يمن إيكو|خاص:
قال المعهد الأمريكي للسلام إن هجوم قوات صنعاء على تل أبيب يوم الجمعة الماضي، أثبت قدرتها على الوصول إلى البحر المتوسط وكشف أن الدفاعات الإسرائيلية المتقدمة غير حصينة بشكل كامل، مشيراً إلى أن التكنولوجيا المتقدمة التي تملكها قوات صنعاء تشكل تهديداً بعيد المدى لإسرائيل، عواقبه أكبر من هجوم الجمعة الماضية.
ونشر المعهد، أمس الأربعاء، تقريراً رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “الهجوم المميت للحوثيين بطائرة بدون طيار على تل أبيب، كان ذا ثقل رمزي ليس فقط لأنه كان المرة الأولى التي يقتل فيها الحوثيون إسرائيلياً، ولكن أيضاً لأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية كانت تحمي المركز الاقتصادي والثقافي من جميع الضربات المتفرقة تقريباً”.
وأضاف أن “الضربة أثبتت أيضاً أن الحوثيين قادرون على الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. فقد أعلنوا عن عمليات ضد السفن في البحر الأبيض المتوسط في مايو، لكن الهجمات لم يتم تأكيدها بشكل مستقل. ولسنوات، امتلك الحوثيون عدة أنواع من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي يمكنها نظرياً الوصول إلى هذا الحد، لكنهم لم يثبتوا هذه القدرة حتى جاءت ضربة تل أبيب”.
واعتبر التقرير أنه “برغم أن الضربة كانت تصعيداً، إلا أنها كانت تتناسب مع النمط العام لهجمات الحوثيين” مشيراً إلى أن قوات صنعاء “متخصصة في التكتيكات غير المتكافئة التي ساعدتها على تحدي الخصوم بترسانات أكثر تطوراً وقوات أكبر”.
وقال إن “الضربة على تل أبيب تعكس براعة الحوثيين وكيف أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية المتقدمة ومتعددة الطبقات ليست غير قابلة للاختراق”.
وبحسب التقرير فإن “الجانب الأكثر حداثة في الهجوم هو مسار الرحلة غير المباشر للطائرة بدون طيار من اليمن، حيث سافرت الطائرة بدون طيار غرباً فوق البحر الأحمر إلى إريتريا، ثم اتجهت شمالاً وحلقت فوق السودان ومصر إلى البحر الأبيض المتوسط ثم اقتربت من تل أبيب من الغرب، وفقاً لتحقيق أجرته القوات الجوية الإسرائيلية، فقد ركزت القوات الإسرائيلية بشكل أكبر على الهجمات من الشمال من قبل حزب الله، ومن الشرق من قبل الجماعات العراقية ومن الجنوب من قبل الحوثيين. لذا، كان الهجوم من الغرب أمراً غير معتاد”.
وأشار التقرير إلى أن “الحوثيين تحملوا الغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة في اليمن ويبدو أنهم لم يتراجعوا، وكانت مجموعة الهجمات الناجحة على السفن، ومؤخراً إسرائيل، بمثابة نعمة إضافية”.
وقال إنه “بالنسبة لإسرائيل، فإن مزيجاً من حماس وحزب الله والآن- من مكان أبعد- تهديدات الحوثيين، هو مظهر آخر لما أطلق عليه الإسرائيليون (حلقة النار) حول البلاد”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تواجه تحدياً مزدوجاً يتمثل في عدم تفاقم الشعور بانعدام الأمن بين مواطنيها وفي الوقت نفسه إعادة إرساء الردع”.
وأضاف: “بالنسبة لإسرائيل، فإن مكاسب الحوثيين ومناوراتهم تشكل تطورات غير مرغوب فيها في سلسلة الأزمات والمعضلات التي رافقت الحرب، فمن ناحية، يبعد الحوثيون مسافة 1000 ميل ولا يشكلون التهديد الأمني الأكبر الذي تواجهه إسرائيل، حيث تشكل حماس واستقرار الضفة الغربية وحزب الله أولويات أعلى…. ولكن التكنولوجيا الأكثر تقدماً في أيدي الجماعة تمثل تهديدات بعيدة المدى ذات عواقب أعظم من ضربة الطائرات بدون طيار التي وقعت يوم الجمعة في تل أبيب”.