يمن إيكو|أخبار:
حذر اقتصاديون من أن استمرار إغلاق المنافذ البرية الحدودية مع السعودية- خصوصاً منفذ الطوال الاستراتيجي في منطقة حرض- يفاقم من أزمة الصادرات الزراعية اليمنية التي أثرت بدورها على الإنتاج الزراعي السنوي.
ونقلت جريدة “العربي الجديد”، عن الباحث الاقتصادي مراد منصور، تحذيره من خطورة تضرر الإنتاج الزراعي في مناطق شمال غربي اليمن- التي تتركز فيها كتلة عمالية كبيرة ممن يمتهنون الزراعة وصيد الأسماك- حيث يجد المزارعون والجمعيات الإنتاجية صعوبة بالغة في الوصول إلى الأسواق المحلية والخارجية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل وإغلاق أهم منافذ التصدير.
ولفت منصور إلى ما تمثله هذه الرقعة الجغرافية المهمة في البلاد (مناطق تهامة والمرتفعات الغربية والوسطى) من سلة الغذاء الرئيسية لليمن، حيث ينتشر معظم السكان المحليين فيها عبر 133 ألف قرية وتجمع ريفي صغير، في هذه المناطق التي يخرج منها الجزء الأكبر من الإنتاج الزراعي، وفيها تتركز أكبر الأسواق ومراكز التصنيع والمراكز التجارية في البلاد.
كما نقلت “العربي الجديد” عن عدد من ملاك المزارع في محافظة الحديدة، شكاواهم من أن الصادرات خصوصاً من بعض المنتجات كالمانجو التي كانت تمر عبر منفذ الطوال كانت تغطي جزءاً من تكاليف الإنتاج الزراعي التي زادت بنحو خمسة أضعاف منذ بدء الحرب والحصار في عام 2015م، وأنهم يفكرون بالتوقف عن إنتاج بعض محاصيل الفاكهة التي يجدون صعوبة في تسويقها، بالتزامن مع توقف التصدير عبر منفذ الطوال.
وحسب تقرير العربي الجديد، تسبب إغلاق منذ الطوال وعلى مدى نحو تسع سنوات بقيود كبيرة على النقل والتجارة والنشاط الاقتصادي في البلاد، فيما أدت البنية التحتية للطرق المدمرة في البلاد نتيجة الحرب إلى تقييد الوصول إلى الأسواق الدولية والمحلية، وترك مئات الآلاف من اليمنيين يعانون من حصار جزئي في البلدات والمدن.
بيانات الإحصاء الزراعي اليمنية، تشير إلى أنه ما قبل عام 2015م كانت حوالي 50% من الصادرات اليمنية غير الاستخراجية و60% من الواردات تمر عبر منفذ الطوال الحدودي البري، الذي يربط اليمن بالسعودية من الجهة الشمالية، إذ كانت معظم هذه الصادرات عبارة عن منتجات غذائية زراعية ومنتجات سمكية، وتُقدر القيمة الإجمالية للتجارة عبر الحدود التي تمر عبر منطقة الطوال في محافظة حجة شمال اليمن بنحو 1.5 مليار دولار.
وتبعاً لما سبق، يشكل فتح المنافذ البرية اليمنية وبالتحديد منفذ الطوال الحدودي مع السعودية، المطلب الأكثر إلحاحاً في إنهاء المعاناة الإنسانية، وذلك انطلاقاً من الأهمية الإنسانية والتجارية القصوى التي يمثلها، حيث كانت إلى ما قبل الحرب تمر عبره 90% من حركة السفر والتجارة المتساوقة بين البلدين الجارين، بحكم كون المنفذ يخدم قرابة 80% من اليمنيين.