يمن إيكو| تقارير
ظلت نتائج “الاجتياح” الإسرائيلي لقطاع غزة، في يومه الثاني، عند مستوى أدنى بكثير من مستوى الأهداف المعلنة، فبالرغم من استمرار حملة القصف المكثفة على شمال القطاع والتي يفترض أنها تهدف لتغطية تقدم الجيش الإسرائيلي على الأرض، اندلعت عدة مواجهات عنيفة خلف الخطوط الهجومية له، واعترف بسقوط إصابات بصفوفه خلال اشتباكات مع الفصائل الفلسطينية، وذلك في الوقت الذي كشف فيه تقرير أمريكي عن استبدال “الاجتياح” بـ”توغل محدود” بناء على نصائح أمريكية خشية من الفشل.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، اليوم الأحد في تصريحات رصدها موقع “يمن إيكو” إن “الجيش يوسع النشاط البري تدريجيا في قطاع غزة” وإن “المقاتلات الحربية قصفت أكثر من 450 هدفا عسكريا لحركة حماس في قطاع غزة من بينها مراكز قيادة عمليات ومواقع مراقبة ومنصات لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات”.
ولم يذكر المتحدث الإسرائيلي أي معلومات مفصلة أو إحصاءات واضحة عن خسائر “حماس” التي تحدث عنها.
لكنه أعلن عن إصابة ضابط وجندي في الجيش الإسرائيلي بقذيفة أطلقها مسلحون فلسطينيون خلال اشتباك شمالي القطاع، وهو ما أكد رواية الفصائل الفلسطينية حول استهداف جموع الجيش الإسرائيلي على حدود غزة.
وبرغم أن إعلان الجيش الإسرائيلي عن بدء الدخول إلى قطاع غزة ترافق مع تأكيدات وتصريحات مكثفة على المضي نحو تحقيق عدة أهداف رئيسية تتمثل في “القضاء على حماس” و”تحرير الرهائن” فإن الرواية الإسرائيلية حول نتائج التوغل في غزة لا زالت بعيدة تماما عن الاقتراب من تحقيق هذه الأهداف.
ولم يستطع الجيش الإسرائيلي حتى الآن تقديم أي مشاهد أو أدلة على نجاحه في التقدم ولو بشكل محدود داخل قطاع غزة أصلا.
بالمقابل، أعلنت كتائب “القسام” الفلسطينية، عن تنفيذ عمليات مباغتة ضد قوات الجيش الإسرائيلي، منها عملية خلف خطوط الأخير، وبالتحديد في موقع “إيرز” خلف السياج الفاصل، حيث قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إن عددا من عناصر “الكتائب” تسللوا إلى المنطقة من خلال أنفاق، فيما تحدثت مصادر أخرى عن تنفيذ “إنزال” هناك.
وأعلنت القسام أنها “أشعلت النيران في عدد من الآليات المستهدفة غرب موقع إيرز والإجهاز على عدد من الجنود داخلها” وتحدثت لاحقا عن “استهداف الموقع بقذائف الهاون والصواريخ لقطع النجدات عن الآليات المشتعلة التي تم استهدافها في محيط الموقع” وهو ما يعني أن الاشتباك استمر لفترة خلف خطوط الجيش الإسرائيلي.
وأضافت القسام أنها واصلت استهداف القوات الإسرائيلية “المتوغلة” شمال غرب غزة، معلنة عن تدمير دبابتين وقصف عدد من الآليات بقذائف الهاون.
كما أعلنت عن تنفيذ عملية مباغتة ضد القوات الإسرائيلية المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا، وذلك من خلال “التسلل إلى خلف خطوطها والاشتباك معها” وهو ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن “نحو 20 مقاتلا من القسام وصلوا لتجمع لقوات إسرائيلية شمال بيت لاهيا ويخوضون قتالا معها”.
وبالتوازي مع كل ذلك، واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق رشقات صاروخية على تل أبيب وعدد من المستوطنات، ودوت صافرات الإنذار في تل أبيب وفي مستوطنات هرتسيليا وكفار سابا ونتيف هعسرا عين هاشلوشا ونيريم وباطيش وناحل عوز وكيبوتس.
وكشفت هذه العمليات والضربات عن تماسك المقاومة الفلسطينية وعدم تأثرها ميدانيا بالقصف الجوي المكثف وغير المسبوق على قطاع غزة، وهو ما يؤكد عجز الجيش الإسرائيلي ولجوءه إلى محاولة الضغط على المقاومة من خلال تصعيد قتل المدنيين.
وعلى ضوء هذه النتائج رصد موقع “يمن إيكو” تقريرا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية نقل عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “إسرائيل أوقفت خطط الغزو البري واستبدلتها بتوغلات محدودة” مشيرين إلى أن هذا القرار جاء بناء على اقتراحات وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
وكانت الصحيفة كشفت في وقت سابق أن مسؤولين أمريكيين أبلغوا إسرائيل بأن خطط اجتياح قطاع غزة تفتقر إلى “أهداف قابلة للتحقق”.
وتوضح هذه المعلومات الصورة المهزوزة والمرتبكة التي برزت ملامحها بجلاء صباح السبت بعد أن أعلن الجيش الاسرائيلي عن بدء التوغل في غزة، فبينما كان هناك ترقب واسع للإعلان عن نتائج مهمة، اكتفت اسرائيل بالحديث عن استهداف “قادة من حماس” لم تسمهم، وتأكيد وجود قواتها على الميدان، الأمر الذي عكس وجود فجوة كبيرة بين الأهداف والعناوين المعلنة للاجتياح، وبين الواقع على الأرض، وهي فجوة تؤكد أن إسرائيل تعيش مأزقا حقيقيا في محاولة الرد على عملية “طوفان الأقصى”.
2 تعليقات