يمن إيكو| خاص:
أبدت السعودية تجاوبا واضحا مع تحذيرات حكومة صنعاء، من خلال التراجع عن دعم التصعيد الذي كانت الحكومة اليمنية قد تبنته عن طريق قرارات البنك المركزي في عدن وإغلاق مطار صنعاء واحتجاز الحجاج، وهو تراجع جاء بعد أن تلقت الرياض تهديدات بعضها معلن وبعضها غير معلن من قبل حكومة صنعاء وقيادة الحوثيين.
وفي تصريحات جديدة نشرتها قناة الحدث السعودية، يوم الخميس الماضي، ورصدها موقع يمن إيكو، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن: “خارطة الطريق اليمنية جاهزة ومستعدون للعمل وفقا لها”.
وأضاف: “نتمنى أن نتمكن من التوقيع على خارطة الطريقة اليمنية في أقرب وقت ممكن”.
وقال: “نحتاج للانتقال الى حالة أفضل لأن الأوضاع في اليمن لا تزال صعبة لا سيما على الصعيد الاقتصادي”.
وتابع: “نعتقد أنه بالتوقيع على خارطة الطريق سيكون بوسعنا المضي قدما ونأمل أن يحدث ذلك عاجلاً وليس آجلاً”.
وجاءت هذه التصريحات بعد ساعات من كلمة ألقاها قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، ذكر فيها أن الولايات
المتحدة تدفع بالسعودية للتصعيد ضد اليمن في الملف الاقتصادي من أجل الضغط على قوات صنعاء لوقف عملياتها المساندة لغزة، وقال إنه سيتحدث في كلمته القادمة بمناسبة العام الهجري الجديد (غدا الأحد) عن هذا الموضوع بالتفصيل، كما قال إن السعودية تتعنت في إعادة الحجاج الذين علقوا في السعودية بعد أن رفضت شركة “اليمنية” نقلهم إلى مطار صنعاء، من أجل الضغط على حكومة صنعاء لإعادة الطائرات المتواجدة في المطار، وهو ما تزامن مع إيقاف رحلات المطار من وإلى الأردن لمدة تزيد عن أسبوع.
لكن بعد 24 ساعة من خطاب الحوثي، أعلنت حكومة صنعاء مساء أمس الجمعة عن عودة الحجاج العالقين في السعودية، وقالت قناة المسيرة الناطق باسم “أنصار الله” الحوثيين، إن ذلك جاء بعد “تحذيرات وجهتها القيادة للسعودي من عواقب التلكؤ والمماطلة”.
وبرغم أن الناطق باسم شركة اليمنية (في إدارة عدن) كان قد ربط عودة الحجاج العالقين بتسليم أربع طائرات موجودة في مطار صنعاء، فإن ذلك الشرط لم يتحقق في النهاية، الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن إعادة الحجاج كان قرارا سعوديا.
وبالتزامن أعلن مدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، في تدوينة رصدها “يمن إيكو” على منصة إكس أنه “من المقرر استئناف الرحلات من صنعاء الى الاردن ابتداء من السبت القادم الموافق 6 يوليو 2042م”.
وبرغم أن جدول رحلات اليوم السبت لم يتضمن أي رحلات من وإلى مطار صنعاء الدولي، فإن إعلان الشايف مثل مؤشرا واضحا على تراجع السعودية عن قرار إغلاق المطار، وهو تراجع تعززه عودة الحجاج وتصريحات وزير الخارجية السعودي.
وقد جاءت تصريحات بن فرحان وعودة الحجاج ومؤشرات إعادة فتح المطار، خلال ثلاثة أيام هي نفسها الفترة الغامضة التي حددها متحدث قوات صنعاء يوم الثلاثاء الماضي في تدوينة غامضة كتب فيها “ثلاث أيام” وهو ما اعتبره محللون دلالة على أن حكومة صنعاء منحت مهلة ثلاث أيام للسعودية للتراجع عن خطوات التصعيد الاقتصادي وإعادة الحجاج وإعادة فتح مطار صنعاء، وقد علق سريع مساء الجمعة بعد عودة الحجاج بأن الفترة “انقضت بفضل الله” حسب تعبيره.
وكانت حكومة صنعاء وقيادة “أنصار الله” قد وجهوا تحذيرات معلنة خلال الأسابيع الماضية للسعودية بشأن “التصعيد” الاقتصادي المتمثل في قرارات نقل مراكز البنوك ووكالات السفر من صنعاء، لكن يبدو بوضوح أن السعودية تلقت تحذيرات وتهديدات إضافية غير معلنة خلال الأيام الماضية، دفعت وزير الخارجية السعودي لإطلاق تصريحاته الجديدة التي لوحظ فيها الإشارة الواضحة إلى ضرورة معالجة الملف الاقتصادي، كتأكيد على الالتزام بالتفاهمات الاقتصادية وتجنب التصعيد في هذا الملف.