إسرائيلية شمال غرب غزة وجنوبها بأعداد كبيرة من قذائف الهاون والصواريخ.

وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت المقاومة عن إطلاق طائرة مسيرة من نوع “زواري” مع رشقة صاروخية على تجمع لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي شرق المحافظة الوسطى، كما أطلقت رشقة صاروخية على حشود إسرائيلية في مجمع مفتاحيم وفي كيبوتس صوفا.

وتشير هذه التفاصيل إلى أن المقاومة تتعامل مع محاولات التوغل والاجتياح الإسرائيلية بتماسك كبير يعكسه تنوع عمليات الاستهداف بين الكمائن والتسللات خلف الخطوط والضربات المباشرة ضد الآليات والجنود عن قرب وعن بعد، وإطلاق طائرات مسيرة، وذلك بالتوازي مع الاشتباك المباشر، الأمر الذي يترجم قدرة على تنويع الخيارات واستباق تحركات الجيش الإسرائيلي الذي يبدو أنه لا يملك معرفة كاملة بالمنطقة، بل يعتمد بشكل أساسي على الغطاء الجوي المكثف.

هذا أيضا ما يؤكده استمرار الهجمات الصاروخية المكثفة التي تطلقها المقاومة على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، حيث دوت صافرات الإنذار يوم الأربعاء في تل أبيب ونتيف هعسراه وكيبوتس نير اسحقاق بغلاف غزة وشتولا في الجليل الأعلى، وأبلغت وسائل الإعلام عن وقوع خمسة انفجارات كبيرة على الأقل في تل أبيب، وهو ما يعني أن القدرات الصاروخية للمقاومة لا زالت بعيدة عن التأثر بالقصف الجوي المكثف.

اليوم الرابع للاجتياح: أول اعتراف من الجيش الإسرائيلي بالجحيم الذي يواجه جنوده في غزّة وإعلان عن الانسحاب!

في محاولة لتعويض الفشل الذي لازم عملية اجتياح قطاع غزة منذ بدايتها مطلع الأسبوع الجاري، حاول الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، التوغل من مناطق جديدة جنوب مدينة غزة تزامنا مع تصعيد المواجهات في المحاور الأخرى، لكنه اصطدم بمواجهة شرسة من جانب المقاومة التي كثفت بدورها إطلاق الصواريخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية، معلنة عن خسائر كبيرة في صفوف القوات الإسرائيلية، والتي أقرت بها إسرائيل لأول مرة منذ بدء محاولة اقتحام القطاع لحد وصفها من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي بالباهظة.

وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح رصده “يمن إيكو” مساء اليوم إن جنديين قتلا من وحدة النخبة وأصيب اثنان آخران بإصابات خطيرة في غزة، لكن تلك الخسائر ارتفعت بشكل كبير في وقت لاحق من مواجهات اليوم الثلاثاء.

وجاء ذلك بعد أن قالت المقاومة الفلسطينية في تصريحات رصدها “يمن إيكو” إنها خاضت معارك عنيفة مع الجيش الإسرائيلي في عدة محاور شمال وجنوب غزة، وهو ما يعني أن الأخير لجأ إلى محاولة التوغل من جهة الجنوب التي ظل طيلة الأسابيع الماضية يطالب سكان قطاع غزة بالانتقال إليها.

وأكدت محاولة الدخول من الجنوب فشل محاولات الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الماضية للتقدم من شمال القطاع، حيث يرى مراقبون أنه لجأ إلى المسار الجديد، ظنا منه أن المقاومة قد ركزت كل قوتها في الشمال، وأنها ستكون ضعيفة في الجهة المقابلة.

لكن النتيجة لم تختلف كثيرا، فبالرغم من أن محاولة فتح محاور جديدة جاءت ضمن تصعيد إسرائيلي على كافة المحاور الأخرى، فإن المقاومة كانت جاهزة وخاضت مواجهات شرسة لا زالت مستمرة حتى اللحظة منعت الجيش الإسرائيلي فيها من التقدم.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في تصريحات رصدها موقع “يمن إيكو” اليوم إن “الجيش يخوض قتالا ضاريا في غزة والموقف يتطلب الصمود والصبر” مشيرا إلى أن المعركة ستكون “طويلة”.

وأكد المتحدث الإسرائيلي إن عدد الجنود والضباط الإسرائيليين الذين قتلوا منذ اندلاع المواجهات في 7 أكتوبر، ارتفع إلى 315، فيما ارتفع عدد الأسرى إلى 240.

وعكست هذه التصريحات استمرار تخبط الجيش الإسرائيلي ونجاح المقاومة في إعاقة خططه التي كانت قد تراجعت من “غزو بري” إلى “توغل محدود” تلبية لاقتراحات أمريكية بسبب “عدم وجود أهداف قابلة للتحقق” بحسب ما نشرت نيويورك تايمز في وقت سابق.

وفي أول إقرار إسرائيلي رسمي حول الخسائر التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي في غزة وخصوصاً في اليوم الرابع لمحاولته اجتياح قطاع قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن “هناك ثمن للحرب، والثمن الذي دفعناه في اليوم الأخير كان باهظاَ” في إشارة للخسائر التي تعرض لها جنوده اليوم جنوبي وشمالي قطاع غزة.

وفي أول مؤشر على انعكاس الفشل الذي يواجه الجيش الإسرائيلي عاجل قال كبير مستشاري رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه “ليس لدى إسرائيل أي نية للبقاء في غزة أكثر مما نحتاج ونريد القضاء على الإرهابيين” بحسب تعبيره، لكنها المرة الأولى التي تتحدث فيها إسرائيل عن مستقبل عملياتها وتؤكد أنها لن تبقى في قطاع غزة وستنسحب لاحقاً منه”.

كما ان تصريح مستشار نتياهو يأتي استكمالاً للمسار التنازلي للهجة الإسرائيلية تجاه المقاومة وقطاع غزة.

هذا أيضا ما أوضحته تفاصيل العمليات التي أعلنت المقاومة الفلسطينية عن تنفيذها اليوم، حيث أعلنت عن أيقاع عدة آليات إسرائيلية في كمين قاتل شرقي المحافظة الوسطى، والإجهاز على قوة بشرية دخلت مبنى في بيت حانون، بالإضافة إلى استهداف عشرات الآليات والعربات للجيش الإسرائيلي بقذائف الهاون و”الياسين” على مختلف المحاور شمال وجنوب مدينة غزة.

وأعلن ناطق كتائب القسام أبو عبيدة، أنه تم تدمير 22 آلية إسرائيلية حتى الآن منذ بدء التوغل في غزة، مؤكدا “قتل وإصابة عدد كبير من جنود العدو خلال الاشتباكات”.

وبالتوازي، واصلت المقاومة إطلاق رشقات صاروخية مكثفة على تل أبيب، وغوش دان، وقاعدة نيفاتيم، ونير إسحاق، وكيبوتس نيريم، والعين الثالثة هرتسليا ورعنانا، وكفار سابا، ومستوطنات غلاف غزة والنقب.

وكشفت مشاهد مصورة رصدها “يمن إيكو” أن القبة الحديدية الإسرائيلية فشلت في اعتراض العديد من الصواريخ في تل أبيب حيث تصاعدت أعمدة الدخان من عدة أبنية تلقت إصابات مباشرة.

وكشفت المقاومة عن استخدام “طوربيد العاصف الموجه ضد الأهداف البحرية للمرة الأولى في هذه المعركة”.

وتؤكد العمليات الصاروخية المستمرة والمتصاعدة وإدخال أسلحة جديدة في المعركة، أن قدرات وإمكانات المقاومة لم تتأثر بالقصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة والذي تقول إسرائيل إنه يستهدف منصات الإطلاق والأنفاق.

وقد أعلن المتحدث باسم القسام أنه “لا يزال في جعبتنا الكثير وغزة ستكون مقبرة للعدو ووحلا لجنوده وقيادته السياسية والعسكرية”.

وقد أقدمت المقاتلات الإسرائيلية، مساء، على قصف مخيم جباليا للاجئين في غزة، متسببة بسقوط أكثر من 400 ضحية، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة جديدة لتعويض العجز الميداني والضغط على المقاومة باستهداف المدنيين.

تفاصيل اليوم الثالث للاجتياح.. ما حقيقة وصول دبابات إسرائيلية إلى وسط غزة؟

لا زالت عملية “اجتياح” الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة، والتي تحولت إلى “توغل محدود”، تراوح مكانها عند حدود القطاع، بعد ثلاثة أيام على بدايتها، وسط مواجهات عنيفة مع المقاومة الفلسطينية التي تواصل إطلاق الصواريخ على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، وبالرغم من وصول دبابة إسرائيلية إلى شارع صلاح الدين في وادي غزة، صباح اليوم الاثنين، والذي يبعد اقل من ثلاثة كيلو مترات عن حدود القطاع، فإن ذلك لم يمثل تقدما حقيقية بل محاولة لاستغلال منطقة “رخوة أمنيا” من أجل التقاط “صورة انتصار” سريعة لم تدم أكثر من نصف ساعة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في تصريحات تابعها موقع “يمن إيكو” إن “التقدم مستمر والعمليات البرية ستتعمق وتتوسع تدريجيا” وإن الجيش قتل “عشرات المسلحين الليلة الماضية”.

لكنه، وكما هي الحال منذ ثلاثة أيام، لم يقدم أية تفاصيل للخسائر التي يتحدث عنها، والإحصائية الواضحة التي أعلنها هي أن عدد الجنود والضباط الاسرائيليين القتلى منذ 7 أكتوبر وصل إلى ٣١٢!

ولم يحدد المتحدث الاسرائيلي إلى أين وصل “تقدم” الجيش الإسرائيلي بالضبط، بل قال إنه “لن يتم تأكيد مواقع قواتنا في غزة حتى لو ظهرت مواد على وسائل التواصل الاجتماعي” في تصريح كان يفترض أن يظهر حرصا على سرية العملية، غير أنه مثل دليلا جديدا على عدم وجود تقدم، وهو أيضا ما تشير إليه النتائج شبه المنعدمة لثلاثة أيام من التوغل.

مع ذلك، وفي محاولة لتغيير صورة هذا “الفشل” أرسل الجيش الإسرائيلي دبابات عبر مناطق زراعية خالية توصف بأنها “رخوة أمنيا” ليصل إلى شارع صلاح الدين الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، وذلك في محاولة لالتقاط “صورة انتصار”.

بحسب تعبير خبراء، ذلك أن المنطقة التي توغل عبرها لا تحمل أية أهمية استراتيجية وقد تم قصفها بصورة شاملة خلال الأسابيع الماضية، إضافة إلى أن الجيش الإسرائيلي قد حاول التقدم عبرها في 2014 وفشل.

ويقع الشارع في وادي غزة المفتوح وغير المأهول ويمكن للدبابات الإسرائيلية الوصول إليه تحت غطاء جوي كثيف، لكن المشكلة التي لم يستطع الجيش الإسرائيلي التغلب عليها هي البقاء في المكان التي وصلت اليه الدبابات عندما تشتبك مع المقاومين وتتراجع فيه التغطية الجوية.

فبعد دقائق فقط أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها اشتبكت مع دبابات الجيش الإسرائيلي في شارع صلاح الدين، لتعود بسرعة عبر الطريق الذي جاءت منه إلى حدود القطاع.

وبدا بوضوح أن هذه المحاولة جاءت في سياق صناعة صورة إنجاز للإجابة على التساؤلات المتزايدة حول نتائج عملية التوغل في غزة والتي وضع لها الجيش الإسرائيلي أهدافا وصفها الأمريكيون بأنها “غير قابلة للتحقق” بحسب نيويورك تايمز التي كشفت أيضا أنه، ولهذا السبب، تحول الاجتياح إلى “توغل محدود”.

بالمقابل، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أنها واصلت استهداف آليات وجنود الجيش الإسرائيلي على أكثر من محور عند حدود غزة، حيث قالت كتائب “القسام” إنها استهدفت آليتين وناقلة جند حاولت التوغل شرق حي الزيتون بقذائف الياسين، وأعلنت “سرايا القدس” أنها تمكنت من إيقاع قوة إسرائيلية في “كمين محكم” بالمنطقة نفسها، متحدثة عن سقوط إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت القسام عن “مباغتة” القوات الإسرائيلية المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا، ومهاجمتها بقذائف الياسين والأسلحة الرشاشة، فيما قالت سرايا القدس إنها قصفت “حشدا” من الآليات الإسرائيلية المتوغلة شمال غربي غزة بوابل من قذائف الهاون.

وبالتوازي مع ذلك، واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق الرشقات الصاروخية على المستوطنات والمدن الإسرائيلية، حيث دوت صافرات الإنذار عدة مرات في القدس وبئر السبع وأوفاكيم ونتيفوت والنقب وسديروت ونهاريا ونتيف هعسراه وغلاف غزة.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي الصواريخ الفلسطينية أصابت مبنى ومصنعا في عسقلان ما أدى إلى وقوع أضرار.
وأعلنت سرايا القدس أنها استهدفت مستوطنات “كيسوفيم وبئيري وأفشيلوم وعين حتسور” برشقات صاروخية وقذائف الهاون.

ويمثل استمرار إطلاق الرشقات الصاروخية دليلا واضحا على عدم تأثر المقاومة الفلسطينية بحملة القصف المكثفة وغير المسبوقة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يبدو بوضوح أن الأخير لم يستطع حتى التقليل من انتشار منصات إطلاق الصواريخ والقذائف من خلال الغارات الجوية، الأمر يشير إلى أن الغرض الرئيسي من الغارات هو مضاعفة أعداد الضحايا المدنيين للضغط على المقاومة.

ولا يقتصر الأمر على الاستمرار بإطلاق الرشقات الصاروخية تجاه المستوطنات، حيث أعلنت القسام، الأحد، عن إطلاق صاروخ من نوع “متبر” باتجاه طائرة صهيونية مسيرة في سماء المنطقة الوسطى، وهو ما يدلل على أن المقاومة لا زلت وبرغم القصف المكثف والغطاء الجوي الكثيف قادرة وبمرونة على تنويع خياراتها في استهداف الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي يعني أنها قادرة على التصعيد في حال ارتفعت وتيرة الصراع أكثر.

وتبدو بيانات الفصائل الفلسطينية أكثر تماسكا من تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، حيث تحدد الفصائل بوضوح مواقع الاشتباكات وطبيعة الاستهدافات، بينما يلتزم المتحدث الإسرائيلي بغموض فسرته مجلة “فايننشال تايمز” البريطانية في تقرير رصده “يمن إيكو” بأنه “متعمد بهدف تقليل احتمالية انضمام إيران وحزب الله للصراع”.

وأضافت المجلة بأن “حجم التوغل الإسرائيلي يدل على طموح أقل من الإطاحة بحماس ورغبة في إضعاف بنيتها وتصفية قادتها”.

ويجدد ذلك التأكيد على أن عملية “اجتياح” غزة قد ولدت فاشلة بسبب التداعيات الخطيرة والخسائر الكبرى التي تحيط بها، وهو ما يعني أن “التوغل المحدود” الذي يقول الحيش الإسرائيلي أنه يقوم به الآن، بدون أي دليل، ليس على الأرجح سوى محاولة لصناعة صورة رد على عملية طوفان الأقصى التي بات واضحا أنها “حسمت” المواجهة منذ الأيام الأولى.

 

أقرأ أيضاً:
إنزال عسكري مباغت للمقاومة واجتياح غزة يتحول إلى “توغل محدود” غير مثبت

وأقرأ أيضاً:
فضيحة للجيش الإسرائيلي تكشفها نتائج اليوم الأول لاجتياح غزة.. ومفاجأة لسكان تل أبيب

 

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً