يمن إيكو|خاص:
شهد مجلس الشيوخ بالكونجرس الأمريكي، مساء الثلاثاء، جدلاً واسعاً بين أعضائه ومسؤولين في إدارة بايدن، بشأن شرعية الضربات التي تنفذها الولايات المتحدة على اليمن، وجدواها وعلاقتها بالحرب في غزة.
وخلال جلسة استماع بشأن اليمن، قال السيناتور الأمريكي كريس ميرفي (ديمقراطي من كونيتيكت) الذي قاد الجلسة في تصريحات رصدها موقع “يمن إيكو”: “لقد عارضت تورط الولايات المتحدة في حرب اليمن، ويؤسفني أن الحوثيين أصبحوا الآن أقوياء بما يكفي لمهاجمة مصالحنا في المنطقة، ولكن هذا هو المكان الذي نحن فيه”.
وأضاف: “لقد دعمت قيادة الرئيس لإطلاق عملية حارس الرخاء لاستعادة الأمن البحري في البحر الأحمر، وأيدت أيضاً قرار الرئيس، بالتعاون مع شركائنا في المملكة المتحدة، باستهداف البنية التحتية للحوثيين في اليمن لمنع الهجمات الوشيكة، وقد اقترن هذا الرد الحركي باستراتيجية عقوبات مستهدفة للضغط على قدرة الحوثيين على تمويل عملياتهم”.
وقال: “لكن هذا الرد حدث بدون إذن من الكونجرس، وعلى حد علمي لا يوجد قانون قائم يسمح بالعمل العسكري ضد الحوثيين”.
وتابع: “لكي تستمر الحملة العسكرية ضد الحوثيين، أعتقد أن الحصول على تفويض محدد ومحدد زمنياً من الكونجرس أمر مطلوب للتفويض، وسأجري مناقشات مع زملائي في الأيام المقبلة لتقديم مثل هذا التفويض”.
وقال السناتور الديمقراطي تيم كين إن لديه مخاوف جدية بشأن السلطة القانونية التي كانت إدارة بايدن تعتمد عليها في الضربات وكذلك تأثيرها.
وأضاف: “أعتقد أنكم ستعيدون إرساء الردع عندما نحصل على صفقة رهائن تقودنا إلى هدنة، وتقودنا إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتقودنا إلى القدرة على مناقشة إمكانية تمديد فترة الهدنة مهما كانت”، بحسب ما نقلت رويترز في تقرير رصده “يمن إيكو”.
وقال السناتور الجمهوري تود يونج إن لديه شكوكاً بشأن استراتيجية الإدارة الأمريكية.
وأضاف إنه “من الضروري أن ترد الإدارة على هذه التصرفات مع إظهار أنها استراتيجية لردع العدوان وكذلك عقيدة قانونية مناسبة، ولكن حتى الآن، لم أر مثل هذه الاستراتيجية مطروحة”.
وقال دانييل شابيرو، نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط، خلال جلسة الاستماع بمجلس الشيوخ، إن السلطة الدستورية الممنوحة لبايدن تتيح له العمل دفاعاً عن النفس.
لكن السيناتور الديمقراطي عن ولاية فيرجينيا تيم كين رد عليه قائلاً: “الدفاع عن النفس يعني أنه بإمكانك الدفاع عن الأفراد الأمريكيين، ويمكنك الدفاع عن الأصول العسكرية الأمريكية، وربما يمكنك الدفاع عن السفن التجارية الأمريكية، لكن إذا كنت تدافع عن السفن التجارية لدول أخرى، فمن المضحك في رأيي أن نطلق على ذلك دفاعاً عن النفس”.
وفيما شكك شابيرو وبعض أعضاء مجلس الشيوخ في أن هجمات قوات صنعاء مرتبطة بالوضع في غزة، رد عليه السيناتور كريس فان هولين الديمقراطي عن ولاية ماريلاند قائلاً: “أليس حقيقة أن هجمات الحوثيين على السفن تراجعت بشكل ملحوظ خلال فترة الهدنة الإنسانية في نوفمبر؟”.
واعترف شابيرو بانخفاض الهجمات خلال تلك الفترة، وقال بارتباك إنه “كانت هناك ارتفاعات وانخفاضات في نشاط الحوثيين، ولا أعرف إلى ماذا يمكننا أن نعزو ذلك”.
وبعد ذلك قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ: “حقيقة أن الحوثيين مستمرون في ذلك وقولهم علناً إنهم لن يتوقفوا حتى يكون هناك وقف لإطلاق النار في غزة هو مؤشر على أننا، لسوء الحظ، لم نصل بعد إلى النقطة التي يعتزمون فيها التراجع”.
ورفض شابيرو الإجابة على سؤال طرحه السيناتور يونغ حول مستوى النشاط العسكري الذي تعتقد الإدارة أنه ضروري لردع الحوثيين، فيما أشار السيناتور ميرفي إلى “أن 23 ألف غارة جوية سعودية في اليمن بين عامي 2015 و2022 – بعضها ضرب الأماكن نفسها التي تستهدفها الضربات الأمريكية الآن- فشلت في تغيير حسابات الحوثيين، ولم يكن هناك سوى القليل من الأدلة على أن الغارات الجوية المحدودة من واشنطن اليوم سيكون لها نتيجة مختلفة”، بحسب ما ذكر تقرير نشره موقع “ريسبونسيبول ستيت كرافت” ورصده “يمن إيكو”.
وتوقفت جلسة الاستماع عدة مرات بسبب مطالبة متظاهرين بوقف آخر لإطلاق النار في غزة، ورفع العديد من النشطاء أيديهم المغطاة بالطلاء الأحمر.
وقال أحد المتظاهرين: “أنتم جميعاً تعرفون بالضبط كيفية وقف الحصار في البحر الأحمر، وذلك من خلال وقف دعم الإبادة الجماعية في غزة”.