يمن إيكو|خاص:
قال الباحث الأمريكي في معهد كوينسي لسياسات الحكم الرشيد، ستيفن سيمون، إن الولايات المتحدة تواجه وضعاً معقداً في اليمن حيث لا يبدو أن النهجين الدبلوماسي والعسكري يحققان أي نتائج في سبيل وقف عمليات قوات صنعاء ضد إسرائيل وضد السفن المرتبطة بها وبالولايات المتحدة وبريطانيا، مشيراً إلى أن على واشنطن الضغط لوقف إطلاق النار في غزة وحث إسرائيل على عدم شن هجمات إضافية على اليمن.
وكتب سيمون في تحليل نشره موقع “وور أون ذا روكس” الأمريكي، اليوم الخميس، ورصده وترجمه موقع “يمن إيكو”: “ماذا ينبغي لأي دولة أن تفعل حين يصبح العملان العسكري والدبلوماسي عاجزين عن تحقيق أي نتيجة؟ هذا هو الوضع الذي تجد الولايات المتحدة نفسها فيه اليوم: فالتصعيد العسكري لن يجبر الحوثيين على وقف حملتهم ضد السفن أو هجماتهم على إسرائيل، ولن تجبرهم الدبلوماسية على ذلك أيضاًــ على الأقل حتى الآن”.
وأضاف: “إن تكثيف استخدام القوة من شأنه أن يعزز الشرعية الإقليمية للحوثيين وسيطرتهم على اليمن، وفي الوقت نفسه، فإن ذلك من شأنه أن يجر الولايات المتحدة إلى صراع لا يمكنها الفوز به، مما يجعل من الصعب الحد من الخسائر عندما يحين الوقت، كما أن من شأنه تحفيز إسرائيل على تعميق مشاركتها، مما يخلق حلقة مفرغة سلبية تتورط فيها الولايات المتحدة بشكل أكبر، وتتجاوز هذه المخاطر أهمية البحر الأحمر بالنسبة للمصالح الأمريكية”.
وبحسب سيمون فإن “التحدي الحوثي سوف ينخفض في نهاية المطاف، وسوف تهدأ حرب غزة، مما يمكن الحوثيين من إعلان النصر، وفي غضون ذلك، ينبغي لواشنطن أن تمهد الطريق لعملية دبلوماسية تضمن وقف إطلاق النار من جانب الحوثيين وتقلل من احتمالات تكرار السيناريو نفسه”.
وأضاف أن “الضغوط تتزايد في واشنطن للتحول إلى الهجوم ضد الحوثيين، والصبر ينفد مع اتباع نهج لا يعطي النتائج المتوقعة، ولكن الإكراه هو أصعب خدعة يمكن تنفيذها في العلاقات الدولية، وخاصة عندما تكون التكلفة بالنسبة للفاعل الذي يحاول إجبار الطرف أكثر من تكلفة الطرف المستهدف”.
وأشار إلى أن هناك عدة تعقيدات بشأن استهدف اليمن منها “الاعتقاد بأن الفشل في شن الهجوم يشير إلى الضعف ويدعو إلى المزيد من العدوان، والقلق بشأن المصداقية هو الشقيقة التوأم لهذا، فبعد إعلان المصالح الأمريكية والقوات الملتزمة، نحتاج إلى إظهار النتائج، وإذا لم نفعل ذلك، فسوف يسخر الخصوم من الالتزامات المستقبلية بالقوة العسكرية”.
وأضاف أن “إبقاء مجموعة حاملة الطائرات محاصرة في البحر الأحمر أمر غير حكيم ويعاقب الطواقم والمعدات”.
وتابع: “لماذا لا نضغط على الزناد؟ دعونا نحصي الأسباب: فعلى المستوى التكتيكي، يتمتع الحوثيون بعمق إقليمي كبير، وإلى جانب مدى ذخائرهم، فإن ذلك يعقد إلى حد كبير الاستهداف الفعال للقاذفات المتنقلة، إنه يشبه البحث عن إبرة في كومة قش ضخمة، كما أن الإنتاج والتخزين الموزع للمنصات والرؤوس الحربية يجعل الاستهداف اقتراحاً صعباً”.
واعتبر أن “هذه ليست سوى التحديات العملياتية، فالأمر يزداد سوءاً، إذ أن الضربات ضد أراضي الحوثيين من شأنها أن تعزز قبضتهم وبالتالي تزيد من حافزهم لتنفيذ هجمات ضد السفن، وأصول أسطول عملية حارس الرخاء، وإسرائيل”.
وقال إن “النهج الأمريكي يتجنب بدء معركة لا يستطيع إنهاءها نظراً للمزايا الطبيعية التي يتمتع بها الحوثيون، وحصانتهم النسبية في مواجهة الهجمات الجوية، وسيطرتهم المحكمة على مصيرهم السياسي”.
ورأى أنه “لكي يستمر هذا النهج، فمن الضروري أن تقنع الولايات المتحدة إسرائيل بالحفاظ على موقف دفاعي في مواجهة المزيد من الاستفزازات الحوثية وعدم تنفيذ هجمات انتقامية متجددة، وينبغي أن تكون الأولوية للولايات المتحدة هي طمأنة الحكومة الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة ستواصل دمج دفاعاتها الجوية الإقليمية مع الدفاعات الإسرائيلية لحرمان الحوثيين من احتمال شن أي هجمات ناجحة أخرى ضد الأراضي الإسرائيلية، وربما تفعل واشنطن هذا بالضبط الآن”.
وقال إن فرض عقوبات اقتصادية “ليست فكرة عظيمة، وخاصة عندما يعاني اليمن بالفعل من كارثة إنسانية”، مشيراً إلى أنه “ينبغي أن تكون الخطوة الأولى هي الاستمرار في الضغط من أجل وقف إطلاق النار في غزة”.
واعتبر أنه “بالنسبة للمصالح الأمريكية، تشير الحقائق إلى أن أفضل طريقة للحفاظ على هذه المصالح هي الحفاظ على الموقف الأمريكي الحالي، الذي يتمتع بدعم متعدد الأطراف ويتجنب التصعيد الذي يمنع استراتيجية الخروج حتى في حين يعمل على تعزيز عدو مصمم”.