يمن إيكو|تقارير:
كشف ناشطون عن ثروات مهولة تمتلكها قيادات وأعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي، وذلك بالتزامن مع حملات واسعة يشنها الناشطون ضد الانتقالي الجنوبي واتهامات بالفساد المالي والإداري والسعي إلى المكاسب والوظائف، فيما تتضاعف يومياً معاناة المواطنين جراء تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والخدمية، وفقاً لما أكده الناشط عادل الحسني، القيادي السابق في المقاومة الجنوبية ورئيس منتدى السلام لوقف الحرب في اليمن.
وأكد الحسني في تدوينة على حسابه بمنصة “إكس” رصدها موقع “يمن إيكو” أن مذكرة تعيينات رفعها عيدروس الزُّبيدي قبل أكثر من عام، شملت أسماء مقربين، وتابعين للمجلس الانتقالي لشغل وظائف “زائدة” (أي خارج الحاجة لها) في الوزارات، وأنه تم إقرار الأسماء والموافقة عليها من قِبل المجلس الرئاسي قبل أسبوعين.
وحسب ما أكده الناشط عادل الحسني في تدوينة أخرى على حسابه “إكس” رصدها موقع “يمن إيكو”، يستحوذ عيدروس الزُّبيدي – رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، على ممتلكات ضخمة داخل وخارج الوطن، وله شركات مع عدد من الأشخاص، منها: نسبة في شركة حضرموت للطاقة مع “عبدالله البسيري” في عدن وحضرموت، كما يشارك “عباس صنيج” في تجارة الذهب في السعودية و”عبد الكريم الشعيبي” في الإمارات، وله شراكة مع “أبو أيمن الشوذبي” في التجارة العامة بالدمام في السعودية، وفي أراضٍ وعقارات في عدن، بالإضافة إلى جانب المبالغ التي تصله من أبو ظبي.
وكان الناشط الحسني، قد كشف قبل عام في تدوينة على تويتر رصدها موقع “يمن إيكو”، أن الزبيدي جنى من ضرائب عدن وجبايات النفط وأسواق القات، غير الأموال الإماراتية. أكثر من 200 مليون دولار، ويملك أكثر من 13 شقة في مدينة زايد في القاهرة، إضافة إلى شركة إلكترونيات ومصنع في إثيوبيا.
ووفقاً لما نشره ناشطون يطلقون على أنفسهم “منصة أبناء عدن” على موقع إكس، فإن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي مؤجر على قطعة أرض في منطقة العريش تبلغ مساحتها 1200 متر مربع بمبلغ زهيد جداً، فيما يمتلك شريك هاني بن بريك وصهره مدرم الفطيسي، عقارات خارجية في تركيا، بالتحديد في مدينة باشاك شهير وبيليك دوزو تُقدَّر قيمة ممتلكاته بـ 12 مليون دولار.
وحسب المنصة، يقف العضو القيادي في المجلس الانتقالي عبد السلام حُميد – مدير شركة النفط السابق ووزير النقل الحالي، خلف نهب الـ 25 مليار ريال يمني في عام 2019 أثناء الإدارة الذاتية للانتقالي في عدن، فقد كان يشغل منصب رئيس اللجنة الاقتصادية في الإدارة.
وبات مدير أمن عدن السابق شلال علي شايع- من أعضاء الانتقالي- يدير ثروة تتجاوز نحو 35 مليون ريال سعودي، إلى جانب ضرائب أسواق القات، والتي تُقدَّر بالملايين يومياً، كما يمتلك مصنعاً للسجائر في أثيوبيا. أما قائد اللواء الأول عمالقة، رائد الحبهي- الذي كان لا يملك سوى صيدلية في منطقة الدرين بعدن- فقد بات باسطاً على أكثر من 4500 أرضية تمتد من منطقة بئر أحمد إلى منطقة صلاح الدين، كما قام بشراء أرضية بقيمة 500 ألف دولار في منطقة الدرين، وبنائها بأكثر من 350 ألف دولار.
ويدير عضو المجلس الانتقالي السابق عبد الرحمن شيخ، تجارة خاصة تتجاوز 100 مليون ريال سعودي، كما أن غالبية تجارته في الإمارات، ويملك أسواقاً تجارية في كوالالمبور بماليزيا، في منطقة (بوكيت بينتانج)، ويديرها شقيقه الأصغر عمار شيخ. حسب المنصة.
وكشفت المنصة عن تقارير تفيد بأن الانتقالي الجنوبي يفرض أربعة عشر ريالاً على كل لتر محروقات نفطية يصل ميناء الزيت عدن، وتسعة ريالات على كل لتر يتخزن في المصافي، ففي شهر أغسطس الماضي، وصل الميناء 392 مليوناً و400 لتر، بلغ إجمالي ما نهبه الانتقالي أكثر من تسعة مليارات ريال في الشهر، تم توريدها في حسابات شخصية في البنك الأهلي، ومصرف القطيبي، حسب تعبيرها.
وتشير التقارير إلى أن قيمة ضريبة القات المدفوعة في منافذ عدن الشمالية والغربية، ما بين 150 إلى 200 مليون ريال يومياً، بمتوسط يبلغ أربعة مليارات وخمسمائة مليون ريال شهرياً، تذهب جميعها إلى جيوب قيادات الانتقالي، حتى محافظ عدن الذي ينتمي للانتقالي يمنع منعاً باتاً من تحصيلها لصالح السلطة المحلية، كما يفرض المجلس الانتقالي مبلغ 100 ريال جباية على كل كيس إسمنت من أصل أكثر من مليونين وخمسمائة ألف كيس شهرياً تنتجها مصانع الإسمنت في عدن ولحج وأبين، أي ما يعادل ربع مليار ريال شهرياً، وثلاثة مليارات ريال سنوياً.
وأمس الإثنين كشف ناشطون عن تفاصيل ما أسموه فساد الانتقالي الجنوبي عبر نقاط الجباية المتعددة في محافظة لحج، مستعرضين أسماء النقاط والمبالغ المالية التي تؤخذ على كل شاحنة نقل، قرين اسم كل نقطة.
ووفقاً لتدوينة نشرتها صفحة “منصة أبناء عدن” على موقع “إكس” ورصدها “يمن إيكو”، فإن إجمالي الجبايات التي يأخذها الانتقالي على كل شاحنة نقل ثقيل في نقاط لحج بلغ 430 ألف ريال، توزع المبلغ على 8 نقاط في محافظة لحج فقط، على النحو التالي:
العند: 50 ألف ريال
الزيتونة: 10 آلاف ريال
الوطنية: 150 ألف ريال
ميزان المملاح: 100 ألف ريال
العسكرية: 30 ألف. ريال
نقيل الخلاء: 20 ألف ريال
العر: 20 ألف ريال
السر: 50 ألف ريال
وحسب “منصة أبناء عدن”، يتراوح عدد الشاحنات التي تمر يومياً من تلك النقاط من 45 إلى 50 شاحنة، ويقدر إجمالي المبالغ بمتوسط 21 مليوناً و500 ألف يومياً، ما يعادل 645 مليون ريال شهرياً.
وأضاف الناشطون، أن نحو 40-50 شاحنة نقل ثقيل تمر يومياً من نقطة العلم التابعة للمجلس الانتقالي شرق عدن، وتفرض تلك النقاط الأمنية مبلغاً قدره خمسون ألف ريال على كل شاحنة، بمتوسط مليونين و250 ألف ريال يومياً، ما يعادل 67 مليوناً و500 ألف ريال شهرياً تذهب لجيوب قادة الانتقالي. حسب الناشطين.
وفي إطار كشف ثراء القيادات التي تنتمي إلى مكونات مشاركة في الحكومة اليمنية، كان موقع “يمن إيكو” قد نشر في يونيو 2022م تقريراً- نقلاً عن مصادر رسمية تركية- يفيد بأن استثمارات اليمنيين- ومعظمهم من القيادات الموالية للتحالف وتحديداً المنتمية لحزب الإصلاح- في القطاع العقاري التركي ارتفعت منذ عام 2015م وحتى إبريل 2022م إلى 6281 عقاراً.
وأوضحت المصادر أن نسبة الاستثمارات اليمنية لتلك القيادات في المجال العقاري بإسطنبول، ارتفعت 40% خلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2022م، وبنسبة 500% منذ عام 2015 وحتى إبريل 2022.
ووفق هيئة الإحصاء التركية، يحتل اليمن المركز الأول عربياً والثامن عالمياً في استثمار العقارات في تركيا، بفارق 100 عقار فقط عن أوكرانيا التي حلت في المرتبة السابعة، وبتفوق على الكويت بـ 54 عقاراً.