يمن إيكو|تقرير:
أكد تقرير عبري أن القطيعة الدبلوماسية بين إسرائيل وإيرلندا كلفت الاقتصاد الإسرائيلي خسائر سنوية بالمليارات من الدولارات الأمريكية كانت تترتب على التبادل التجاري بين الجانبين، وذلك بعد أن أجبرت الاحتجاجات الشعبية الرافضة لاستمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي وحرب الإبادة في قطاع غزة إسرائيل على إغلاق سفارتها في دبلن.
ونشر موقع صحيفة غلوبس الإسرائيلية تقريراً، رصده وترجمه “يمن إيكو”، أكد أن قرار إسرائيل بإغلاق سفارتها في دبلن من شأنه أن يلحق الضرر بالتجارة السنوية التي تبلغ قيمتها 6 مليارات دولار، وخاصة العلاقات مع شركات التكنولوجيا.
وحسب الصحيفة، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية أعلنت في 15 ديسمبر 2024 أنها ستتخذ واحدة من أكثر الخطوات صرامة في سجل الإجراءات الدبلوماسية، وستغلق سفارتها في أيرلندا، وهذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها إسرائيل سفارة لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي ـ الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل.
وكان السبب وراء اتخاذ هذا الإجراء، هو ما أسمته الخارجية الإسرائيلية “سياسة متطرفة معادية لإسرائيل”، و”تجاوز الخطوط الحمراء” في دعمها للفلسطينيين في المؤسسات الدولية، بما في ذلك الانضمام إلى الجانب الفلسطيني ضد إسرائيل في الإجراءات القانونية في لاهاي، حسب الصحيفة التي قالت إن الصناعات التكنولوجية تعتبر محرك النمو الاقتصادي الرئيسي في إسرائيل وأيرلندا، وهما في طريقهما إلى التصادم الدبلوماسي بشكل واضح.
وتُعتبر أيرلندا الدولة الأكثر تأييداً للفلسطينيين في الاتحاد الأوروبي، حيث يتعاطف الرأي العام بشدة مع الفلسطينيين باعتبارهم شعباً محتلاً، من قبل الجيش الإسرائيلي، وبعد 7 أكتوبر 2023، اتحد الجمهور والسياسيون في التعبير عن دعمهم للفلسطينيين، حيث قال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار: “نحن نرى تاريخنا من خلال عيون (الفلسطينيين)”، في إشارة إلى وحدة الموقف السياسي والشعبي الإيرلندي، حيث يعتقد 79٪ من الإيرلنديين أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، وفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، ويعتقد 71٪ أن الفلسطينيين يعيشون في ظل نظام الفصل العنصري.
في الأشهر الأخيرة، بدأت أيرلندا- التي تعتبر آخر دولة في الاتحاد الأوروبي تفتح سفارة إسرائيلية، في عام 1996وهي الآن أول دولة تجبر إسرائيل على إغلاقها- محاولة لتعليق العلاقات التجارية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي. وأعلنت بشكل مستقل عن قانون لمقاطعة المنتجات من المستوطنات، على عكس سياسة الاتحاد الأوروبي. كما سحب صندوق الثروة السيادية الأيرلندي استثماراته من جميع الشركات الإسرائيلية في محفظته.
وفي مايو اعترفت أيرلندا بدولة فلسطينية، في خطوة منسقة مع إسبانيا والنرويج، واتهم الرئيس الأيرلندي السفارة الإسرائيلية بتسريب رسالة تهنئة مجاملة كتبها إلى الرئيس الإيراني الجديد، وأعلن رئيس الوزراء سيمون هاريس الأسبوع الماضي أن أيرلندا ستنضم إلى عريضة جنوب أفريقيا التي ترى أن إبادة جماعية تجري في قطاع غزة.
ووفقاً لمعهد التصدير الإسرائيلي، فإن حجم التجارة السنوية بين إسرائيل وأيرلندا بلغ 5.9 مليار دولار في عام 2023، نصف هذا المبلغ في السلع ونصفه في الخدمات. ففي قطاع السلع، صدرت إسرائيل بضائع بقيمة 2.5 مليار دولار (خاصة الإلكترونيات والمعدات الصناعية)، بينما استوردت بضائع بقيمة 500 مليون دولار من أيرلندا (المعدات الإلكترونية والأدوية)، وفي قطاع الخدمات، أصبحت أيرلندا، بمساعدة سياسة ضريبية مواتية، وجهة لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية التي تسعى إلى الوصول بسهولة إلى السوق الأوروبية، لذا فهي في الأساس ملكية فكرية.
وبحسب أوفير أنجل، رئيس غرفة التجارة الإسرائيلية الأيرلندية، ورئيس شركة الاستشارات الدولية أورين في إسرائيل، فإن “المئات من الإسرائيليين انتقلوا إلى أيرلندا” في السنوات الأخيرة، كجزء من افتتاح مكتب أوروبي أو نقل شركات التكنولوجيا الإسرائيلية إلى أيرلندا. ومن أبرز هذه الشركات شركة ويكس، التي افتتحت مكتباً في دبلن.
ويقول أنجل: “قبل الحرب في غزة، زارت عدة شركات أيرلندية إسرائيل لدراسة المشاركة في مشاريع البنية الأساسية في النقل والاتصالات والسكك الحديدية، وكانت هناك مشاريع مشتركة لشركة إنتل (التي تعمل في كلا البلدين).” ولكن منذ بداية الحرب، كما يقول، “انخفضت الاستفسارات من أيرلندا بنسبة 80%. وكأن الشركات الأيرلندية غير مهتمة بأي ارتباط بإسرائيل، أو أن يتم تصنيفها ضمن هذه الشركات”.
ويقول إن الاهتمام الإسرائيلي في السنوات الأخيرة كان في الأساس من جانب شركات التكنولوجيا. “لا تزال أيرلندا تطبق سياسة فرض ضرائب متساهلة على شركات التكنولوجيا، وهي دولة أوروبية ناطقة باللغة الإنجليزية وتستخدم اليورو، لذا فهي وجهة ناجحة للشركات التي تحاول دخول السوق الأوروبية. ولكن منذ بداية الحرب، أصبح من الصعب للغاية أن تكون إسرائيلياً في أيرلندا. الجو ضدنا. كل من يعيش هناك يخفي حقيقة أنه إسرائيلي”.
اقرأ أيضا: تحت ضغط الموقف الشعبي والرسمي الرافض لجرائمها.. إسرائيل تغلق سفارتها في أيرلندا