يمن ايكو
تقارير

📃 الدولار بـ 1600 ريال.. حكومة هادي كحالة فشل وفساد ميؤوس من صلاحها

تقرير_خاص

صعود الدولار في مناطق سيطرة حكومة هادي والتحالف إلى ذروة قياسية غير مسبوقة، ليس بالأخير، كما أنه ليس مستغرباً على حكومة انساقت اختياراً في مسلك مؤامرة تستهدف قيمة العملة الوطنية، وفق حرب علنية لا مواربة فيها، وصعوده لحاجز الـ2000 الريال وربما أكثر، ليس بمستبعد في ظل استمرار البنك المركزي بعدن- الذي يعيش قطيعة مالية مع فروعه ومع المؤسسات الإيرادية في تلك المناطق- في سياسة المضاربة العلنية تحت غطاء المزادات، وإتخام السوق بالكتل الدولارية سواء من تلك المتبقية في خزينته، أو الآتية على شكل منح وقروض تراكم الدين الخارجي على حساب الأجيال المستقبلية.

الأخطر، أن سقوط قيمة الريال اليمني لأدنى قاع في تاريخه، بعد تسجيله اليوم السبت 1600 ريال للدولار الواحد، و420 ريالاً يمنياً للريال السعودي، نقطة تحول جديدة، صنفت الحكومة التي تراقب خرائب الاقتصاد وتداعياتها الكارثية من الرياض، كحالة فساد ميؤوس من صلاحها، من وجهة نظر الاقتصاديين المحسوبين عليها، ومن وجهة نظر مواطني تلك المناطق الذين وقعوا ضحية مطحونة بين شقي الرحى (انهيار القدرة الشرائية، وارتفاع الأسعار).

استمرار انهيار العملة الوطنية بصورة يومية، أو بين ساعة وأخرى، صار يشكل وقوداً لمسار قسوة الاحتكاك المحركة لشقي الرحى بأيادي التحالف وحكومة هادي على أنين الجوعى من الأطفال والنساء والعاطلين والموظفين، المنتظرين لبقايا راتب صارت قيمته لا تفي بشراء زيت الطبخ، فضلاً عن الدقيق والغاز والأرز وفواتير خدمات المياه والكهرباء وغيرها، التي يحصل عليها المواطن يوماً في الأسبوع، وإن حسن حظه يومين في الأسبوع.

هذه الحالة المتفاقمة في مختلف مناطق سيطرة التحالف، دفعت بالمواطنين وتحت ضغط المعاناة، إلى التسليم باليأس التام، من أي دور لحكومة هادي التي يصفونها بالفاسدة والفاشلة، للحد من معاناتهم، وتحسين أوضاعهم المعيشية، وإيقاف فوضى انهيار قيمة الريال وارتفاع الأسعار، مؤكدين أن هذا اليأس لا يعني التسليم بالأمر الواقع فيما يتعلق بسياسة حكومة هادي وممارسات التحالف، بل يعني الاتجاه نحو تصعيد الأحداث حتى تغيير أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية إلى الأفضل.

مواطنو عدن دعوا، السبت، لتنفيذ احتجاجات واسعة تشمل إضراب جميع الموظفين والعاملين في مشاريعهم، في القطاعين العام والخاص، والبقاء في منازلهم لمدة أسبوع متواصل.. مطالبين أصحاب المحلات التجارية بالتوقف عن أعمالهم، وملاك السيارات بعدم استخدامها والتوقف عن شراء البنزين لمدة أسبوع.

وتعبيراً رمزياً عن حالة اليأس النابع من فشل حكومة هادي في معالجة الأزمات المتفاقمة، وعدم الجدوى من بقائها بعد أن تحولت إلى أداة وفساد تشرعن للتحالف نهب موارد البلاد، تظاهر المئات من مواطني مدينة تعز، السبت، حاملين جنازة رمزية لكيس القمح عبوة 50 كيلو جراماً، الذي وصل سعره إلى 50 ألف ريال، وهو سعر خارج عن قدرة المواطن والموظف الشرائية، وجابت التظاهرات والاحتجاجات الشعبية شوارع المدينة، منددة بتدهور العملة المحلية وارتفاع أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، وغلاء المعيشة وانقطاع المرتبات.

وشهد ريف محافظة تعز، الواقع تحت سيطرة التحالف، تظاهرات مماثلة، في مديرية جبل حبشي، نددت بالارتفاع المستمر والمتصاعد لأسعار السلع وتفاقم الوضع المعيشي، رافعة لافتات تتهم الحكومة بتعمد انهيار العملة وتجويع الشعب، كما ردد المتظاهرون هتافات: “الغلاء زاد يا حكومة الفساد”، “جاوعين جاوعين، ارحل ارحل يا معين”.

لحج وحضرموت والمهرة وشبوة، وغيرها من مناطق سيطرة التحالف، ليست الأفضل حالاً، فقد شملتها ارتدادات ثالوث انهيار قيمة الريال، وتردي قدرة المواطن الشرائية، وارتفاع الأسعار على كل جوانب وتفاصيل الحياة اليومية، بما فيها خدمات الكهرباء والمياه والمواصلات، غير أن هذه المعضلات ليست حدود الكارثة، فالأوضاع الاقتصادية والمعيشية مرشحة لمزيد من التردي واستمرار انحدار قيمة الريال نحو السقوط.. مع استمرار ارتكاز سياسات بنك مركزي عدن على المزادات العلنية لبيع وشراء العملات، ووفق خطاب تبريري اعتبره مراقبون مكابرة واضحة على الحقيقة الناصعة المتمثلة للآثار السلبية لهذه المزادات، مؤكدين أن سعر الدولار نحو 1420 ريالاً عندما أعلن البنك المزاد الأول قبل ثلاثة أسابيع، واليوم بلغ سعر الدولار 1600 ريال.

التقارير الدولية حذرت مراراً من استمرار انهيار قيمة العملة، مؤكدة أن اليمن يشهد أسوأ أزمة إنسانية في الاقتصاد والأمن الغذائي؛ نتيجة استمرار النزاع المسلح منذ ما يقارب السنوات السبع.. وكان البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة كشف الأسبوع الماضي عن تكبد الاقتصاد اليمني خلال سبع سنوات من الصراع، خسائر بلغت 126مليار دولار، لافتاً إلى أن أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، وأن 80% بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية الطارئة.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً