يمن إيكو| أخبار:
قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن المواجهات الدائرة في قطاع غزة جاءت في وقت مليء بالتحديات بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي.
وتوقع بنك “هبوعليم” أن الحرب مع حركة حماس ستكلف الاقتصاد الإسرائيلي ما لا يقل عن 27 مليار شيكل (6.8 مليار دولار).
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن توقعات بنك “هبوعليم” استندت جزئياً إلى بيانات معهد دراسات الأمن القومي (INSS) التي قالت إن خسائر إسرائيل في حرب لبنان الثانية عام 2006 والتي استمرت 34 يوماً، بلغت نحو 9.4 مليار شيكل (2.4 مليار دولار) أو 1.3% من حجم الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل آنذاك.
كما قدّر بنك “هبوعليم” خسائر إسرائيل في معركة “الرصاص المصبوب”، أو عملية الفرقان- كما تسميها حركة الجهاد- بين حماس وجيش الاحتلال خلال الفترة (ديسمبر 2008 – يناير 2009) بنحو 3.3 مليار شيكل (835 مليون دولار).
وأشارت الصحيفة إلى أن حروب إسرائيل الماضية تسببت في شلل جزء من البلاد بسبب القصف المتواصل، لكنها لم تستمر طويلاً لتؤدي إلى إغلاق اقتصادي كامل.
في السياق، قالت وسائل إعلام مختلفة، إن هجوم حركة حماس على الجيش الإسرائيلي والمعارك المتواصلة إثر ذلك الهجوم، ألحقت أضراراً بالغة في الاقتصاد الإسرائيلي، الذي كان يعاني تدهوراً كبيراً نتيجة خطة “الإصلاح القضائي” وهرب المستثمرين إلى الخارج.
وذكرت صحيفة “إندبندنت عربية”، أن هجوم حماس ضرب منطقةً تعتبر مركزاً لأهم المصانع والشركات الاقتصادية، التي لم تكن تتوقع حدوث أي مواجهات، بل فتحت أبوابها لوضعية ازدهار، عقب تقييمات الأجهزة الأمنية بأن جبهة غزة هادئة، فيما الخطر لتصعيد أمني أكثر في الشمال تجاه لبنان، وهو وضع استدعى انتقال عدد من الشركات والمقاولات والعمال إلى الجنوب لضمان العمل في منطقة مستقرة في حال اندلعت الحرب مع لبنان.
وتتحدث المؤشرات، خلال هذه الأيام، عن انهيار الشيكل الإسرائيلي مقابل العملات الأجنبية، خصوصاً الدولار الذي لم يصل منذ أعوام طويلة إلى هذا الارتفاع، حيث تجاوز سعر الصرف 3.95 شيكل للدولار، رغم تدخل البنك المركزي الإسرائيلي بضخ 30 مليار دولار لدعم سوق الصرف لكن بدون جدوى، الأمر الذي يعطي صورة أولية عن مدى الانهيار الاقتصادي الذي تشهده إسرائيل.
صحيفة “غلوبوس” الاقتصادية، نقلت عن الرئيس التنفيذي لمجموعة “بريكو”، يوسي فريمان، قوله إن الوضع سيدفع بالشيكل إلى مزيد من الانخفاض مع تدهور الوضع الأمني في مقابل ارتفاع الدولار واليورو، مضيفاً: “إزاء وضع كهذا على بنك إسرائيل أن يضخ مزيداً من المال للأسواق المحلية، على الأقل إلى أن يستقر سعر صرف الشيكل أمام الدولار”، متوقعاً أنه سيشهد تراجعاً قوياً وسريعاً، على ضوء الأوضاع التي تشهدها إسرائيل.
الباحث الاقتصادي وائل كريم، تحدث إلى “إندبندنت عربية” بالقول إن التراجع الكبير للشيكل أمام العملات الأجنبية يُعدّ مؤشراً واضحاً على أزمة ثقة كبيرة، فالبورصة تشهد انخفاضاً حاداً منذ اليوم الأول من هجوم حماس، وما زالت معدلات التراجع مستمرة، نتيجة هبوط الاستثمارات الخارجية وحال الذعر والهلع والبلبلة لدى المستثمرين المحليين.
الصحيفة ذكرت أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت الجنوب منطقة حرب، والمصانع فيها مغلقة وتعاني نقصاً كبيراً في الأيدي العاملة، لأسباب عدة، منها الخوف من الحرب وسقوط صواريخ المقاومة على أماكن عملهم، إضافة إلى أن النسبة الأعلى من العمال توجهت إلى الحرب كجنود احتياط، وفي مناطق الشمال أيضاً وجهت الجبهة الداخلية الإسرائيلية مؤسسات التعليم والثقافة بعدم الذهاب إلى العمل.
وتواجه المصانع نقصاً في العمال والمنتجات، فالمصانع التي لا تزال تمارس عملها كالمعتاد تعاني نقصاً كبيراً جداً في الأيدي العاملة التي توجهت إلى الاحتياط، في وقت يجب على هذه المصانع إنتاج أضعاف ما تنتجه خلال الأيام الاعتيادية لتعويض النقص بسبب مصانع الجنوب المغلقة.