يمن ايكو
أخبارتقارير

هل افتقر الأمريكيون إلى “نهج أكثر عدوانية” ضد قوات صنعاء أم أنهم فعلوا ما بوسعهم وفشلوا؟

يمن إيكو|تقرير:

مع انسحاب السفن الحربية الأمريكية والبريطانية وحاملات الطائرات الأمريكية (أيزنهاور) تصاعد الحديث عن “هزيمة” واشنطن في البحر الأحمر بحسب توصيف صحيفة “تلغراف” ووكالة “بلومبرغ”، وفيما يزعم محللون وضباط أمريكيون أن السبب في العجز عن ردع قوات صنعاء هو التردد وعدم ممارسة الضغوط والأساليب العدوانية الكافية فإن تصريحات مسؤولين وضباط أمريكيين ومحللين آخرين تؤكد أن هذه ليست القضية.

في تقرير جديد نشرته قبل يومين، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، نقلت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية عن محللين قولهم إن إدارة بايدن- هاريس بحاجة إلى “نهج أكثر عدوانية” في عملياتها ضد قوات صنعاء.

وذكّر التقرير بأن قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل كوريللا، كان قد وجه في وقت سابق رسالة إلى وزير الدفاع لويد أوستن قال فيها إن “السياسات الحالية فشلت في تحقيق التأثير المطلوب على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر”، كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، داعياً إلى “اتباع نهج حكومي كامل في التعامل مع هذه القضية، والذي يشمل الضغط الاقتصادي والدبلوماسي بالإضافة إلى الضغط العسكري الأقوى لثني الحوثيين عن حملتهم ضد السفن الشحن في المنطقة”.

وأشار التقرير إلى أن أحد المسؤولين قال لوول ستريت جورنال إن “نبرة الرسالة صدمت بعض أعضاء وزارة الدفاع، وخاصة إصرار كوريللا على أن “أعضاء الخدمة الأمريكية سيموتون إذا استمررنا في السير على هذا النحو”.

وكانت مسألة “اتخاذ نهج أكثر عدوانية” قد ترددت كثيراً في حديث العديد من المحللين الأمريكيين وفي تصريحات ضباط في البحرية الأمريكية، منهم مارك ميجيز القائد السابق لمجموعة حاملة الطائرات (أيزنهاور) والذي قال في تصريحات على منصة يوتيوب إنه “تم اقتراح استراتيجيات أكثر عدوانية لكن القيادة رفضتها”.

ومع ذلك، فإن المسألة في نظر مسؤولين وضباط ومحللين آخرين لا تبدو مسألة “تقصير” أو قصور في الاستراتيجيات، كما ترى هذه التصريحات والتحليلات، بل ببساطة مسألة انعدام للحلول.

هذا ما يؤكده تصريح نقلته شبكة “فوكس نيوز” عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي شون سافيت، جاء فيه: “الولايات المتحدة قد استخدمت بشكل عدواني نهجاً حكومياً كاملاً رداً على الحوثيين، بما في ذلك العقوبات، وإدراج المجموعة كمنظمة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص، وتعطيل خطوط إمداد المجموعة”، حسب تعبيره.

ويعني هذا التصريح أن الولايات المتحدة قد فعلت كل ما يمكنها القيام به في إطار محاولة ردع قوات صنعاء، لكنها فشلت، وهذا ما يراه موقع “أنهيرد” البريطاني الذي نشر قبل أيام تقريراً رصده وترجمه “يمن إيكو”، جاء فيه أنه “على عكس قول الكثيرين إن الولايات المتحدة تلعب بالقفازات وتفتقر للإرادة، فإن هذا ليس هو الحال حقاً، إذ حاولت الولايات المتحدة، بأفضل ما في وسعها، تحديد واستهداف أسلحة الحوثيين ومواقع الإطلاق داخل اليمن بدقة، ولكن هناك مشكلة واحدة فقط: إنها لا تستطيع ذلك”.

وتنسجم هذه القراءة مع العديد من تصريحات قادة وضباط البحرية الأمريكية التي أكدت أن المشكلة ليست في الافتقار إلى نهج أكثر عدوانية، فقد صرح قائد الأسطول الخامس جورج ويكوف الشهر الماضي بأنه “لا يمكن تطبيق سياسات الردع الكلاسيكية” ضد قوات صنعاء، وقد تكررت التصريحات الواضحة بأن ما حدث في البحر الأحمر هو “المعركة الأشد كثافة منذ الحرب العالمية الثانية”.

وقال قائد المدمرة “يو إس إس لابون” إريك بلومبرغ، لوكالة أسوشيتد برس، في وقت سابق: “لا أعتقد أن الناس يدركون حقاً مدى خطورة ما نقوم به ومدى التهديد الذي لا تزال تتعرض له السفن”.

ومن المعلوم أن الولايات المتحدة قد حاولت أيضاً ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على حكومة صنعاء، بالتوازي مع الجهود العسكرية، من أجل وقف العمليات البحرية، حيث كشفت وكالة “بلومبرغ” في يونيو الماضي أن الولايات المتحدة قامت بتعليق اتفاقات خارطة الطريق بين حكومة صنعاء والسعودية حتى وقف هجمات البحر الأحمر، كما دعمت قرارات البنك المركزي في عدن لنقل البنوك التجارية من صنعاء، والتي كانت تهدف للضغط على حكومة صنعاء من أجل وقف تلك الهجمات البحرية، قبل أن يتم إلغاء تلك القرارات لاحقاً بفعل تهديدات خطيرة وجهها قائد “أنصار الله” للمملكة.

ووفقاً لذلك فإن الحديث عن الحاجة إلى نهج شامل وأكثر عدوانية لا يبدو أكثر من تلاعب بالكلمات ومحاولة لتبرير العجز عن تحقيق الردع الأمريكي في البحر الأحمر، وصرف الانتباه نحو أسباب لا تنطوي على اعتراف بواقع نجاح قوات صنعاء في مواصلة وتصعيد عملياتها المساندة لغزة، وفشل الحشد الكبير من السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والأوروبية في وضع حد لذلك.

مواضيع ذات صلة

أترك تعليقاً