يمن إيكو|تقرير:
حذر الممثل الدائم لروسيا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، اليوم الإثنين، من استمرار تزايد موجة العنف في الشرق الأوسط بفعل الممارسات الإسرائيلية، مؤكداً أن اليمن تعرض لعدوان حقيقي إسرائيلي أمريكي بريطاني، وأنه لا يوجد أي مبرر لـ”ربط” التسوية اليمنية بالعمليات الإقليمية.
وأكد نيبينزيا- خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدها بشأن اليمن- أن مصادر التوتر اليوم في منقطة الشرق الأوسط هي الإجراءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، الأمر الذي يثير الرفض والإدانة في “الشارع العربي”، مديناً التصعيد بين إسرائيل- التي تدعمها أمريكا وبريطانيا- وقوت حكومة صنعاء (الحوثيين).
وأكد أن الهجمات الإسرائيلية- في 19 ديسمبر- والتي جرت بمشاركة البحرية الأمريكية أولاً ثم “التحالف” الأنجلوسكسوني بأكمله في البحر الأحمر، قتلت ما لا يقل عن 9 أشخاص، وطالت العاصمة صنعاء وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، بالإضافة إلى مهاجمة خزانات الوقود ومحطة توليد الكهرباء والقاطرات البحرية، وألحقت أضراراً جسيمة بالبنية التحتية للميناء، وهذا أمر يستحق الإدانة.
ولفت إلى أن المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل الإعلام الإسرائيلية، تثير القلق من أن هجوم الجيش الإسرائيلي على الموانئ اليمنية كان مخططاً له مسبقاً، وأنه بحلول الوقت الذي أطلق فيه الحوثيون الصاروخ في 19 ديسمبر كانت المقاتلات الإسرائيلية في الجو بالفعل، في إشارة ضمنية إلى أن الصاروخ اليمني كان رد فعل على العملية الإسرائيلية المخطط لها مسبقاً.
وتبعاً لذلك، أكد المندوب الروسي أن اليمن تعرض لعدوان حقيقي من الجو في الأيام الأخيرة. مشيراً إلى أن الضربات الإسرائيلية الجديدة المدعومة من الولايات المتحدة على صنعاء والموانئ اليمنية على البحر الأحمر- في 24 ديسمبر- استهدفت محطات النفط ومحطات الكهرباء، فضلاً عن مطار صنعاء الدولي، لحظة وجود وفد أممي رفيع المستوى، بقيادة السيد غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية.
وتابع قائلاً: لقد كانت مجرد معجزة أنه لم يصب بأذى، وأنه وفقاً لشهادته الخاصة، تم تدمير الأشياء حرفياً على بعد أمتار قليلة من المكان الذي يوجد فيه رئيس منظمة الصحة العالمية. قُتل شخصان على الأقل نتيجة الهجوم على مبنى المطار. وأصيب أحد أفراد طاقم الطائرة التي كانت تقل الوفد، والتي كانت بالمناسبة في صنعاء لإجراء مفاوضات حول الوضع الإنساني في البلاد، وحول مسألة إطلاق سراح موظفي الأمم المتحدة المحتجزين.
وأشار إلى أن ذلك الاستهداف (الإسرائيلي الأمريكي البريطاني) يعني أن ما أسماه “الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى- اللتين ادعتا نفاقاً بذل كل ما في وسعهما من أجل إطلاق سراحهم- عرّضتا مفاوضي الأمم المتحدة للخطر، حاثاً مجلس الأمن على الاستجابة لبيان الأمين العام للأمم المتحدة باعتبار الهجمات على صنعاء والموانئ على البحر الأحمر تشكل تهديداً خطيراً للعمليات الإنسانية في وقت يحتاج ملايين الأشخاص في اليمن إلى المساعدة الإنسانية.
وقال أيضاً: “من الصعب وصف تصرفات إسرائيل و”التحالف” الأنجلوسكسوني بأنها أي شيء آخر غير التصعيد المتعمد الذي أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين في اليمن”.
واستهجن إعلان القيادة العسكرية الإسرائيلية صراحة أنها تعتزم مواصلة عمليتها في اليمن، بهدف شل أنشطة الموانئ الثلاثة المذكورة، والتي تظل أهم شريان لإمداد هذا البلد بالإمدادات الإنسانية. داعياً الأطراف المشاركة في الأعمال العدوانية ضد اليمن إلى الامتناع عن الخطوات التصعيدية، وأنه يجب اتخاذ تدابير لحماية اليمنيين العاديين والعاملين في المجال الإنساني.
ونبّه المندوب الروسي إلى أنه “في شهر يناير، سيكون قد مر عام على بدء الأعمال العسكرية غير المشروعة من قبل مجموعة من الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى ضد أراضي اليمن ذات السيادة”، مضيفاً، أن هذا “التحالف” الذي نصب نفسه تحت الاسم الساخر “حارس الازدهار” لا يحل المشاكل، بل يؤدي فقط إلى تفاقمها ويجلب المزيد والمزيد من الدمار لليمن.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة وأقمارها الصناعية شنت، الجمعة الماضية، مرة أخرى ضربات واسعة النطاق على أرض اليمن التي طالت معاناتها، حاثاً أعضاء مجلس الأمن على عدم التضليل، فهذه الهجمات لا علاقة لها بممارسة حق الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. ولا يمكن تبريرها سواء بالقانون الدولي أو بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2722.
واعتبر ممثل روسيا في مجلس الأمن، تصرفات ما يسمى بـ “التحالفات” انتهاكاً صارخاً للمادة الثانية من ميثاق المنظمة، وأنها لا تخفف التوترات حول اليمن، بما في ذلك الاضطرابات في البحر الأحمر فحسب، بل إنه يحفز أيضاً على المزيد من التصعيد ويقوض التقدم في عملية التسوية بين اليمنيين.
وقال أيضاً: “يجب حل المشاكل اليمنية حصراً من خلال الطرق الدبلوماسية. لقد حاولنا منذ فترة طويلة أن ننقل هذه الفكرة البسيطة إلى زملائنا في المجلس، ولكن بعضهم، للأسف، ما زال يتظاهر بأنه لا يسمع نداءاتنا”.. مضيفاً: إن “الوضع في اليمن اليوم يميل إلى التفاقم، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع كل الجهود السابقة لتحقيق التسوية التي تم التوصل إليها بهذه الصعوبة”.
وأكد أن مفتاح حل التناقضات في اليمن وما حولها يكمن في تحفيز عملية التسوية الداخلية، وعلى سبيل الأولوية، من الضروري البدء في أقرب وقت ممكن في تنفيذ “خارطة الطريق” المقابلة، والتي تم الاتفاق عليها تقريباً بمشاركة الأمم المتحدة ودول المنطقة. نحن على قناعة راسخة بأن التقدم على المسار السياسي في هذا البلد سوف يستلزم تقليص النشاط العسكري لمن أسماهم “أنصار الله” ومن ثم وقفه.
ودعا المندوب الروسي، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، غروندبيرغ، إلى تسريع الخطوات اللازمة وإضفاء الطابع الرسمي على الاتفاقيات ذات الصلة، مع الأخذ في الاعتبار المصالح المشروعة لجميع القوى السياسية الرائدة في هذا البلد والحوار المباشر بمشاركة جميع الأطراف، بما في ذلك أنصار الله.
وتابع قائلاً: لا نرى أي مبرر لـ”ربط” التسوية اليمنية بالعمليات الإقليمية، ولا أي سبب يجعل الشعب اليمني ينتظر حتى يعم السلام العام في الشرق الأوسط الكبير قبل أن يبدأ في تحسين الوضع في بلده”، مشدداً على ضرورة الوقف المبكر للأعمال العدائية في غزة، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن إقامة الدولة الفلسطينية، من أجل إيجاد حل إقليمي مستدام.