يمن إيكو| أخبار:
تواصل شركة النفط فرع عدن مغالطة الرأي العام بشأن أسعار وجودة ومصدر ما يسمي بـ “البنزين المُحسَّن C5” المنتج محلياً الذي كانت قد اعترفت في وقت سابق، بأنه رخيص السعر، وردئ الجودة، ما جعلها تمنع دخوله عدن، وسمحت ببيعه في محافظات أبين ولحج والضالع، وبنفس سعره في مارب أي 8 آلاف ريال.
وأعلنت شركة النفط اليمنية فرع عدن، أمس الثلاثاء، أنها وفرت ما أسمته “البنزين المُحسَّن” في محطتي بلقيس والشيخ عثمان، مؤكدة- في بيان نشرته على حسابها الرسمي فيسبوك ورصده موقع “يمن إيكو”، أن “البنزين المُحسَّن” في كل من محطة بلقيس بالمعلا، ومحطة الشيخ عثمان وبسعر 1225 ريالاً للتر الواحد وبمبلغ 24500 ريال للصفيحة سعة عشرين لتراً.
المثير للاستغراب أن البنزين المُحسَّن C5 هو نفسه الذي كانت قد قالت إنه يباع بسعره في مارب، ما يشير إلى أن إعلان أمس جاء لشرعنة سعره الباهظ بنحو 24500 ألف ريال وهو سعر عالٍ جداً مقارنة برداءة جودته باعتراف الشركة في وقت سابق، بل إن هذا السعر مقارب جداً للسعر الذي شكا منه المواطنون قبل قرابة عشرة أيام.
وفي الـ22 من مايو الجاري نقل موقع “نافذة اليمن”- عن مصادر مطلعة، تأكيدها أن شركة النفط في عدن تستورد من الخارج نوعين من البنزين، نوع (ممتاز 95) وآخر جيد، ويختلف سعر كل نوع عن الآخر، مضيفةً أن هناك نوعاً ثالثاً هو البنزين المحلي الذي يأتي من مأرب والذي يباع بـ8 آلاف ريال، وهو من حصة المحافظة من الوقود ويسمى C5، ومتوفر في المحطات، كما أنه ليس بجودة النوعين الآخرين.
وبيّنت المصادر أن شركة النفط فرع عدن توفره في المحطات ضمن نطاق خدمتها (عدن، لحج، أبين، الضالع) أسوة ببقية فروع شركة النفط في المحافظات، لافتة إلى أن عدداً من مُلّاك المحطات يضيفون صبغة حمراء ليتحول البنزين المحلي إلى لون مشابه للمستورد ذي الجودة الأعلى ويباع بسعر ذلك المستورد الذي يصل إلى 26 ألف ريال رغم أن سعره 8 آلاف ريال فقط.
في الـ19 من مايو الجاري أصدرت شركة النفط اليمنية فرع عدن توضيحاً وصفته بالهام رداً على أخبار وصفتها بالمغلوطة لدى المواطنين حول نوعية البنزين المتواجد في سوق المشتقات النفطية وأسعارها، نافية صحة الأخبار المتداولة عن بيع بنزين C5 الذي يتم استيراده من مأرب بسعر البنزين المستورد.
وأكد مصدر إعلامي في شركة النفط فرع عدن في منشور على حساب الشركة بـ “فيسبوك” ورصده موقع “يمن إيكو”، أن الفرع يوفر ثلاثة أنواع من البنزين في النطاق الجغرافي له، والذي يضم محافظات “عدن، لحج، أبين، الضالع”، وكل منها له سعر خاص، ويأتي في مقدمتها البنزين الممتاز 95 ويتوفر في محطات الشركة بعدن وخلال الأسبوع الماضي بدأ توزيعه لعدد من المحطات الخاصة.
وأشار إلى أن هناك بنزيناً يتم استيراده من مأرب بين الأنواع الثلاثة ويسمى بنزين C5 ويتم توزيعه على كافة المحافظات في الجمهورية، ومنها المحافظات الواقعة ضمن نطاق فرع الشركة بعدن.
وكانت وثيقة رسمية- نشرها موقع صحيفة “عدن الغد”، وأطلع عليها “يمن إيكو”- كشفت في الـ17 من يناير 2024 عن استقدام شركة النفط اليمنية- عدن لكميات من مادة البنزين المنتج محلياً في محافظة مأرب.
وحسب الوثيقة، خاطبت شركة النفط فرع عدن قوات العمليات المشتركة في محافظة شبوة، بضرورة التسهيل والسماح لمرور 8 قاطرات محملة بمادة البنزين تم سحبها من منشأة صافر محافظة مأرب لتغطية السوق المحلية في عدن.
وفي أكتوبر 2023م شكا عدد من المواطنين في عدن، من البنزين المغشوش الذي يتسبب بأعطال بالغة في محركات سياراتهم، مشيرين إلى أنهم يشترون هذا البنزين المغشوش بسعر المستورد. متهمين شركة النفط في عدن بتعمد الإضرار بهم عبر رفع الأسعار خارج قدراتهم الشرائية، وعبر البنزين المغشوش الذي كبدهم خسائر باهظة في إصلاح سياراتهم.
وكشفت مصادر مطلعة- حينها- في شركة النفط بعدن، أن الشركة طلبت كميات من الوقود من شركة صافر الذي يباع الجالون منه، سعة 20 لتراً، بـ3700 في مأرب، لتبيعه بـ25 ألف ريال في عدن وأبين ولحج، موجهة أصابع الاتهام- صراحة- إلى قوى نافذة تقوم بتهريب البنزين المغشوش من مارب إلى الأسواق في عدن وبيعه بسعر المستورد.
خلاصة القول: أن شركة النفط بعدن كانت تتهم التجار بتهريب البنزين المحسن C5 من مارب وبيعه في السوق السوداء بسعر 25 ألف ريال للصفيحة الواحدة (20 لتراً)، وبالتالي يجب محاربة المهربين ومنعهم من ذلك، ليتسنى للشركة استيراده هي وبيعه بما أعلنته أمس الثلاثاء بسعر 24500 ريال، باعتباره محسناً، في وقت كانت قد أكدت رداءته، ورخص سعره، ما يعني فساداً كبيراً يقف خلف تناقضات تصريحات وأعمال شركة النفط فرع عدن حيال البنزين المحسن C5.