تقرير خاص-يمن ايكو
قال المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتياً، والشريك في حكومة هادي، إنه مع تفويض التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات، بإدارة الملف الاقتصادي في المناطق الخاضعة لسيطرته جنوب اليمن، وبسبب التحالف وحروبه الاقتصادية والعسكرية، وصلت الأوضاع المعيشية والاقتصادية حداً لا يطاق، بالنسبة لملايين اليمنيين، لاسيما في المناطق الجنوبية والشرقية التي يفرض سيطرةً عليها منذ 2015.
وطالب رئيس ” الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي، من مقر إقامته في أبوظبي، وعبر قناة “سكاي نيوز عربية”، الإثنين، بتمكين التحالف السعودي الإماراتي من الملف الاقتصادي في المناطق التي يسيطر عليها التحالف وحكومة هادي.
واقترح الزبيدي على التحالف تشكيل مجلس اقتصادي لبدء مهمة إنقاذ الوضع الاقتصادي المتدهور، في إشارة إلى “رغبة الانتقالي في إشراكه ضمن المجلس، ولكي يتمكن من ملفات إدارة الوضع الاقتصادي الذي تتحكم به أطراف بارزة في حكومة هادي، أهمها حزب الإصلاح.
وقال الزبيدي إن هناك ضرورة للتوافق على لجنة اقتصادية بإشراف التحالف، وقال إن الأزمة الاقتصادية الحالية لن تنتهي إلا بهذا الحل، مضيفاً بالقول “لدينا موارد كبيرة لا تصل عائداتها للبنك المركزي، والطريقة التي يدار بها الملف الاقتصادي حالياً في اليمن ستسهم في الانهيار”.
وتأتي تصريحات الزبيدي في سياق الصراع بين الشركاء المحليين للتحالف، بشأن عوائد الموارد النفطية والغازية وغيرها من الموارد في مناطق سيطرة التحالف وحكومة هادي، والذي وصل إلى الذروة مع تفاقم انهيارات القطاع المصرفي، وبلوغ قيمة العملة الوطنية أدنى مستويات لأول مرة في تاريخ البلاد.
ولم يتوقف الصراع على الأموال وعوائد المؤسسات الإيرادية في عدن وبعض المحافظات التي كان “الانتقالي” قد أعلن عن سلطة ذاتية فيها، في أبريل من عام 2020، بالرغم من القبول بالمشاركة في حكومة محاصصة جديدة منبثقة عن “اتفاق الرياض” بين طرفي الاتفاق: المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي، وبعد رضوخ الانتقالي لشروط الاتفاق بعودة حكومة هادي من الرياض إلى عدن. وهو ما حدث نهاية ديسمبر 2020.
ويدفع التحالف حثيثاً باتجاه جعل الصراع مستمراً لأهداف تخص طموحاته في السيطرة والتحكم على الموارد والمقدرات في اليمن، لاسيما مناطق النفط والغاز في الجنوب والشرق.
فالإمارات التي تموّل “الانتقالي الجنوبي” وتدعم نشاطاته عسكرياً وسياسياً، في مواجهة أكبر الأطراف المؤثرة في حكومة هادي “حزب الإصلاح”. باتت قادرة على إقناع السعودية بالقبول بتأثيرها في رسم خارطة المنافسة أو التقاسم لمشروع التوسع والاستحواذ جنوباً وشرقاً من البلاد، وتحديداً حيث تتواجد آبار النفط والغاز.
لكن هناك سخطاً شعبياً متنامياً، وهناك عدم رضا بما وصلت إليه الأوضاع معيشياً واقتصادياً وخدماتياً. غير أن التحالف الذي ساعد على هذه الأوضاع وصعّد من مظاهرها وظواهرها، لا يعبأ بما يعنيه هذ السخط، فقد اختبر، خلال السنوات الماضية، الأرضية التي يتحرك عليها في مناطق الجنوب تحديداً.