يمن إيكو|ترجمة:
قال موقع “ميدل إيست آي” إن الإدارة الأمريكية الجديدة ستواجه تحديات فيما يتعلق بالتعامل مع قوات صنعاء وهجماتها المستمرة على إسرائيل وعلى السفن المرتبطة بها وبالولايات المتحدة وبريطانيا، خصوصاً في ظل مخاوف دول الخليج بشأن عودة الضربات اليمنية، واهتزاز ثقتها في الحماية الأمريكية.
وتحت عنوان “هل سيستطيع الرئيس الأمريكي القادم تقليص نفوذ الحوثيين في البحر الأحمر؟” نشر الموقع، اليوم الثلاثاء، تقريراً رصده وترجمه “يمن إيكو” تناول فيه الطرق المحتملة التي ستتعامل بها الإدارة الأمريكية القادمة مع ملف اليمن.
واعتبر التقرير أن “اليمن مثل صدعاً مبكراً في نهج إدارة بايدن تجاه الشرق الأوسط”.
وأضاف أن “الدعم الأمريكي للحرب التي تشنها المملكة العربية السعودية على اليمن، والذي يعود إلى عهد إدارة أوباما، أثار غضب الديمقراطيين التقدميين، وفي سباق رئاسي متقارب في عام 2020 مع الرئيس السابق دونالد ترامب، جعل بايدن إنهاء الحرب هدفاً لحملته الانتخابية، ولكن عندما وصل بايدن إلى البيت الأبيض، أثار انتقاده لحملة القصف التي شنتها المملكة العربية السعودية غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأدى قرار الولايات المتحدة بتعليق عمليات نقل الأسلحة الهجومية إلى شريكها الغني بالنفط وسحب أنظمة الدفاع الجوي من المملكة عندما كانت لا تزال تتعرض لهجوم الحوثيين، إلى تأجيج شكوك المملكة العربية السعودية في التزام الولايات المتحدة بأمنها”.
وبحسب التقرير فإن “إحدى الطرق التي أعاد بها البيت الأبيض إحياء العلاقات كانت بدء مفاوضات لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل”.
ونقل التقرير عن مسؤول عربي كبير سابق قوله: “إن سياسة بايدن في اليمن حددت في الواقع مسار الكثير من تصرفات أمريكا في الشرق الأوسط خلال السنوات الأربع الماضية، وسوف تتجه أنظار الجميع إلى كيفية تعامل الإدارة المقبلة مع الحوثيين”.
وأشار التقرير إلى أن “الحوثيين يعملون على توسيع نفوذهم على نحو يتحدى الولايات المتحدة في ممر تجاري حيوي”، في إشارة إلى البحر الأحمر وباب المندب، لافتاً إلى أن “التعامل مع التهديد الحوثي أدى إلى انقسام مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية، وكذلك انقسام الولايات المتحدة عن شركائها العرب”.
وذكر أنه “عندما ذهبت إدارة بايدن للبحث عن شركاء محليين للانضمام إلى مهمتها، التي أطلق عليها اسم عملية حارس الرخاء، انضمت البحرين فقط”.
وبحسب التقرير فإنه “من المرجح أن يواجه الرئيس الأمريكي المقبل ضغوطاً من مسؤولي الدفاع لتوسيع العمليات ضد الحوثيين، ولكن مسؤولين يشككون في إمكانية توسيع نطاق الصراع”.
ونقل التقرير عن جيرالد فايرستاين، السفير الأمريكي السابق في اليمن خلال فترة إدارة أوباما، قوله إن “الطريقة الأكثر مباشرة للولايات المتحدة لوقف هجمات الحوثيين هي التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”.
وأضاف: “إذا انتهت هذه الحرب، فإن ذريعة الحرب ستزول. وسيكون من الصعب على الحوثيين تبرير هجماتهم”، مشيراً إلى أنه “خلال الهدنة القصيرة بين حماس وإسرائيل في نوفمبر الماضي، عندما تم إطلاق سراح الرهائن في غزة، تراجعت هجمات الحوثيين بشكل كبير”.
وقال فايرستاين إن “وقف إطلاق النار من شأنه أن يسهل على الولايات المتحدة إقناع شركاء مثل مصر والمملكة العربية السعودية بفرض عقوبات مالية على الجماعة”، حسب ما نقل التقرير.
ونقل التقرير عن مسؤول أمريكي مرتبط بالحملة الانتخابية للمرشحة كاملا هاريس، قوله إن “التفكير بالتصعيد التدريجي سيجد صدى في فريق السياسية الخارجية لها”، وفي المقابل قد يذهب ترامب إلى إعادة تصنيف “أنصار الله” كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو التصنيف الذي سيكون له تأثير على الوضع الإنساني والاقتصادي في اليمن، بحسب التقرير.
ووفقاً للتقرير فإن “شركاء الولايات المتحدة في الخليج يشعرون أيضاً بالقلق من الانضمام إلى أي حرب جديدة في اليمن، حيث يقول محللون إن تجربة السعودية والإمارات في اليمن جعلتهما يشككان في نهج إدارة بايدن تجاه اليمن منذ البداية”.
ونقل التقرير عن سينزيا بيانكو، الخبيرة في شؤون الخليج في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها: “لقد ثبط شركاء الولايات المتحدة في المنطقة – أي دول الخليج – أي استجابة عسكرية فقط، وخاصة الاستجابة التي لن تكون قصيرة وحازمة وحاسمة بل تكتيكية”.
وأضافت أن “حجتهم كانت أن مثل هذه الحملة [المحدودة] لن تردع الحوثيين بل ستشجعهم بدون المساس بقدراتهم مرة واحدة وإلى الأبد، وهذا صحيح”.
وبحسب التقرير فإن الحرب في اليمن “شوهت الصورة العامة للمملكة العربية السعودية”، مشيراً إلى أن “ولي العهد محمد بن سلمان يحاول ضمان عدم خروج برنامجه (رؤية 2030)، المصمم لجذب الاستثمار الأجنبي والسياح، عن مساره بسبب انخفاض أسعار النفط أو الحروب الخارجية”.
وأضاف أن هناك مخاوف لدى السعودية “من أن الحوثيين قد يستأنفون الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على المملكة”، معتبراً أنه “بهذه الطريقة، فقد ساهم الحوثيون في إضعاف بريق المظلة الأمنية الأمريكية”.
وقال التقرير إن “الأحداث المحلية في اليمن قد تقود في المستقبل حسابات الولايات المتحدة وشركائها العرب”.